الإثنين 17/يونيو/2024

إزالة البسطات بجنين بين رزق الفقراء وتنظيم المدينة

إزالة البسطات بجنين بين رزق الفقراء وتنظيم المدينة

بحسرة وألم وقف الجريح المقعد مصطفى أبو خرج من مخيم جنين شمال الضفة الغربية على أنقاض بسطته التي كان يعتاش منها بعد أن سوتها طواقم بلدية جنين بالأرض في إطار حملة تنظيم الأسواق وإزالة التعديات.

بالنسبة لأبو خرج لا يرى مبررًا لما جرى سوى أنه أدى لقطع رزقه ومصدر دخله الوحيد الذي اختاره ليعيش بكرامة بعد أن أصبح مقعدًا بفعل إصابته برصاص قوات الاحتلال، ولا يتنقل إلا من خلال كرسيه المتحرك.

قاوم أبو خرج مرارًا وتكرارًا حملات إزالة بسطته في جنين، متمسكًا بما يرى أنه لا يضطره إلى أن يستجدي الآخرين من أجل ضمان حياة كريمة لأسرته.


null

ولا يعد أبو خرج في حديثه لمراسلنا أن ما جرى كان صوابًا؛ فهذه حملة لم تأخذ بعين الاعتبار أن مئات العاملين على البسطات قد تضرروا هم وأسرهم دون إيجاد بديل مقنع لهم، فهو ليس ضد تنظيم البلدية، ولكن لا يجب ألا يكون ذلك على حساب أرزاق الناس.

وانقسم المواطنون بين مؤيد لحملة إزالة البسطات وبين معارض لها، في حين يؤكد المواطن أحمد تركمان لمراسلنا أن حملات تنظيم المدينة يجب ألا تكون على حساب أي طرف، وكذلك لا يجب أن تكون انتقائية، بحيث تشمل الجميع، وهذا هو الاختبار الحقيقي.

حملات سابقة أثارت زوبعة كبيرة في السنوات الأخيرة، ولكنها كانت مؤقتة وسرعان ما عادت الأوضاع لأسوأ مما كانت بعد فترات قصيرة، يرى المواطن تركمان.

ويؤكد رئيس بلدية جنين د. محمد أبو غالي لمراسلنا أن حملة تنظيم المدينة سوف تطبق على الجميع، وفي جميع الشوارع والأحياء دون استثناء، مشيرًا إلى أن البلدية أقامت أسواقا بديلة لأصحاب البسطات.

ويرى أن تنظيم المدينة يسهم في تنشيط الحركة التجارية وجذب المتسوقين لها، وتعزيز المظهر الجمالي للشوارع والأرصفة والحيز العام.


null

العلة في المحسوبية

ويعدّ هلال زكارنة، وهو صاحب بسطة خضار، لمراسلنا، أن الوساطة والمحسوبية هي أساس الداء في كل شيء، مشيرًا إلى أن ما يتم الحديث عنه من توزيع للبسطات في سوق البسطات تم سابقا بشكل غير عادل وبالمحسوبية، ما حرم كثيرًا من أصحاب الحق في أن يكون لهم مكان بديل، وهنا تكمن المشكلة.

وأشار إلى أنه ممنوع أمنيًّا من دخول أراضي 48، وبالتالي لا مجال له للعمل البديل، فالبسطة هي المكان الوحيد الذي تعتاش منه أسرته.


null

مصادر أشارت لمراسلنا إلى أن جزءًا من المشكلة أن سوق البسطات للخضار وسوق الأمل للنثريات، والذي أقيم بديلا لأًصحاب البسطات العشوائية قد تم توزيع واختيار أصحابه بطريقة غير نزيهة، فمثلاً عدد كبير من موظفي بلدية جنين حجزوا بسطات لهم بأسمائهم في السوقين، ومن ثم استثمروها مع آخرين، وكذلك أشخاص من خارج البلدية لم يكونوا أصحاب بسطات يوما، ويعملون في مهن أخرى، تبين أن هناك محلات لهم وأماكن في سوق العمل ويؤجرونها.

وانتقد ناشطون موقف البلدية لـ 160 من أصحاب البسطات بالتمهل لحين إيجاد أماكن بديلة لهم، في الوقت الذي يعدّون أنه كان يتوجب حل مشكلتهم وإيجاد البدائل لهم أولاً، ومن ثم إزالة البسطات وتنظيم الأسواق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...