الإثنين 17/يونيو/2024

المعتقل السياسي عصيدة.. تَخرّجٌ مؤجل بأمر من السلطة

المعتقل السياسي عصيدة.. تَخرّجٌ مؤجل بأمر من السلطة

منذ تسع سنوات ووالدة المعتقل السياسي محمود مصطفى عصيدة، تنتظر لحظة تخرجه من جامعة النجاح في مدينة نابلس، فعلى مدار سني دراسته عملت الاعتقالات السياسية واعتقالات الاحتلال، على إطالة عمر دراسته من أربعة أعوام إلى تسعة.

والآن تبقى له بضع ساعات لينهي متطلبات كلية الرياضة، لكنه اعتقله مجدداً جهاز الأمن الوقائي وهو في طريقه لتقديم امتحاناته النهائية، ليضيع مجدداً موعد تقديم تلك الامتحانات، ويتأخر معها موعد تخرجه الى أجل غير معلوم. 

تشير والدته في غصة كبيرة: “لقد تخرج كل أقران وزملاء محمود من الجامعة، أما هو فكلما اقترب موعد الامتحان، يحين معه موعد اعتقال جديد، إما لدى سلطان الاحتلال، أو لدى جهازي الأمن الوقائي أو المخابرات الفلسطينية”.

وتضيف: “والآن وبعد تسع سنوات من دراسته، تبقى له ثلاث مواد، لإنهاء متطلبات تخرجه، وكان يجب أن ينهيها في الفصل الماضي، لكن وقبل تقديمها اعتقلته قوات الاحتلال، وأمضى في الاعتقال 12 يوماً، وأفرج عنه بعدها”.

 وتوكد: “ولما نجح بعد معاناة كبيرة مع مدرسيه بتحديد موعد لتقديمها بنظام (غير المكتمل) نصب له جهاز الأمن الوقائي حاجزاً طياراً على مدخل البلدة، الساعة العاشرة والنصف وهو متوجه لتقديم أول امتحاناته، في 4/2/2019 وذلك قبل موعد الامتحان بنصف ساعة، وفي اليوم التالي نقلوه الى المحكمة ومدد اعتقاله 15 يوماً”، مضيفة بحزن: “بمعنى أن تقديمه لامتحاناته تأجل للمرة الثانية، ولا ندري إلى متي سيستمر هذا الاعتقال”.

اعتقالات لا تنتهي
تقول والدة محمود عصيدة إنها باتت تتمنى أن يمر عام كامل دون اعتقال ولدها محمود، منبهة إلى أن الاعتقالات لا تكاد تمهله ليعود لمقاعد دراسته، حتى يكون رهن الاعتقال من جديد، إما لدى الاحتلال، أو جهازي المخابرات والأمن الوقائي التابعان للسلطة.

وتشير: “في 12/2/2014 اعتقل لدى الأمن الوقائي في نابلس، لمدة 20 يوماً، وبعدها ببضعة أشهر،  اعتقل لدى جهاز المخابرات في نابلس، ونقل إلى سجن أريحا، وتعرض هناك لتعذيب كبير من الشبح والضرب بالعصي، والحرمان من النوم، واستمر اعتقاله 100 يوم”.

وتضيف والدة محمود في سرد اعتقالاته: “في 21/5/2015 أعاد جهاز المخابرات اعتقاله، وهنا تعرض لتعذيب شديد بعد أن نقل من سجن جنيد الى مقر الجهاز في وبيت لحم، وتعرض للشبح والضرب بالفلقة والصفع على الوجع والحرمان من النوم، واستمر اعتقاله لمدة شهرين، وما هي إلا بضعة أشهر حتى كان على موعد مع اعتقال جديد لدى الاحتلال في 19/11/2015 وحكم عليه بالسجن 13 شهراً على خلفية نشاطاته الطلابية”.

ولم تكتف الأجهزة الأمنية بهذا القدر، حيث تعرض محمود بعدها للملاحقة من جهاز المخابرات، لكنه توارى عن الأنظار حتى اعتقل لدى الاحتلال في 14/3/2017، 10 أشهر وكفالة 2000 شيكل، وفي 12/2/2018 اعتقل لدى الأمن الوقائي 15 يوماً، وتعرض في 11/12/2018 لاعتقال جديد لدى الاحتلال 12 يوماً، وبعد أقل من شهر ونصف، جاء اعتقاله الأخير لدى جهاز المخابرات.

ضياع مستقبله
ترى والدة محمود أن اعتقال نجلها يهدف فقط لضرب مستقبله الدراسي، موضحةً: “فقد كانت توجه له سابقاً باعتقالاته لدى السلطة تُهم إثارة النعرات الطائفية في جنبات المحكمة، في حين أن كل مجريات التحقيق معه كانت تتم على خلفية نشاطاته الطلابية”، وأضافت بحسرة “واليوم توقفت جميع النشاطات الطلابية في جامعة النجاح، ومنع طلبة الكتلة الإسلامية من القيام بأي نشاط، فعلام يعتقل محمود؟”.

وتؤكد أم محمود أن الهدف من هذه الاعتقالات هو فقط ضياع مستقبله، لأن كل الاعتقالات كانت تتزامن مع امتحاناته الفصلية، وهو توقيت لم يكن بالمصادفة، فأغلب امتحانات محمود قدمها بنظام غير المكتمل ولم يقدمها بموعدها الرسمي مع أقرانه. 

واختتمت حزنها على محمود بالقول: “مر رمضان في آخر ثلاث سنوات ومحمود مغيّب عنا بالاعتقال، إما لدى الاحتلال أو لدى السلطة، وكم أتمنى أن نكتمل في البيت على مائدة الطعام مثل أي عائلة، نحن نعيش بحالة قلق دائم وعدم استقرار، ألا يكفي هذه الأجهزة ما تقوم بها سلطات الاحتلال؟!، يكفيها تنكيلا بنا، آن الأوان أن يغلق ملف الاعتقال السياسي، ويستقر أبناؤنا بدراستهم وحياتهم العملية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...