السبت 27/أبريل/2024

الأسير عبد الناصر عيسى.. 28 عامًا والقيد لم يكسر إرادته

الأسير عبد الناصر عيسى.. 28 عامًا والقيد لم يكسر إرادته

28 عاماً ولا يزال القيد الصهيوني يلف معصم الأسير الفلسطيني عبد الناصر عيسى تراكميًّا، وهو المحكوم عليه مدى الحياة، إلا أنّ ذلك لم يفت في عزيمته وتحديه قيدَ السجان؛ بل يواصل التحدي.

جهاد بالوراثة
ولد المجاهد عيسى في 1-10-1968 في مدينة نابلس، وانتقلت عائلته في 1969 للسكن في مخيم بلاطة بعد إصدار الاحتلال أمرا عسكريا بهدم أو إغلاق منزل العائلة، وذلك بعد اعتقال والده “أبو شاكر” والحكم عليه بالسجن سبع سنوات.

شارك عبد الناصر منذ نعومة أظفاره في الاحتجاجات والتظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، كسائر أطفال الحجارة في فلسطين، خاصة تظاهرة يوم الأرض في عام 1976، حيث أصيبت شقيقته الكبرى بالرصاص الحي.

إصابة وعمل
في سبتمبر 1982 أصيب عيسى، بالرصاص الحي في أعلى فخذه الأيسر بعد مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي جرت في شارع القدس- مخيم بلاطة؛ احتجاجا على مذابح صبرا وشاتيلا.

وفي العام ذاته أصرّ والده على نقله إلى المدرسة الإسلامية في ضاحية نابلس الهادئة نسبيا، للحفاظ على حياته بعد الإصابة، وهناك كانت بداية التزامه الديني، حيث التحق في 1983 بجماعة الإخوان المسلمين في مخيم بلاطة، وقدم البيعة للشهيد القائد جمال منصور في مسجد مخيم بلاطة القديم.

وفي العام نفسه عمل عضوًا في اللجنة الطلابية المسئولة عن المدرسة والتي ترأسها الأستاذ جمال منصور.

الاعتقال الأول
في عام 1986 اعتقل عبد الناصر لأول مرة في عملية قمعية واسعة في المخيم بتهمة حيازة منشورات ممنوعة، واقتيد إلى جانب آخرين -منهم  الشهيد القائد جمال منصور- إلى تحقيق سجن الفارعة والمسمى “الإسطبل”.

وفي 1988 اعتقله الجيش المحتل للمرة الثانية على إثر مواجهات شعبية شديدة بالقرب من مخيم بلاطة، وتعرض للضرب الشديد من جنود الاحتلال الذين اقتادوه بعد ذلك ومجموعة من إخوانه إلى سجن الفارعة “الإسطبل” مرة أخرى.

إصابة وعمل عسكري
أصيب عبد الناصر، في عام 1988 بالرصاص للمرة الثانية في قدميه خلال إحدى التظاهرات الشعبية في مخيم بلاطة ضمن فعاليات الانتفاضة الأولى، كما أصيبت والدته بسبع رصاصات مطاطية.

وفي مايو من العام ذاته، بدأ عبد الناصر العمل العسكري السري؛ حيث كان عضوًا في خلية خاصة لحماس بقيادة الشيخ عمر جبريني، والتي تلقت تدريبات أمنية خاصة، وعملت على تجهيز وإعداد والتخطيط لوضع عبوة ناسفة تستهدف نقاطا لجيش الاحتلال الإسرائيلي متموضعة على مدخل المخيم، إضافة لإلقاء زجاجات المولوتوف على دوريات الجيش.

وفي العام ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال الخلية التي شملت إضافة لعبد الناصر، وعمر جبريني؛ كامل أبو حمادة ويوسف كعبي والشهيد وائل سلامة وآخرين، إلى جانب خلية أخرى ترأسها الشيخ الشهيد يوسف السركجي؛ وشملت الشهيد فهمي أبو عيشة وعبد الجبار دويكات وغيرهم.

هدم منزله
بعد اعتقاله أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزل عائلة الأسير عيسى في المخيم على خلفية الاعتقال، كما هدمت منزل عنصر آخر في المجموعة هو يوسف كعبي.

وفي عام 1988 خضع عبد الناصر لشتى أصناف التعذيب والتحقيق، وبعد خروجه من التحقيق ساهم في تأسيس حركة حماس في سجون جنين ونابلس، حيث كان وإخوانه أول من أدخلوا حماس في سجون الاحتلال، وتولى إمارة حماس والجهاد (الجماعة الإسلامية) في سجن نابلس المركزي عاميْ 1990-1991.

تواصله مع الضيف
في عام 1994 كانت بداية تواصله مع القائد محمد الضيف، والذي أرسل له لإعادة تنظيم خلايا القسام في الضفة، وذلك من خلال الرسائل والمبعوثين كالشهيد القسامي سعد العرابيد- معسكر الشاطئ- وغيره.

وفي العام ذاته نجح في إفشال محاولة جهاز الشاباك والجيش اعتقاله من منزله في مخيم بلاطة، واستمر مطاردا حتى لحظة اعتقاله الأخير 19-8-1995، رغم كل الجهود التي بذلتها سلطات الاحتلال لاعتقاله مبكرا.

نجح عبد الناصر عام 1995 في التخفي والتسلل إلى قطاع غزة الخاضع حديثا لسيطرة السلطة الفلسطينية، وهناك التقى مجددا بإخوانه يحيى عياش وأبو خالد الضيف ومعظم المطاردين في ذلك الوقت.

بعدها نجح في العودة إلى نابلس لإعادة تنظيم صفوف كتائب القسام في الضفة وخاصة خلايا الاستشهاديين.

العبوة الموقوتة
تفوق عبد الناصر في التخطيط وتنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية التي أربكت حساب الكيان الصهيوني وقادته، إلى أن اعتقل في أغسطس 1995، في كمين نصبته له القوات الخاصة الصهيونية بالقرب من مسجد الحاج نمر بمدينة نابلس في حوالي الساعة التاسعة ليلا، واعتقل في الساعة نفسها زميله المجاهد عثمان بلال من منزله في المدينة، حيث تعرضا مباشرة لعملية تحقيق قاسية جدا في زنازين التحقيق في مدينة نابلس ثم الجلمة.

أثارت أساليب التحقيق القاسية التي استخدمت ضد عبد الناصر، وإخوانه عثمان وآخرين جدلا واسعا في أوساط الأجهزة الأمنية والقضائية في “إسرائيل”، حيث أطلق عليه وصف “العبوة الموقوتة” لرفضه وإصراره على عدم الاعتراف.

ثم حوكم بالسجن المؤبد مرتين، وطلب له القاضي الثالث حكم الإعدام، وبعد نحو سنة اقتيد إلى زنازين العزل الانفرادي في سجن بئر السبع بعد اتهامه وإخوانه في غرفة 2 عسقلان بحفر نفق يبلغ طوله حوالي عشرة أمتار في محاولة للهرب.

وفي عام 2005 ساهم عيسى في تشكيل أول هيئة قيادية عليا لحماس في سجون الاحتلال الصهيوني، وانتخب لرئاسة الهيئة الأولى لحماس، وعضوا في الهيئة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسابعة إلى جانب إخوانه من أمثال القادة يحيى السنوار وروحي مشتهى وصالح العاروري وعبد الخالق النتشة وغيرهم، وفي السادسة (2015-2017) انتخب منسقا عاما للهيئة ونائبا للرئيس، ويعمل حاليا مسؤولا للجنة السياسية في الهيئة 2019-2021، ويتابع مسؤولية ملف التعليم الأكاديمي في السجون.

في عام 2007 نال عبد الناصر شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية، بعد عقبات عديدة من إدارة السجون، وفي عام 2009 نال شهادة الماجستير في (دراسات الديمقراطية) من الجامعة نفسها، وبعد عدة أشهر ألغت سلطات مصلحة السجون تسجيله للدراسة من جديد في الجامعة نفسها في برنامج الفكر البيولوجي لـ”أسباب أمنية”.

وفي عام 2011 نشر الأسير كتابا مشتركا مع المناضلين مروان البرغوثي والرفيق عاهد غلمة تحت عنوان “مقاومة الاعتقال”، ورفضت “إسرائيل” الإفراج عن أسيرنا المجاهد في إطار صفقة وفاء الأحرار التي أفرج خلالها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل مئات الأسرى؛ بذريعة أنه يشكل خطرًا على أمن الكيان الصهيوني.

في عام 2014 استطاع عيسى أن يكمل مشواره وينال شهادة ماجستير أخرى في “الدراسات الإسرائيلية” من جامعة القدس في أبو ديس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...