عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

شعفاط.. المخيم الوحيد بالقدس يواجه خطر الشطب الإسرائيلي

شعفاط.. المخيم الوحيد بالقدس يواجه خطر الشطب الإسرائيلي

بعد 54 عامًا من تأسيسه يواجه آخر المخيمات الفلسطينية إنشاءً في الضفة الغربية، والوحيد في القدس المحتلة، مخاطر الشطب، ضمن مخطط “إسرائيلي” لتصفية قضية اللاجئين، بدأت ملامحه في المدينة المحتلة.

الحديث هنا عن مخيم شعفاط للاجئين الذي تأسس وفق سجلات الأونروا عام 1965، أي بعد أكثر من عقد واحد على تأسيس جميع المخيمات الرسمية الأخرى في الضفة الغربية، فوق أرض مساحتها 02 كيلومتر مربع شمال القدس التي استكمل احتلالها بعد ذلك بعامين.

وتأسس مخيم شعفاط بعد إغلاق مخيم ماسكار في المدينة القديمة للقدس بسبب سوء الظروف الصحية فيه، وتعود أصول اللاجئين فيه إلى 55 قرية بمناطق القدس واللد ويافا والرملة.


حاجز إسرائيلي يفصل مخيم شعفاط عن القدس

ويتعين على سكان المخيم الذين يقدر عددهم بنحو 19 ألف لاجئ المرور عبر حاجزعسكري “إسرائيلي” للدخول إلى المخيم أو الخروج منه.

خطة الشطب!
ومخيم شعفاط المخيم الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن حدود القدس، وتفصله قوات الاحتلال بجدار إسمنتي عن شرقي القدس، وهو اليوم مهدد بالشطب على مراحل من الاحتلال الإسرائيلي.


جدار العزل الإسرائيلي وتظهر خلفه من جهة الضفة المباني المكتظة

ويحذر وزير القدس الأسبق حاتم عبد القادر -في تصريحات صحفية- من خطة “إسرائيلية” لشطب المخيم على مراحل بإحلال مؤسسات “إسرائيلية” مكان مؤسسات “الأونروا” خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات.

وأشار إلى أن “إسرائيل” تلوح الآن بوقف عمل المؤسسات التعليمية والصحية في المخيم والأجزاء الأخرى من مدينة القدس، ولكن سبق ذلك أيضا هدم عدد من المنازل الفلسطينية في مدخل المخيم بالتزامن مع إرسال عدد من موظفي البلدية الإسرائيلية لتنفيذ عمليات جمع قمامة في داخل المخيم.


حاتم عبد القادر

وتابع عبدالقادر أن “الهدف هو سحب البساط من تحت الأمم المتحدة ممثلة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتحويل المخيم إلى مسؤولية بلدية الاحتلال”.

إغلاق مدارس الأونروا
الخطة الإسرائيلية أخذت طريقها للتنفيذ وفق “القناة 13” “الإسرائيليّة”، التي كشفت مساء أمس السبت أن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” قررت إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة، بدءًا من العام الدراسي المقبل.


مدرسة وكالة الأونروا داخل مخيم شعفاط

ووفقًا للقناة؛ فإن قرار الإغلاق جاء بعد أسابيع من اجتماع سرّي لمجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” في مكتب رئيس الحكومة “الإسرائيليّة” بنيامين نتنياهو، لإقرار خطّة لإغلاق وطرد المؤسسات التي تديرها الأونروا من القدس المحتلة.

وتتولى الوكالة الدولية المسؤولية على عشرات العيادات الطبية والمؤسسات التعليمية والمدارس في القدس المحتلة.

سحب الاعتراف
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشفت وسائل إعلام” إسرائيليّة “عن مخطط لبلدية الاحتلال “الإسرائيلي” في القدس، يهدف إلى سلب جميع صلاحيات الأونروا وإنهاء عملها وإغلاق جميع مؤسساتها في المدينة المحتلة، بما في ذلك المدارس والعيادات ومراكز الخدمات المعنية بالأطفال، بالإضافة إلى سحب تعريف شعفاط “مخيمًا للاجئين” ومصادرة جميع الأرض المقام عليها المخيم.


وفي الشهر نفسه اقتحمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس بحراسة قوات الاحتلال، مخيم شعفاط، من جهة الحاجز العسكري، وانتشرت في الشارع الرئيس.

وفي حينه أفادت مصادر محلية أن طواقم الاحتلال اقتحمت شوارع المخيم، وشرعت لأول مرة في تنظيفها، تزامنا مع تحرير أكثر من 30 مخالفة لسيارات المواطنين في المنطقة.

وفسّر مواطنون هذه الخطوة بالتحدي الواضح لعمل طواقم وكالة الغوث “الأونروا” بمخيم شعفاط، وتنفيذ فعلي لتصريحات وقرارات رئيس بلدية الاحتلال السابق المتطرف نير بركات بالعمل على إلغاء عمل “الأونروا” في القدس، وفي جميع المجالات، وإبدالها بخدمات من بلدية الاحتلال.

أونروا: عملياتنا مستمرة
وتعقيبا على الموضوع، قال الناطق الرسمي باسم “الأونروا” سامي مشعشع: “إن عملياتنا في القدس، بما يشمل مخيم شعفاط، مستمرة دون انقطاع؛ فهذه ضرورة إنسانية ووفاء لولايتنا والتزامنا للاجئين الفلسطينيين، ووفق ولايتنا فإننا مخولون للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها (شرقي) القدس”.


مواجهات سابقة في مخيم شعفاط

وأشار مشعشع إلى أن وكالة “أونروا”، تقدم خدمات رئيسة لما يقدر بنحو 19000 لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم شعفاط وضواحيها الملاصقة، والذي يصل العدد الإجمالي للفلسطينيين القاطنين فيها إلى 75 ألف فلسطيني.

وأكد أن الأونروا لم تُعْلَم بقرار إغلاق مدارس الأونروا التي تديرها في شرقي القدس.

وفي أواخر نوفمبر الماضي، أقدمت قوات الاحتلال عبر جرافاتها على هدم 20 محلا تجاريا بالمخيم بعد إخطار أصحابها بهدمها، ضمن سياستها التدميرية الرامية لتهجير المقدسيين.


هدم في مخيم شعفاط

حماية إدارة ترمب
ووفق التقديرات؛ فإن حكومة الاحتلال تعتقد أن التوقيت الحالي هو الأنسب لتنفيذ مخططاتها بعد وقف الإدارة الأمريكية دعمها المالي لوكالة “الأونروا”، وإعلانها القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

ويؤكد عبد القادر الذي ينحدر من مخيم شعفاط، أن استهداف المخيم يأتي في سياق مخطط أكبر يهدف إلى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين.


مخيم شعفاط هو المخيم الوحيد في القدس المحتلة

وقال: إن “إسرائيل تريد أن تنزع صفة اللاجئين عن سكان المخيم من خلال إلغاء دور وكالة الغوث فيه، وهو ما سيعني دمج اللاجئين تحت مسؤولية بلدية الاحتلال، وبالتالي إسقاط صفة لاجئ عن السكان”.

ورأى أن “إسرائيل تريد تحويل قضية اللاجئين إلى قضية خدمات، لكن هذا مرفوض لأن القضية في أساسها سياسية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات