الإثنين 17/يونيو/2024

إغلاق مدرسة القادسية.. القرار الأخطر على البلدة القديمة بالقدس

إغلاق مدرسة القادسية.. القرار الأخطر على البلدة القديمة بالقدس

صعدت سلطات الاحتلال من هجمتها على قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة، بإصدارها قرارا بإغلاق مدرسة القادسية داخل أسوار البلدة القديمة، إضافة إلى تنفيذ خطة رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات القاضية بإغلاق مدارس ومؤسسات “الأونروا” في المدينة بداية من العام الدراسي المقبل.

وشهد القرار ردود أفعال غاضبة مستنكرة له من الوكالة الأممية، والجهات الرسمية والشعبية الفلسطينية.

قرار خطير

وقال زياد الشمالي رئيس اتحاد أولياء أمور الطلاب بالقدس، إنه تم إبلاغ مديرة المدرسة أنه سيتم إغلاقها في (١-٩-٢٠١٩)، وستنقل الطالبات إلى مدارس أخرى، دون توضيح ولا تفسير لهذا القرار الخطير.

وأضاف الشمالي: “لقد فوجئنا أن التسجيل في المدرسة توقف قبل الخامس من الشهر الجاري إذ في (٥-١-٢٠١٩) تم فتح باب التسجيل لكل مدارس البلدية عبر موقع إلكتروني تابع للبلدية، وكان اسم المدرسة موجودا، وقبل بدء التسجيل بمدة وجيزة تم سحب اسم المدرسة من القوائم، وبذلك لن يتمكن أولياء الأمور في البلدة القديمة من تسجيل أبنائهم في مدرسة القادسية بعد الآن؛ أي أنه لن يكون هناك طلاب في المدرسة العام المقبل.

وتابع: “تم تبليغنا من مديرة المدرسة بقرار إغلاقها، وعقدنا اجتماعا مع أولياء الأمور فوراً، وسيتم متابعة الموضوع من خلال الأنظمة والقوانين، ومراسلة البلدية لمعرفة خلفيات هذا القرار الخطير”.

وأوضح الشمالي: “نحن نرفض هذا القرار جملة وتفصيلاً، وسنعمل على التصدي له حسب الأنظمة، ومن ضمنها الاحتجاجات للأهالي وأولياء الأمور في البلدة القديمة، وسيكون هناك تصعيد مستمر حتى تبقى هذه المدرسة التاريخية منارة للعلم في داخل البلدة القديمة كما كانت”.

بدوره، قال الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس في تقرير مفصل له حول استهداف التعليم الفلسطيني في القدس: “إنه في تاريخ 1352018 وافقت الحكومة الإسرائيلية على وضع 2 مليار شيكل لتطوير الجزء الشرقي من مدينة القدس.، منها 445 مليونا لقطاع التعليم. كذلك صادقت على خطة خماسية لتعزيز وإحكام السيطرة على النظام التعليمي من خلال فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية في المدينة”.

تفاصيل خطة الاحتلال

واستعرض الائتلاف اقتراحات وزير التعليم “الإسرائيلي” نفتالي بينت ووزير شؤون القدس والتراث زئيف أيلكن وأهداف الخطة كما يلي:

1. اعتبرت الخطة “القدس الموحدة” عاصمة لـ”إسرائيل”.

2. زعم تقليل الفجوة الاجتماعية الاقتصادية التنموية في شرقي القدس.

3. زعم تحسين نوعية التعليم، من خلال تشجيع تعليم المنهاج الإسرائيلي في المدارس.

4. الادعاء بتعزيز عملية دمج سكان شرقي القدس في الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي.

5. الادعاء بتطوير وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لعاصمة دولة “إسرائيل”.

وجاء في تقرير الائتلاف أن الخطة تشمل أيضاً: “الزيادة التدريجية لعدد صفوف الأول والتي تعمل على تدريس المنهاج الإسرائيلي مع التركيز على اللغة الإنجليزية والرياضيات خلال السنوات الخمس القادمة بإقامة 15 صفًّا جديدا خلال السنة الأولى، و18 خلال السنة الثانية، و21 خلال السنة الثالثة، و24 خلال السنة الرابعة، و27 خلال السنة الخامسة. أي 123 صف أول جديد خلال الخمس سنوات القادمة”.

المنهاج الفلسطيني

وقال الائتلاف: “لقد حرفت بلدية القدس المحتلة، في شهر كانون الثاني من العام 2011 المنهاج الفلسطيني، حيث تم شطب بعض الأجزاء التي تعمل على تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، وحاولت فرضه على المدارس الخاصة والرسمية في القدس. كما أقدمت البلدية في بداية العام الدراسي 2013 /2014 على محاولة فرض تطبيق المنهاج الإسرائيلي ونظام البجروت الإسرائيلي على خمس مدارس في شرقي المدينة المحتلة وإلغاء المنهاج الفلسطيني”.

وأضاف أن “هذه الخطة المقترحة من وزير المعارف تهدف بمجملها إلى ازدياد وتكريس الهيمنة على العملية التعليمية في شرقي القدس، وتستهدف من وراء ذلك التاريخ والثقافة والهوية الوطنية الفلسطينية”.

وطالب الائتلاف في تقريره المجتمع الدولي بالتدخل السريع من أجل وقف تلك السياسات التي تمارسها سلطات الاحتلال، والتي تهدف إلى تهويد المدينة وطمس هويتها الوطنية. كما طالب الاتحاد الأوروبي ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل لوقف تلك السياسات التي تهدف إلى فرض المناهج الإسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس.

ودعا الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس، السلطة الوطنية الفلسطينية بالتحرك العاجل دوليا لوقف سياسات التهويد وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية.

وعدَّ وزير القدس الأسبق المحامي زياد أبو زيّاد، قرار إغلاق مدرسة “القادسية” في القدس العتيقة بـ”أخطر إجراء يتم لتهويد القدس منذ عام 1967″.

وأوضح أبو زيّاد، أن هذا الإجراء “يشكل سابقة للاستيلاء على مبنيين آخرين، موضحا أن “المبنى الأول هو المدرسة العمرية التي تطل على المسجد الأقصى مباشرة من الجهة الشمالية وعلى امتداد مئات الأمتار، والمبنى الثاني هو مبنى المدرسة البكرية الذي يقع داخل إحدى البوابات الرئيسية للأقصى،باب الملك فيصل”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات