الخميس 25/أبريل/2024

رصاص إسرائيل المتفجر يحرم الطفل عثمان صوته ومدرسته

لا يقوى الطفل محمود عثمان على الأنين بعد أن اخترق رصاصُ الاحتلال المتفجّر جسده، فدمر أحشاءه وأوهن حنجرته عن الكلام قبل أن يصبح ضيفًا دائمًا في المستشفى.

وكان الطفل عثمان (14 عامًا) أصيب برصاص الاحتلال الشهر الماضي حين اخترقت إحدى الرصاصات صدره وفتّتت في طريقها الكبد و والأعضاء الداخلية.

ويلازم الطفل عثمان إحدى حجرات قسم الجراحة بمستشفى شهداء الأقصى عاجزًا عن الحركة أو الطعام والحديث مع الزوّار من طلاب مدرسته وأقاربه.

جسد واهن

يستغرق الطفل عثمان عدة ثوان حتى يلتقط أنفاسه بصعوبة قبل أن يحدّث زوّاره؛ حيث لا زالت بعض شظايا الرصاصة تستقر في جسده وتسبب له آلاماً متصاعدة.

يقول الطفل عثمان: “كنت واقفًا بمكان بعيد عن السلك الفاصل.. فجأة سقطتُ أرضًا وشعرت بألم في جسدي.. نقلوني للمستشفى، ومن يومها أشعر بآلام ولا أستطيع الأكل.. ما يضايقني خراطيم ممتدة من جسدي للخارج ثبّتها الأطباء”.

ويتعجّب محمود مما جرى معه حين كان يقف على مسافة مئات الأمتار من السلك الفاصل خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق مخيم البريج.

ويتابع: “أتمنى أن أعود للفصل الدراسي وللمدرسة وألعب مع الأولاد.. لم أرتكب شيئًا حتى يصيبني الجنود بالرصاص؛ حيث كنت متوقفًا مع الناس على مسافة بعيدة جدًّا من نقطة التماس”.

حلم المدرسة

ويتناوب عمّ الطفل عثمان مع أشقائه على ملازمة محمود من يوم إصابته في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح؛ حيث لم يطرأ أي تحسن على حالته الصحيّة.

ويقول عمه علي: “اخترقت الرصاص صدره من الجهة اليسرى وخرجت من الجهة اليمنى فهتكت الحجاب الحاجز والمعدة وفتّتت الكبد بشكل كامل وكسرت 3 ضلوع.. الطعام خرج من أمعائه وتسبب في التهابات صديديّة.. مرّ عشرون يوما على إصابته خضع فيها لعمليتين جراحيتين ولا زال عاجزًا عن الأكل”.

يتجاذب علي حوارًا قصيرًا مع محمود قبل أن يكشف عن جسده النحيل الذي شقه مبضع الأطباء تاركًا جرحًا كبيرًا غطوه بالضمادات واستخرجوا منه خراطيم العلاج.

يسلّي علي الطفل محمود بتغيير دفّة الحديث إلى زيارة زملائه في الفصل إلى حجرة المستشفى وإهدائهم له شهادة تقدير لتفوقه في الفصل الماضي من العام الدراسي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات