الإثنين 17/يونيو/2024

عوائل الأسرى تشتكي ضعف التضامن مع أبنائهم

عوائل الأسرى تشتكي ضعف التضامن مع أبنائهم

بحالة من الأسف يعبر أهالي الأسرى في الضفة الغربية المحتلة عن انزعاجهم من تراجع الوقفات التضامنية والحراكات الشعبية المساندة للأسرى، متأملين أن تشهد الضفة تحركاً تجاه قضايا الأسرى وما يتعرضون له من قمع وممارسات تعسفية بحقهم في سجون الاحتلال الصهيوني.

وفي ظل ما تتصدره وسائل الإعلام من إجراءات تمارسها إدارات السجون الصهيونية بحق الأسرى؛ وخاصة في سجن النقب الذي شهد قمعا مستمرا في الفترة الأخيرة، إلا أنّ ذلك لم يحرك الشارع الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية تجاه هذه الجرائم الصهيونية بحقّ الأسرى.

وفي ظل ما يتعرض له أسرى سجن النقب من قمع واعتداء وتثبيت أجهزة تشويش مسرطنة بالغة الضرر على أجساد الأسرى وحياتهم اليومية وظروفهم المعيشية؛ يطالب أهاليهم بوقفات جادة معهم تحميهم من جبروت الاحتلال وتساعد في نشر قضيتهم دوليًّا.

حراك معدوم
وتعبر تلك العائلات المكلومة على فقد أبنائها في مقابر الأحياء عن حاجة حقيقية لوقفة الشارع الفلسطيني خاصة في الضفة مع عذابات الأسرى، حيث يواجهون بأجسادهم وإرادتهم ما تعجز عنه دول بأكملها.

ووفقاً لمكتب إعلام الأسرى، فإنّ عائلة الأسير هاشم طه أبو اسنينة من مدينة الخليل، والذي يقبع في سجن النقب، قالت: “إنّ الحراك الشعبي المناصر لقضايا الأسرى بات شبه معدوم في الضفة المحتلة، حيث من النادر أن تخرج مسيرة مطالبة بحفظ حقوقهم وضمان أبسطها”.

وتوضح العائلة بأن الاحتلال يستفرد بالأسرى بمعنى الكلمة؛ كما يحاول إيذاء أهاليهم عبر سلسلة عقوبات، مثل منع الزيارات أو عزل الأسير أو نقله إلى سجن آخر، وهذا كله يستوجب وقفة حقيقية من الشارع الفلسطيني. 

وتضيف: “بالأصل لا يوجد حراك لنصرة الأسرى، وفي كل لحظة نتتبع الأخبار لمعرفة إذا ما كانت هناك وقفات أو فعاليات كي نشارك بها، وللأسف حتى الوقفات الرسمية باتت تتجزأ، بينما من المفترض أن يُذكر كل الأسرى، وأن يكون الهمّ واحدا، وهو جرحهم الكبير”.

وتعبر العائلة عن أسفها الشديد من أن الدعوات للوقفات تكون على عاتق أهالي الأسرى وحدهم، وأن ما يشعرون به هو أنهم منفردون في الوقوف للدفاع عن أبنائهم، مطالبين بتوحيد جهود الفصائل والمؤسسات المختلفة من أجل خلق حالة تضامن كاملة تضغط على الاحتلال لتحسين ظروف معيشتهم.

يشار إلى أن الأسير أبو اسنينة محكوم بالسجن 13 عاما أمضى منها 12 عاما، حيث اعتقل وأصيب برصاص الاحتلال عام 2007 قرب المسجد الإبراهيمي الشريف بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، كما عانى من سياسة الإهمال الطبي بعد إصابته أسفل البطن.

قضية حساسة
بدورها؛ تقول عائلة الأسيرة سوزان العويوي من الخليل لـ”مكتب إعلام الأسرى”، إن قضية المعتقلين في سجون الاحتلال لم تعد تحرك الشارع مثل السابق رغم أنها قضية حساسة تستوجب وقوفا كاملا من جميع الفئات والأطياف.

وتشير العائلة إلى أن الاحتلال حين استفرد بالأسيرات قبل أشهر، ووضع آلات مراقبة في سجن “هشارون” لم يتحرك الشارع إلا قليلا، وكانت كلها وقفات خجولة وبمشاركة أهالي الأسرى فقط.

وتضيف: “المعاناة التي يعيشها الأسرى وعائلاتهم كبيرة، والوقفات تخفف عنا بعض الحمل بسبب شعورنا بأن هناك من يقف معنا، وهذا الأمر الذي نفتقد إليه فالأسرى ليسوا مجرد ملف”.

ولا شك أن هجمة الاحتلال بحق الأسرى اتسعت وازدادت في الآونة الأخيرة في ظل توقف الحراك الداعي إلى نصرتهم وحفظ حقوقهم، فلم تبق سوى إرادتهم يلتمسون منها الصبر والقوة في مواجهة السجان.

إحصائيات
يُشار إلى أنّ أعداد الأسرى رهن الاعتقال في سجون الاحتلال بلغ مع نهاية عام 2018 نحو (6000) أسير موزعين على قرابة 22 سجناً ومعتقلاً، من بينهم (250) طفلا “بينهم فتاة قاصر: و(54) فتاة وامرأة، و(8) نواب في المجلس التشريعي، و (27) صحافيا، (450) معتقلا إداريا.

فيما بلغ عدد الأسرى المرضى نحو (750) أسيرا يعانون من أمراض مختلفة، بينهم نحو (200) أسير بحاجة إلى تدخل عاجل وتقديم الرعاية اللازمة لهم، بينهم (34) يعانون من مرض السرطان، وآخرون مصابون بأمراض خطيرة ومزمنة.

وبلغ عدد الأسرى القدامى (48) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة بشكل متواصل، من بين هؤلاء الأسرى يوجد (27) أسيرا اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات