الأحد 12/مايو/2024

ساجد مزهر على خطى رزان.. إسرائيل تقتل فتى المهام الإنسانية

ساجد مزهر على خطى رزان.. إسرائيل تقتل فتى المهام الإنسانية

على خطى المسعفة المتطوعة رزان النجار يرحل ساجد مزهر شهيدًا، بعد أن أوصل الرسالة، وأدى المهمة، وأكمل الواجب، ليقول للعالم بأسره إن “إسرائيل” هي عدوة لكل شيء إنساني جميل في هذا الوطن.

ساجد مزهر (17 عامًا) مسعف متطوع في الإغاثة الطبية، وفنان في فرقة “إبداع” في مخيم الدهيشة ببيت لحم، ويقدم عروضًا مختلفة في أنحاء فلسطين، كان عرض “وصية” الذي يتحدث عن النكبة وآثارها الأشد مفارقة، حيث مَثل ساجد فيه دور الشهيد كما يشير مدير مؤسسة “إبداع”، خالد الصيفي.

رصاصة حاقدة من جندي إسرائيلي غريب أنهت الحلم، وقضت على هذه الرحلة المعطاءة من مهام إنسانية وفنية؛ حيث استشهد ساجد أثناء إسعافه أحد المصابين في مخيم الدهيشة، رغم ارتدائه بزة العمل الإسعافي، وذلك فجر أمس الأربعاء.

نقل ساجد إلى المشفى بحالة حرجة جدًّا، اختار أن تكون آخر صورة له في هذه الدنيا، وهو يرفع شارة النصر، ليغيظ العدو، ويرسم ملامح المرحلة، أن الشهادة في فلسطين هي أسمى الأماني وأقصر الطرق لتحرير الوطن السليب.



وبعد شيوع نبأ استشهاد ساجد، قال طفل من متدربي فرقة “إبداع” لوالده، إن “الشاب الذي يدربني على دَور الشهيد استشهد يا أبي”.

كما كان ساجد، طالب التوجيهي، يستعد لحفل التخرج الذي تنظمه المدارس مع قرب انتهاء الفصل الدراسي الثاني، كما تشير والدته المكلومة التي طلب منها إحضار قميص أبيض لحفلة التخرج، وتقول بحسرة أن ابنها نال “شهادة أخرى” غير شهادة المدرسة التي كان ينتظرها.

كما يقول أحد زملائه: نحن فخورون بعملنا التطوعي، نريد حمايتنا كمسعفين، ليست هذه أول مرة تقتل فيها “إسرائيل” المسعفين.

عبد المهدي غريب منسق الإسعاف والطوارئ في الإغاثة الطبية، يقول: رسالتنا إنسانية، وستظل إنسانية، حتى لو قتلوا اليوم ساجد، وقبله الشهيدة رزان، وكثير من المسعفين.

يضيف: هذا الاحتلال يقتل الفلسطيني لكونه فلسطينيا، ولا يميز المسعف عن غيره، كلنا سنظل وراء ساجد، ونكمل مهمة ساجد.



والد ساجد يقول: ساجد مسعف متطوع، جاءته إشارة بوجود مواجهات مع الاحتلال في مخيم الدهيشة، وذهب إلى هناك، وكان هناك شاب مصاب حاول ساجد أن يسعفه، إلا أن الاحتلال باغته بإطلاق النار صوبه وأصابه برصاص قاتل في البطن.

تبكيه إحدى زميلاته، تستذكر لحظات جميلة قضتها معه والفريق الذي كان ساجد أحد أعضائه، تقول: كنا نتحدث عن التخرج من الجامعة، سألته قديش بدك تجيب معدل، يجيبها ساجد ضاحكًا أنا راح أسبقكم، أنا راح أنجح أول واحد وأجيب الشهادة.

أما الطبيب الذي كان يعالجه فاكتفى بالبكاء الشديد، وقال: أعرفه إنه من الشباب الحلوين، كان يقوم بواجبه مع المسعفين.

الكاتبة نادية حرحش تقول في مقال لها: استيقظت فلسطين مرة أخرى فجرا على ارتقاء الشهيد ساجد مزهر، لا أعرف كم تحمل الأسماء قدر أصحابها، فشهيد الفجر أزهر بعطر دم الشهادة، وسلم جسده بسجدة أخيرة.

تتابع: مع كل شهيد يرتقي، يقترب القهر أكثر من كل بيت فلسطيني، المشاهد من بعيد قاهرة مؤلمة مفجعة، فكيف تكون لمن فقد ابنا أو صديقا أو حبيبا في هذه الفاجعة؟

تكمل: إلى متى سيستمر هدر دماء أبنائنا من عدو لا تردعه قوة ولا تدمي قلبه إنسانية؟، إلى متى ستبقى السلطة الفلسطينية صامتة بهذا الهوان أمام إزهاق أرواح أبنائنا؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات