عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

طريق 4370.. رمز عنصرية إسرائيل في الضفة

طريق 4370.. رمز عنصرية إسرائيل في الضفة

بمجرد إعلان “إسرائيل” عن تدشين طريق 4370 في الضفة الغربية حتى حمل اسم شارع “الأبارتهايد”، وبات رمزًا لعنصرية “إسرائيل” على مستوى العالم.

وسلط الكاتب إيدو كونراد، في مقال نُشر على موقع “لوب لوغ” الأميركي، الضوء على رمزية طريق الفصل العنصري الجديد.

وافتتحت “إسرائيل” في العاشر من الشهر الجاري الشارع شمال شرق القدس، الذي يفضح سياسة الفصل العنصري القائمة، حيث يفصل بين السائقين الفلسطينيين والمستوطنين، من خلال جدار يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار.

طريق التمييز العنصري
ويربط الطريق الذي يحمل الرقم “4370”، مستوطنة “غيفاع بنيامين” المسماة أيضا “آدم” على أراضي قرية جبع بشارع رقم “1” أو شارع “تل أبيب- القدس”، ويقع بين مفرق مستوطنة التلة الفرنسية والنفق المؤدي إلى جبل المشارف، ويبلغ طوله ثلاثة كيلومترات ونصفًا.


الحاجز العسكري في شارع الأبرتهايد؛ الشق الشرقي المخصص للمستوطنين ولوحات تسجيل المركبات الإسرائيلية

وأشار الكاتب إلى أن منتقدي هذا المشروع وصفوا “الطريق 4370” أنه طريق التمييز العنصري، مؤكدا أنه رغم تبريرات الحكومة الإسرائيلية لهذا المشروع، يرى المناهضون للاحتلال والمدافعون عن حقوق الإنسان أن هذا الطريق السريع العازل إنما هو وسيلة أخرى لإنشاء مناطق إسرائيلية بحتة في فلسطين تكون خالية من الوجود الفلسطيني.

وأوضح الكاتب أن هذا الطريق يعد مؤشرًا واضحًا على أن الحكومة الإسرائيلية، والإسرائيليين عمومًا، لم يعودوا يرون الفصل ممارسة مخجلة.

تمييز علني
وفي تعليقها على هذا الطريق الجديد، قالت إفرات كوهين بار، وهي مخطّطة ومهندسة معمارية تعمل لمصلحة منظمة “بيمكوم” غير الحكومية: إنه “بينما كانت هناك في الماضي جهود حثيثة لإخفاء التمييز عن الرأي العام الإسرائيلي، بات اليوم يُنظر إليه على أنه أمر شرعي”، مضيفة أن هذا الأمر “لم يعد غريبا في بلد يُسن فيه قانون عنصري جديد كل يوم”.

وتعتقد كوهين بار أن هذا الطريق السريع جزء لا يتجزأ من نظام فصل قائم بذاته يعمل على إنشاء طرق عازلة في الضفة الغربية، حيث غالبا ما يجد الفلسطينيون أنفسهم مجبرين على استخدام النفق السفلي حتى لا يعكروا صفو حركة المستوطنين في الطريق الرئيسة.

وأضافت كوهين بار أنه “يجب النظر إلى الطريق السريع 4370 ضمن سياق أوسع، فهو استمرار لسياسة الفصل الإسرائيلية وخلق جيوب إسرائيلية”.

جزء من مشروع أكبر
أما دانيال سايدمان، وهو محام وناشط يدير منظمة “القدس الدنيوية” غير الحكومية، فيرى أن هذا الطريق يعد الخطوة الأولى في خطة “إسرائيل” نحو منع الفلسطينيين من استخدام طريق الفصل العنصري.

ويتمثل الهدف من كل ذلك، حسب سايدمان، في التقليل من فرص إقامة دولة فلسطينية ومن احتمال الضم التدريجي لمساحات شاسعة من الضفة الغربية، وفق ما نقلته الجزيرة.


شارع الأبرتهايد ويظهر الجدار الذي يفضل بين شقيه الشرقي والغربي

تقطيع ما تبقى من الضفة
ما ذهب إليه سايدمان سبق أن حذر منه خبير الاستيطان خليل التفكجي؛ أن شارع الفصل العنصري جزء من مخطط استيطاني ضخم لتقطيع ما تبقى من الضفة المحتلة.

وأوضح التفكجي، في تصريحات نشرها “المركز الفلسطيني للإعلام“،  أن الهدف من شق هذا الطريق ربط المستوطنات “الإسرائيلية” الواقعة داخل الحدود الخاضعة لبلدية الاحتلال في القدس مع تلك المستوطنات التي تقع خارج حدودها وجدار الفصل العنصري.

وأشار إلى أن هذا الشارع الطولي يمتد من جنوب المدينة إلى شمالها باتجاه شارع رقم 70 الذي هو جزء من شارع الطوق الشرقي، والذي يجرى تنفيذه على مراحل.

ليس الأول
ولا يعد “الطريق 4370” أول طريق سريع عازل على الأراضي الفلسطينية المحتلة مخصص للإسرائيليين فقط.

فأثناء الانتفاضة الثانية، منعت “إسرائيل” مرور الفلسطينيين من الطريق السريع 443 الذي يربط القدس بمنطقة تل أبيب (داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1948).

وخلال يونيو/حزيران 2007، قدّم سكان القرى الست المجاورة للطريق السريع 443 عريضة لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية، يطالبون من خلالها بإعادة فتح الطريق للفلسطينيين. وبعد مرور سنتين ونصف، أصدرت المحكمة قرارا يسمح للفلسطينيين باستخدام طريق الضفة الغربية.

وأورد سايدمان قائلا: “أصدرت المحكمة حكما يجبر إسرائيل على التوقف عن فصل الطريق 443، على الأقل على الورق. وقد درست هذه السياسة لوقت طويل جدا، فهي تسعى لإنشاء بنى تحتية منفصلة ومتوازية للإسرائيليين والفلسطينيين. لم يسبق أن شهدنا مثل هذا الأمر من قبل”.

اللغز!
وأورد الكاتب، نقلا عن أحمد سوبلبان، الباحث الميداني في مجموعة الدفاع عن حقوق الإنسان، إير أميم اليهودية، التي تراقب النشاط الاستيطاني في القدس، أن “الطريق السريع يمثل جزءا من اللغز الذي سيحل، وسيؤدي في نهاية المطاف إلى ربط القدس بمستوطنات معاليه أدوميم وجوش عتصيون برام الله، إضافة إلى مستوطنة جفعات زئيف بالضفة الغربية. أما حاليا، فلا يزال الأمر كأحجية غير مكتملة”.

في هذه الحالة، سيكون من السهل على الإسرائيليين، الذين يستخدمون الطريق السريع 4370، التنقل من المستوطنات في رام الله إلى مستوطنات القدس، خاصة خلال ساعات الازدحام.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات