الجمعة 10/مايو/2024

الدراسة على صفيح ساخن بمدارس الخليل

الدراسة على صفيح ساخن بمدارس الخليل

لم تكن حادثة إصابة ثلاثين طالبا في مدرسة الخليل الأساسية في البلدة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية بفعل اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، حدثا استثنائيا في إطار المعاناة اليومية لطلبة مدارس الخليل سيما البلدة القديمة.

وتعدّ مدارس قرطبة، واليعقوبية، والفيحاء، وزياد جابر، واليقظة، والإبراهيمية، وخديجة عابدين، والنهضة، وطارق بن زياد وغيرها من مدارس البلدة القديمة والمنطقة الجنوبية للخليل، الأكثر سخونة لوقوعها قرب بؤرة تجمع المستوطنين في البلدة القديمة  في الخليل.

وفي هجوم الخميس (21-2-2019) -حسب مدير مدرسة الخليل الأساسية نعمان دعنا- فقد هاجم المستوطن عوفر المعروف باعتداءاته ومجموعة أخرى من المستوطنين الطلبة بالقنابل الغازية.

ويبدو الأمر مرعبا حين يهاجم المستوطنون المدارس وهم من غلاة المتطرفين، بحسب المدرس عامر المحتسب.

ويضيف المحتسب لمراسلنا: “يقف غلاة المستوطنين للطلبة الصغار وقت ذهابهم صباحا للمدرسة أو عودتهم منها، فيلقون عليهم الحجارة، وأحيانا مواد كيماوية حارقة، أو أجسامًا متفجرة؛ ما يثير الرعب والإصابات، وأحيانا يطلقون عليهم الكلاب”.

وتعدّ آلية حركة الطلاب في هذه المنطقة من الخليل معقدة، بحسب مديرة مدرسة قرطبة الأساسية المختلطة نورا نصار، والتي تشير لمراسلنا إلى أن الطلبة ومعلّميهم مجبرون على المرور من بوابة عسكرية تعرف بالحاجر رقم (56)، والذي يفصل منطقة (H1) عن منطقة (H2)، وما يترتب على ذلك من تفتيش وتأخير.

ويشكل وجود مدرسة قرطبة بالقرب من مستوطنة الدبوية في قلب البلدة القديمة سببا للاستهداف المستمر، ويخفف عن الطلبة أحيانا وجود فرق متطوعين دولية تسير معهم في تنقلهم، ولكن في غالب الأحيان يكون الاعتداء أقله الشتم والكلمات النابية إلى الضرب والاعتداء بأشكال مختلفة.

وبوابة حاجز (56) تواجه الطلاب في الطريق لمدرسة قرطبة، كما أن بوابة حاجز أبو الرئيس وبوابة حاجز (160) هي الطريق لمدرسة الإبراهيمية القريبة من المسجد الإبراهيمي.

تضييق لا يطاق
ولا يمكن أن يتخيل عاقل قدرة هؤلاء الأطفال وأهاليهم على تحمل كل ذلك لولا أنه الإصرار على المكوث في المكان وعدم تحقيق مخططات المستوطنين في التهجير من البلدة القديمة في الخليل.

وبحسب المعلم المحتسب؛ فإن مدارس البلدة القديمة في الخليل لا تقف مستويات الانتهاكات فيها على الاعتداء على الطلبة، فالطلبة محرومون أيضا من إنشاد السلام الوطني، ومن رفع العلم الفلسطيني واستخدام الإذاعة المدرسية وسط تضييق لا يطاق.

وتعدّ حالة مدارس البلدة القديمة في الخليل الأسوأ من حيث استهداف الاحتلال والمستوطنين، ولكن واقع كثير من مدارس بلدات تقع في نقاط تماس مع الاحتلال لا يقل سوءًا، وهو ما يتطلب -حسب حقوقيين- تفعيل آليات حماية التعليم تحت النزاع، والذي يتطلب إجراءات حماية خاصة وفق الاتفاقيات الدولية للطلبة والمدارس.

وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم؛ فإن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال تسببت حتى عام 2018 بتعرض 80279 طالباً/ة، و4929 معلماً/ة لاعتداءات متكررة من جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين؛ تنوعت ما بين قتل طلبة وسقوط جرحى في صفوفهم، واعتقال آخرين وفرض الإقامة الجبرية على بعضهم، وتأخيرهم على الحواجز، وحرمانهم من الوصول الآمن للمدارس من خلال إغلاق الحواجز والبوابات، وضياع 91535 حصة تعليمية، إضافةً لتسليم 15 مدرسة إخطارات متكررة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن جوانب من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرى قطاع غزة...

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...