غزة تتحدّى جلاديها

يبدو أن ارتفاع وتيرة المقاومة الشعبية والشرعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد جلاديه من الصهاينة المحتلين وذلك عبر عودة وحدات الإرباك الليلي التي تزعج الاحتلال ومستوطنيه بعد استمرار المماطلة الإسرائيلية المعروفة في تخفيف حصارها عن غزة.
يبدو أن ذلك قد استفز المحتلين، وقد ظهر ذلك في مقالتين؛ إحداهما للمحلل العسكري لصحيفة يديعوت اليكس فيشمان، والثانية لبرفيسور في العنصرية من مركز بيغين للدراسات ويدعى عيدي كوهين.
أما اليكس فيشمان فقد شن هجوما لاذعا، وأعتقد بأنه نادر الحدوث على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتحديدا الجيش والشاباك على ما أسماه مهزلة السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، والتي ترقص على حد تعبيره على أنغام (مزاج ومصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس)، ودعا للتوقف عن السماح لحماس بـ”ابتزاز إسرائيل”.
من يسمع غضب أليكس فيشمان يظن أن غزة وسكانها من الفلسطينيين يعيشون في قصور وينعمون من رغد العيش في ظل الاحتلال، أو أنها تحتل أو تقمع شعوب المنطقة! هو وأمثاله من أشباه المفكرين والمثقفين في “إسرائيل” يعلم أن “إسرائيل” هي المحتلة، وهي المعتدية الغاشمة التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وتمنع أبناءه من أبسط حقوقهم في الحياة: الغذاء والدواء، والصحة، والتعليم، والحركة، وكل ذلك قد قرره العالم عبر مؤسساته الدولية، وقانونه وأعرافه الإنسانية.
أما الكاتب والباحث في مركز بيغين للدراسات عيدي كوهين، فقد زاد من شعر التطرف لأليكس فيشمان بيتا آخر، وذلك حينما دعا وعلى أرضية أيديولوجية وقانونية لا بسبب المزاج المتقلب والغضب العابر لأليكس فيشمان إلى انفصال أحادي الجانب من قبل “إسرائيل”، عبر تخليها عن كامل مسؤولياتها الإنسانية والاقتصادية والسياسية تجاه غزة، وادّعى كذبا وزورا وبهتانا لدرجة لم تلقَ القبول لدى محاورته في راديو الجيش (تالي ليفكن شاحك ) أن هذا الفعل الإسرائيلي هو قانوني، ويتوافق مع الأعراف الدولية.!
لقد جمع بين الرجلين قناعتهما التي تعبر عن الواقع والرأي العام الواسع في “إسرائيل” بأن غزة قد حيرت “إسرائيل”، وأربكت ساستها حتى فشلت كل سياسات الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لها ولمقاومتها التي لا تنضب ولا تتوقف، وإحداها وليس آخرها الفعاليات المستمرة والمتنوعة لمسيرات العودة على الحدود الشرقية للقطاع.
ليست المشكلة في غزة أو في مقاومتها المستمرة، إنما في قهر وبطش الاحتلال الذي تأبى حكوماته المتعاقبة من اليمين واليسار أن تقر بعجزها عن الجمع بين الاستقرار والمبادئ الديموقراطية من جهة وبين الاحتلال والقمع وإرهاب الدولة من جهة أخرى، وما غزة إلّا كاشفة للحقائق وفاضحة للمدعين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....