الثلاثاء 07/مايو/2024

الصحفي زيد أبو عرة.. رهين المحبسين

الصحفي زيد أبو عرة.. رهين المحبسين

تفاجأت عائلة الصحفي زيد مصطفى أبو عرة في بلدة عقابا شمال مدينة طوباس بعشرات العناصر من جهاز الأمن الوقائي تقتحم منزله، دون إذن قانوني من النيابة العامة يخولها لهذا الفعل، وعلى مدار ساعة كاملة، لطخ العناصر أغلب مرافق المنزل بالوحل بعد ليلة ماطرة، وصادروا من منزل الصحفي أبو عرة أدوات عمله “جهاز حاسوبه وجواله وذاكرة الكاميرا”.

منذ (31-12-2018)، والصحفي زيد مراسل وكالة قدس برس انترناشونال في شمال الصفة الغربية يقبع في زنازين جهاز الأمن الوقائي في طوباس، بلا تهمة يعاقب عليها القانون.

حرب الأرزاق

وقال الشيخ مصطفى أبو عرة والد الصحفي زيد: “تهمة ولدي الوحيدة هي أنه صحفي، وعندما نسأل الأجهزة الأمنية عن التهم الموجهة له، يقولون: لا توجد تهمة، ونتساءل هنا إذاً لماذا اعتقلتموه، ولماذا مددتم اعتقاله، وماذا تريدون منه؟!”.

وتابع الشيخ أبو عرة مستهجناً: “لقد حاربت الأجهزة الأمنية ولدي في قوت عيشه، ووقفت أمامه في بحثه عن عمل يليق به، وقد رفضته العديد من المؤسسات التي تقدم للعمل بها كصحفي لأسباب أمنية، رغم حصوله على مراتب عالية في امتحانات القبول فيها، وكان رد العديد من المؤسسات التي تقدم للعمل بها: الرفض للمنع الأمني”.

ويضيف أبو عرة: “لقد اعتقل زيد لست مرات مسبقاً لدى الأجهزة الأمنية، وفي كل مرة يتم التحقيق معه حول راتبه الذي يتقاضاه من مؤسسته التي مقرها الرئيس في لندن، وتتذرع الأجهزة الأمنية بحجة راتبه، لتوجيه تهمة تلقيه أموالاً غير مشروعه لتمديد اعتقاله، وبعدها يتبين براءته من هذه التهمة، والهدف الحقيقي وراء اعتقاله هو فقط معاقبته كونه صاحب كلمة حرة، ترفض التصفيق للباطل”.

تقاعس النقابة

الصحفي زيد أبو عرة عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين منذ عدة سنوات، ومع هذا فنقابة الصحفيين لم تحرك ساكناً إزاء اعتقاله كما يشير والده: ” قد مددوا اعتقال ولدي ثمانية أيام وبعد انتهائها تم تمديده لخمسة عشر يوماً، كما رفضت المحكمة ثلاثة طلبات للإفراج عنه بكفالة، ونقابة الصحفيين رغم علمها بذريعة اعتقاله لكنها لم تقم بأي فعل لإطلاق سراحه، لا بل لم تقم حتى باستنكار اعتقال ولدي، ما يجعلها متواطئة باعتقاله”.

واستنكر الشيخ مصطفى ما تقوم به الأجهزة الأمنية بملاحقة الصحفيين الفلسطينيين، وعد أبو عرة اعتقال نجله يأتي ضمن ملاحقة الرأي الآخر.

وبألم كبير قالت أم عبادة والدة الصحفي زيد: “يكفي الأم الفلسطينية ما تعانيه من الاحتلال، يجب أن يتوقف هذا النوع من الاعتقال، فولدي يقوم بعمله بنقل الحقيقة، فلماذا يعتقل، ما ذنب ولدي أن يعتقل إزاء من يعتقلون في غزة على خلفية أعمالهم وأخطائهم، ولدي لم يخطيْء وإن أخطاً فوجهوا له تهمة حقيقية وحاسبوه، أما أن يحاسب على أخطاء الآخرين، هذا ظلم ما بعده ظلم”.

ملاحقة الوالد

لم يكتف جهاز الأمن الوقائي في طوباس باعتقال زيد، ففي زفرة غضب على الفيس بوك، دعا والده الشيخ مصطفى على الظالمين، بعد تمديد اعتقال ابنه زيد لـ 15 يوماً، ولم تمضِ ساعات، حتى جاء عشرات العناصر من ذات الجهاز وحاصروا منزله عصر يوم الأحد 13/1 لاعتقاله، ولما لم يجدوه عادوا في ذات اليوم الساعة العاشرة والنصف مساءً، وحدثت مشادة بينهم وبين أفرد الأسرة، وما زال عناصر الجهاز يتحينون الفرصة لاعتقال الوالد الشيخ مصطفى أبو عرة، وهو الذي أمضى ما يقارب ست سنوات في سجون الاحتلال، وكان أحد مبعدي مرج الزهور، وتعرض للاعتقال السياسي لأكثر من 10 مرات.

لترسم الأجهزة الأمنية أقبح الصور في ملاحقتها للمواطنين على رأيهم باعتقال الصحفي زيد، وملاحقة والده على خلفية غضبه على اعتقال نجله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات