عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

المقدسيون يتصدرون حالات الاعتقال لعام 2018

المقدسيون يتصدرون حالات الاعتقال لعام 2018

تشكل مدينة القدس مركز الصراع مع الاحتلال؛ لما تمثله من مكانة دينية مهمة، فكانت في طليعة الاستهداف من الاحتلال الإسرائيلي، وكان المقدسيون في صدارة الاستهداف بجميع أشكال الاعتداءات الإسرائيلية، والتي أبرزها الاعتقال والإبعاد وهدم البيوت وفرض الضرائب؛ حيث اتخذ الاحتلال استهدافًا ممنهجًا لثني المواطنين عن الدفاع عن مدينتهم، وتفريغها من محتواها العربي والإسلامي؛ تمهيدًا لتهويدها، إلا أن المقدسيين لا يزالون قابضين على جمرة الدفاع عن مدينتهم المقدسة.

الأرقام تتحدث

كشفت دراسات ميدانية لمراكز ومؤسسات متخصصة في شؤون الأسرى، كمركز دراسات أسرى فلسطين وهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن المقدسيين تصدروا العدد الأكبر من حالات الاعتقال التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين عامة وأهالي القدس خاصة.

وأشارت تلك الدراسات إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت 1800 أسير وأسيرة خلال عام 2018م من مدينة القدس وحدها، منهم أطفال وشبان ونساء وسياسيون ومسنّون ومرابطون في المسجد الأقصى، وشكلت هذه الأعداد قرابة ثلث الأسرى الذين جرى اعتقالهم من جميع أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة والبالغ عددهم 5700 حالة اعتقال عام 2018م.

ووصل عدد المقدسيات المعتقلات خلال العام المنصرم إلى 74، منهن قاصرات، كما اعتقل الاحتلال 450 طفلاً منهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، إضافة لاعتقاله 22 من كبار السن تجاوزت أعمارهم 55 عامًا.

وتوزعت الاعتقالات على أحياء القدس ومناطقها المختلفة؛ حيث احتلّت العيسوية النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال، وصلت إلى 580 حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط بـ 295 حالة اعتقال، ثم سلوان 235 حالة، ومن القدس القديمة 225 حالة، ومن المسجد الأقصى 150 حالة اعتقال.

أطفال معتقلون

استهدفت حملات الاعتقال في محافظة القدس الأطفال القاصرين للضغط عليهم وتخويفهم، وبهدف إسقاطهم في وحل العمالة، وقد وصلت عمليات اعتقال الأطفال لـ 490 حالة العام الماضي، منهم 29 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا.

وطالت اعتقالات الاحتلال العديد من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، ومنهم الطفلان الشقيقان حاتم (8 سنوات)، وأمير أبو ارميلة (10 سنوات)، عقب اقتحام منزلهم في بيت حنينا شمال القدس، إضافة إلى الطفل عمر الحسيني (9 سنوات)، والطفل محمد أبو ارميلة (9 سنوات)، والذي احتجزه الاحتلال على حاجز قرب المسجد الأقصى.

ولم يكتف الاحتلال باعتقال الأطفال، إنما يستهدفهم بعد إطلاق سراحهم بقرارات الحبس المنزليّ، والتي تجبر الطفل بمكوث مددٍ محدّدة داخل البيت، وتمنعه من الخروج من البيت ولو للعلاج أو الدّراسة؛ حيث أصدر الاحتلال 90 قرارًا بالحبس المنزلي بحق أطفال القدس خلال العام 2018، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل على أكثر من 35 طفلاً، إضافة إلى الغرامات المالية الباهظة على معظم الأطفال الذين يعرضهم على محاكمه.

اعتقال المقدسيات

وكشفت التقارير أن الاحتلال واصل استهداف المقدسيات، وخاصة المرابطات في المسجد الأقصى؛ فاعتقل العديد منهن خلال العام الجاري، ووصلت حالات الاعتقال 74 حالة منهن قاصرات، صغراهنّ الطفلتان مي بسام عسيلة (14 عامًا) من مخيم شعفاط، بحجة حيازة سكين وزجاجة غاز، والطفلة سارة نظمى شماسنة (14 عامًا)، والتي اعتقلت مع والدتها الحاجة رسيلة شماسنة من بلده قطنة.

كما واعتقل الاحتلال الطفلة تسنيم باسم معتوق (15عامًا) من العيزرية لإجبار شقيقها على تسليم نفسه للاحتلال؛ حيث تدعي سلطات الاحتلال أنه مطلوب لديها، ثم أطلق سراحها بعد أن سلّم شقيقها نفسه خشية عليها.

كما اعتقل الاحتلال الجريحة المقدسية خولة صبيح (43 عامًا) بعد إطلاق النار عليها وإصابتها بجراح متوسطة في القدمين في حي شعفاط، ثم أطلق سراحها بعد عدة أيام من الاعتقال، في حين اعتقلت شرطة الاحتلال زوجه عضو المجلس الثوري لحركة فتح عدنان غيث بعد اقتحام منزلهما في القدس، والمسنّة فرحة عبد دعنا (67 عامًا)، كما أعادت اعتقال الأسيرة المحررة والناشطة وفاء أبو جمعة (38 عامًا)، ووجهت لها تهمة التحريض على “الفيس بوك”، وأفرجت عنها بعد أسبوع من اعتقالها.

وواصل الاحتلال استهداف المقدسيات المرابطات في المسجد الأقصى؛ فاعتقل العديد منهن خلال العام الماضي، وفرض على أخريات الحبس المنزلي والغرامات المالية، وأحيانًا الإبعاد عن المنزل، والحرمان من دخول المسجد الأقصى مدَدًا مختلفة.

أهداف الاعتقالات

من وجهة نظره، عدّ حاتم عبد القادر، أحد أبرز قيادات حركة فتح في مدينة القدس، أن سلطات الاحتلال كثفت من اعتقالاتها في مدينة القدس وضواحيها، وذلك كسياسة رادعة للمقدسيين وخاصة الشبان الذين لاحقوا وتتبعوا مسرّبي الأراضي والعقارات للاحتلال.

وقال عبد القادر: “تتبعنا حالات الاعتقال للشبان المقدسيين، ووجدنا أن غالبيتهم يُستجوبون حول حملاتهم ضد تسريب العقارات وتحريضهم ضد المسربين”، مؤكدًا أنه جرى اعتقال العشرات منهم بتهمة التحريض على مقاومة تسريب العقارات، والتحريض ضد العملاء والمسربين.

محاصرة المرابطين

ومن جانبه، قال الدكتور ناجح بكيرات: إن سلطات الاحتلال كثفت من ملاحقتها للمرابطين والمرابطات واعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى وساحاته.

وأضاف الدكتور بكيرات: “اعتقل العشرات من الشبان المقدسيين بسبب حضهم الناس على الصلاة في الأقصى وقيامهم بنشاطات تدعو إلى الحشد والرباط في الأقصى”،  موضحًا أن مخابرات الاحتلال عدّت ذلك تحريضًا، واعتقلت عددًا كبيرًا من الشبان، وأبعدتهم عن الأقصى، وفرضت أحكامًا عليهم لأشهر بعدم الصلاة في المسجد الأقصى.

وأكد بكيرات أن حملة الاعتقالات طالت عددًا من المرابطات في المسجد الأقصى، مثل خديجة خويص، والمربية هنادي الحلواني، واعتقلن أكثر من مرة، واستجوبن عدة مرات، ومنعن من دخول الأقصى كذلك.

وشدد على أن هذه الحملة الصهيونية مبرمجة لتفريغ الأقصى وساحاته من المرابطين، وتركه لقمة سائغة للمستوطنين يجوبون ساحاته صباح مساء تحت حماية الاحتلال.

رائد صلاح نموذجًا

وأضاف الدكتور بكيرات: “لقد منعت سلطات الاحتلال شيخ الأقصى رائد صلاح من دخول المسجد الأقصى وساحاته، ومنعته من دخول القدس أيضًا، واعتقلته عدة أشهر أكثر من مرة، بتهمة تحريض المسلمين والفلسطينيين على الصلاة في المسجد الأقصى، كما فرضت أخيرًا إقامة جبرية عليه في المنزل”.

وتتهم سلطات الاحتلال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية في الداخل، بتحريض المقدسيين على الاحتشاد في الأقصى وساحاته، وعدم السماح للمستوطنين باستباحته وتدنيسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات