الجمعة 10/مايو/2024

في فلسطين.. عيد الأم والهدية الشهادة

في فلسطين.. عيد الأم والهدية الشهادة

“زفوا الشهيد وخلوا الزفة ع السنة…”، اليوم هو عرس أحمد، اليوم أحمد سيُزف شهيداً، وسأغني له، “زفوا الشهيد وخلوا الزفة عالسنة، زفوا الشهيد لبيتو التاني بالجنة..”.. بهذه الكلمات تلقت والدة الشهيد أحمد مناصرة ببيت لحم جنوب الضفة الغربية خبر استشهاده الذي تصادف مع “عيد الأم” الذي تقدم فيه الهدايا وباقات الزهور للأمهات عبر العالم.

ما قالته والدة الشهيد مناصرة ليس استثناء في حالة الأم الفلسطينية التي أوجدت برتوكولا خاصا لها في استقبال أبنائها الشهداء.

وقبل والدة الشهيد مناصرة بيوم واحد، كان المشهد مماثلا لوالدة الشهيد عمر أبو ليلى التي استقبلت خبر استشهاد ابنها عمر في اشتباك مسلح في بلدة عبوين عقب ملاحقة ساخنة لثلاثة أيام بقولها “لست بأحن عليه من الله الذي خلقه ورحل إليه..”.

وأضافت “إنها ظلت متوترة خلال المعركة التي خاضها نجلها في بلدة عبوين برام الله مع عشرات من جنود الاحتلال، قبل أن يأتيها خبر استشهاده فزعردت له”.


أم الشهيد عمر أبو ليلى

وأضافت: “عمر فش زيه (لا مثيل له)، ما توقعت يعمل شي، طلع بهدوء ورجع شهيدا.. الحمد لله”، وأشارت إلى رقة قلبه، وقالت إنه لم يستطع النظر إليها قبل العملية؛ لكي لا يتأثر أو يلغيها.

وختمت بقولها: “أنا أفتخر فيه، عمل اللي عمله من حاله لحاله. أتمنى من جميع الناس أن يصبحوا مثل عمر”.

الأمهات النموذج

ما عبرت عنه والدتا الشهيدين مناصرة وأبو ليلى في عيد الأم هو مثال كيف تربي الأم الفلسطينية ابنها وكيف تمتزج عاطفة الأمومة بالتضحية ويقدم الوطن على كل شيء.

لم يكن مشهد الأم الفلسطينية في عيد الأم إلا أن يكون مميزا عن أي مشهد آخر، وهو ما علق عليه الكاتب عبد الهادي المجالي في صحيفة الرأي الأردنية في عيد الأم بمقال أسماه “أم عمر”.

ومما قال فيه مخاطبا أم عمر “أنت أصلا أهم من كل مدارس الحرب والأركان العربية وأهم من كل مصانع الذخيرة والدبابات المكدسة، لأن رحمك أنتج من طفل جيشا كاملا هزم إسرائيل، ونحن اختصرنا كل جيوشنا بفرد واحد.. ماذا أقول لك؟”.

“فقط علّمي النساء في عالمنا العربي، علّمي المتصابيات، واللواتي جلسن في الفنادق الفاخرة، خلف المايكريفونات من أجل الثرثرة، علمي من أدخلوهن في الحكومات على شكل إكسسوار، علّمي من أشبعن جيلا من النكبات غنجا على مايكريفونات الإذاعات (التافهة)، علّمي النساء يا أم عمر في العالم العربي، أن الأرحام في فلسطين أخطر من منظومات (الباتريوت)، وأن الأرحام في فلسطين أقوى من طائرات (الإف 35)، وأن أم عمر دمرت نظرية اللواء (الجولاني) ونظريات شامير وشارون وقبله مناحيم بيغن، في حصانة جيش الدفاع وحولته إلى جيش من الأشلاء …”.

أصالة متكررة

ولا يشكل هذا المشهد استثناء في حالة الأم الفلسطينية التي لا يحصرها تقرير، فهو يذكر بموقف والدة الشهيد أحمد جرار العام الماضي حين وصلها خبر استشهاد وبعض من ملابسه الملطخة بالدماء فاستقبلت نبأه بابتسامة، وقالت: “من حضني… لحضن أبيه”، “والده الشهيد نصر جرار”، وقبلها والدة الشهيد مهند الحلبي ليلتحقن بقائمة مفاخر صانعة المجد في فلسطين، الأم الولادة للأبطال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن جوانب من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرى قطاع غزة...

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...