الأمراض والفقر تهدد حياة الرضيعة رؤى

في منزل عادل الحمارنة تكشف المعاناة عن وجهها الحقيقي؛ الفقر والحصار كمّلا معاناته بعد قدوم طفلته الصغرى رؤى التي تعاني من أمراض مزمنة وحياتها مهددة بالموت.
 
وتعاني الرضيعة رؤى (13 شهراً) من تلف في الكبد وثقب في القلب وانسداد قنوات المرارة، إضافة إلى مرض جيني يدعى (ألاجين) يتسبب في نقص نمو وسوء هضم وطفح جلدي مؤلم.
 
ويهدد نقص العلاج حياة آلاف المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة في قطاع غزة بعد أن أضحى منطقة معزولة بعد اشتداد الحصار في الأعوام الأربعة الماضية ورفض حكومة رام الله إمداد غزة بالمستلزمات وتغطية نفقات العلاج.

معاناة مضاعفة
تتسلل خيوط الشمس من شقوق سقف المنزل وجدرانه بعد أن فعلت أمطار الشتاء فعلها في جدران وأثاث البيت الذي عجز عادل عن إعالة أطفاله أو تأمين علاج أصغرهم.

تقول والدة رؤى: “ابنتي بحالة متدهورة؛ تعيش على الحليب والأدوية، والآن عاجزون عن دفع ثمن العلاج أو نقلها للعلاج في مشفى المقاصد بالقدس. صحيحٌ أنها تتألم لكنني حزينة لأنها تعاني من مشكلة جلدية تدمي بشرتها والأطباء يشخّصون مستقبلها أنه بيد الله”.
 
وكانت والدة رؤى اكتشفت تدهور حال ابنتها بعيد الولادة وبعد زيارتها لطبيب الأطفال أخبرها بضرورة تلقيها علاجا عاجلا خارج مستشفيات قطاع غزة.
 
ويشير الأطباء إلى أن حالة رؤى هي حالة مرضية نادرة غالباً ما يكون سبب ظهورها هو عاملا وراثيا بعد زواج الأقارب، لكن الأمر الذي لم ينطبق على والدي الطفلة.

يحوم أطفال عادل في بيته الصغير المكون من حجرتين وسقف صفيح لا يحميها برد الشتاء ولا حرّ الصيف.
 
تقارير العلاج
تحتفظ أسرة رؤى بكمية كبيرة من الأوراق والتقارير الطبيّة التي تراكمت طوال عام مضى كاشفةً عن عدة أمراض وأدوية تعجز الأسرة عن توفير ثمنها.

يقول عادل الحمارنة والد الطفلة: إن الحياة كانت تمضي بشكل مستقر لكن ميلاد ابنته الصغرى بدّل حياته وأعجزه عن مساعدتها.
 
ويضيف: “أعمل حارس بناية بمبلغ بسيط جداً، وأحتاج شهريا لمبلغ علاج، وتراكمت علي الديون في عدة صيدليات. دومًا تحتاج للسفر لاستكمال العلاج في مشفى المقاصد، ولا أملك ثمن رحلة السفر”.

طاف عادل على جميع المؤسسات الخيرية والإغاثية للحصول على مساعدة عينية أو نقدية تعينه على نفقات العلاج وتكلفة السفر لمشفى المقاصد دون جدوى.

أما محمود (16 عاما) الابن الأكبر لعادل، فيؤكد أن شقيقته الصغرى دائمة البكاء طوال الليل حيث يراقبها محمود وهي تبكي عاجزًا عن فعل شيء.
 
وترجو أسرة رؤى أن تتمكن ابنتها من الوصول مرةً أخرى لمدينة القدس المحتلة لاستكمال العلاج في حين تقف نفقات العلاج معضلةً يومية في حياة الأب العاجز عن توفيرها.