المقرأة الإلكترونية.. مدرسة غزة القرآنية للعالم

منذ قرابة أربعة أعوام أطلقت دار القرآن الكريم والسنة بغزة، مشروعها المميز باسم “المقرأة الإلكترونية” كأول برنامج تعليم للقرآن الكريم عن بُعد، والذي يهتم بتعليم وإقراء القرآن الكريم وعلومه عبر الإنترنت؛ للوصول للفئات والمجتمعات كافة في جميع أنحاء العالم، وتعمل على تأهيل وضبط قراءة وأداء الحفاظ وغير الحفاظ والمبتدئين من كلا الجنسيين.

فكرة المقرأة

وفق مدير دار القرآن الكريم والسنة محمود خاص، فإنّ دار القرآن، تطمح أن تتجاوز خيريتها الحدود والآفاق لتصل إلى كل أرجاء الأرض؛ لتكسر من خلال هذه المقرأة الحصار الظالم على قطاع غزة؛ ويكون شعاع نور القرآن منارة لتعليم القرآن الكريم عن بُعد بواسطة شبكة الإنترنت.

وأوضح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه مع الإقبال المتزايد على استخدام الإنترنت للاتصال بالمحيط والعالم، كانت فكرة المقرأة كحاجة مُلحة للاستفادة من تطور وسائل الاتصال والتواصل وانتشارها، ومواكبة التطور للوصول إلى جميع المسلمين الذين يفتقرون لوجود معاهد ومراكز لتعليم القرآن قريبة منهم، أو لا يتوفر لديهم الوقت الكافي للوصول إلى هذه المراكز لتعلّم كتاب الله تعالى.

مجانية بالكامل

مدير دائرة القراءات في دار القرآن الكريم والسنة بلال عماد، أكّد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الانتساب لدورات المقرأة القرآنية من أي مكان في العالم هي مجانية بحتة، ولا يُطلب من المنتسب فيها الالتزام بأي تكاليف، مشجعاً للتسجيل في دوراتها المتميزة والتي تُقدم عبر أفضل المشايخ والقراء المتمكنين والحاصلين على السند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح عماد، أنّ أبرز أهداف المقرأة، المساهمة في تعليم ونشر القرآن الكريم في أرجاء الأرض كافة ولكلا الجنسين، والوصول لكل من يتعذر عليه الوصول لمراكز ومعاهد تعليم وتحفيظ القرآن الكريم.

وأضاف: “نسعى إلى ترغيب الناس بتعلّم القرآن الكريم بأقل جهد ووقت ممكن دون الحاجة للخروج من المنزل، والاستفادة من التقنيات الحديثة والوسائل المتطورة المتوفرة بشكل كبير بين المجتمعات في نشر كتاب الله”.

وأشار إلى أنّهم يسعون إلى التعريف بالروايات القرآنية المختلفة ونشرها بين المسلمين، وضبط النطق بكلمات القرآن الكريم، وصون اللسان عن اللحن، ومعالجة ضعف المسلمين في قراءة القرآن الكريم من خلال دورات أحكام التلاوة المتنوعة.

5000 طالب وطالبة

ويكشف مدير دائرة القراءات، أنّ المقرأة تمكنت منذ نشأتها من تخريج ما يزيد عن 5000 طالب وطالبة ممن اشتركوا في البرامج المختلفة، وذلك في أكثر من 60 دولة حول العالم.

ونبه عماد أنّ عام 2018 شهد تخريج 2213 طالب وطالبة في البرامج المختلفة، على يد أفضل مشايخ وقراء قطاع غزة، مبينا أنّ دار القرآن الكريم تفاجأت بحجم الانتساب والإقبال الكبير على المقرأة من الناس حول العالم.

وأوضح أنّ غزة وخصوصيتها في نفوس المسلمين حول العالم، يدفع هؤلاء للمشاركة في الدورات المختلفة، ويدفع حتى القراء المتمكنين، للقراءة على مشايخ غزة، كونها أرض الجهاد والاستشهاد.

ويدعو عماد، من لا يتوفر له وقت أو مركز لتعليم القرآن أو غيرها من الدورات للانتساب لهذه المقرأة، مبيناً أنّ المرونة في المواعيد يميز هذه المقرأة حتى تواصل عملها أحياناً إلى منتصف الليلة لتغطي تباين الأوقات في مختلف دول العالم.