الأحد 01/سبتمبر/2024

أجهزة التشويش المسرطنة.. حقيقة أم دعاية

ناصر ناصر

اعتمد الأسرى الفلسطينيون في خطواتهم الأخيرة ضد إجراء مصلحة السجون تركيب أجهزة تشويش على الهواتف النقالة على حقيقة أن هذا النوع من الأجهزة وبهذه الكثافة العالية وفي مكان ضيق، ستؤدي لأضرار صحية، ومن أهمها السرطان وليس هذا من باب الحشد والدعاية، كما يعتقد البعض إنما هي حقيقة تدعمها حتى بعض التقارير الإسرائيلية ومن أهمها:

التقرير الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها الصادر يوم الثلاثاء 26-2-2019، وعلى صفحتها الأولى، ولأول مرة حول خطورة الهوائيات أو الانتينات الخاصة بتقوية بث الأجهزة النقالة -والتي تعتبر على نطاق واسع أقل ضررا من أجهزة التشويش-، وتحديدا تلك التي في حي رأس العين الذي شهد تزايد في أعداد السكان المصابين أو المتوفين بمرض السرطان.

وأشارت الصحيفة إلى أن 40 إسرائيليا كثير منهم من أصول يمنية من سكان الحي الفقير ماتوا بسبب السرطان في السنوات الأخيرة، ونشرت خارطة ما أسمته “خارطة السرطان” التي تحتوي على معطيات وتفاصيل دقيقة ومنها على سبيل المثال: أسماء الشوارع وعدد الحالات وأنواع السرطانات التي عانت منها حارة راس العين.

من اللافت للنظر التشابه بين شوارع السرطان في رأس العين وأجهزة التشويش في سجن النقب، ففي كلتا الحالتين كانت الفئة المستهدفة فئة تظنها السلطات ضعيفة يمكن تمرير سياساتها عليها بسهولة، إلا أنها لاقت وما تزال معارضة شديدة، وفي حالة السجون تتصاعد وتتبلور جبهة للتصعيد ضد الاحتلال وإجراءاته، لتدعم جبهات أخرى كغزة والضفة والمسجد الأقصى، ولتثير مخاوف إسرائيلية أمنية لم تكن في الحسبان.

إضافة إلى ذلك فإن السلطات الرسمية في رأس العين وسجن النقب تدّعي أن كل إجراءاتها هي سليمة ووفق القوانين والأنظمة، والفرق أنه في حالة رأس العين من الممكن أن تتدخل جهات مهنية مستقلة لحسم الموضوع، أما في السجون فلا توجد سلطة إلا للاحتلال وقوانينه وإجراءاته الظالمة، الأمر الذي لا يترك مجالا للحل إلا من خلال احتجاجات وإضرابات الأسرى التي أثبتت -ورغم ما تعنيه من آلام ومعاناة وصعوبات للأسرى- نجاعتها وفعاليتها، شريطة أن تترافق مع دعم واسع وجدّيّ من مؤسسات وهيئات الشعب الفلسطيني المناضل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات