الجمعة 26/يوليو/2024

معاريف: غزة أدخلت إسرائيل دائرة الجنون

معاريف: غزة أدخلت إسرائيل دائرة الجنون

قال خبير إسرائيلي بالشأن الفلسطيني إن نجاح مسيرة العودة شرق قطاع غزة بتوسيع مساحة الصيد، يدفع الحركة لمواصلة استخدام القوة على أمل تحقيق الأهداف المرجوة، مشيرا إلى أن غزة أدخلت “إسرائيل” دائرة الجنون.

وأشار جاكي خوجي وهو محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية العامة إلى أن حركة حماس ترى في تحديها لـ”إسرائيل” نجاحات لا بأس بها، منبهًا إلى أن عددا من قادتها يتحدثون اللغة العبرية، ويقرأون الإسرائيليين جيدا.

وتحدث خوجي في مقالة له بصحيفة “معاريف” عن الأحداث في غزة، وقال إن “إسرائيل اعتادت على توجيه ضربات قوية لحماس على كل قذيفة صاروخية تقع داخل الحدود الإسرائيلية، وإن الحركة تواصل اللعب بالنار، وتتحدي الجيش الإسرائيلي مرة بعد أخرى، وتقربه من الذهاب لحرب واسعة، لكنه في نهاية المطاف يعود لقواعده دون شن هذه الحرب، على الأقل حتى الآن”.

وأوضح -في المقال الذي ترجمه عربي21- أن الوضع في غزة أدخل “إسرائيل” في دائرة الجنون التي لا يستوي فيها عقل أو منطق، فزعماء حماس يعرفون “إسرائيل” جيدا، ليس فقط يعرفونها، بل إنهم منذ سنوات طويلة يلاحقون النقاشات الجماهيرية التي يشهدها الرأي العام الإسرائيلي، ويتابعون جميع التحركات السياسية، وانتكاسات الأحزاب الإسرائيلية، بجانب الواقع الاجتماعي داخل إسرائيل”.

وأكد خوجي،  أن “المعرفة الوثيقة لزعماء حماس بكل ما يتصل بإسرائيل تساعدهم كثيرا في إعداد تقديرات الموقف بصورة يومية، وحتى الآن أثبتت هذه التقديرات صحتها حتى اليوم بصورة غير سيئة”.

وأوضح أن “هناك على الأقل ثلاثة من قادة حماس في الصف الأول يتحدثون اللغة العبرية بطلاقة؛ بسبب مكوثهم سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، أولهم هو يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي بقطاع غزة، والثاني هو صالح العاروري الرجل الثاني في الحركة، وهو نائب زعيم الحركة المقيم في تركيا، والثالث حسام بدران عضو المكتب السياسي للحركة والناطق باسمها في الخارج، الذي يعمل من قطر”.

وأشار إلى أن “الثلاثة يعرفون المجتمع الإسرائيلي جيدا، ويتابعون ساعة بساعة الجدل الإسرائيلي السياسي والأمني، ولديهم القدرة على تحليل وتفسير الواقع الإسرائيلي، في المقابل ليس هناك من وزير إسرائيلي أو جنرال في هيئة الأركان، أو ضابط في الاستخبارات، مكث في السجن الفلسطيني سنوات طويلة، وتعلم كيف يفهم سجانيه، أو على الأقل استيقظ باكرا كل يوم صباحا داخل البيئة الفلسطينية”.

وأوضح أن “غزة وزعماء حماس المذكورين أعلاه ورفاقهم يشعرون أن لديهم تفوقا على إسرائيل رغم أفضلية الأخيرة على الفلسطينيين في المجالات: العسكرية، التكنولوجية، والاقتصادية، والاستخبارية، والاجتماعية، ومع ذلك فإن السنوار وزملاءه في قيادة الحركة ربما يعرفون طبيعة القوات العسكرية الإسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم”.

وأشار إلى أن “قادة حماس الذين يتحدثون العبرية ويبدون فهمهم للواقع الإسرائيلي موقنون أن إسرائيل لا تستطيع الذهاب لحرب ضد غزة، ليس لأنها ستخسرها، بل لأنها لا تريدها، لسببين اثنين: الأول أن جنودها سيعودون لبيوتهم في توابيت سوداء موتى وقتلى، وهناك شكوك أن يتحمل المجتمع الإسرائيلي هذا الثمن الباهظ، والثاني الأكثر ردعا، ويتعلق باليوم التالي لهذه الحرب”.

وأكد أن “حماس تعتقد أن إسقاطها في غزة يتطلب استعدادا إسرائيليا لما قد يحصل في القطاع، الذي سيصبح عبارة عن “جنة عدن” للمنظمات الراديكالية، حماس تعرف مخاوف إسرائيل من الإطاحة بها، لأنه يعني التورط الكامل في المستنقع الغزاوي، صحيح أن السلطة الفلسطينية تريد العودة لغزة، لكنها لا تستطيع، حتى لو على ظهر دبابة إسرائيلية”.

وختم بالقول إن “هذه القناعات المتوفرة لدى قادة حماس تقوي مواقفها السياسية، وتمنح زعماءها راحة نفسية، ويجعل الحركة تفهم هذا التكتيك جيدا، حيث إنها وصلت لقناعة مفادها أنها قادرة على إخراج “العدو الإسرائيلي” من عقاله”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات