الثلاثاء 07/مايو/2024

بين تمنيات رابين ورغبات الأحمد.. غزة قلعة صمود

بين تمنيات رابين ورغبات الأحمد.. غزة قلعة صمود

قبل سنوات طويلة تمنى رئيس وزراء “إسرائيل” الهالك إسحاق رابين أن يصحو يومًا من النوم ويجد غزة قد ابتلعها البحر، إلا أن رابين هلك وبقيت غزة تعاند أعداءها بقوة حقها وجبروت صمودها، وها هو اليوم يطل علينا عزام الأحمد أحد قيادات “فتح” مطالبًا بقطع الهواء عن غزة، وإعلانها إقليمًا متمردًا.!

وبين أمنية الهالك رابين بابتلاع البحر لغزة، ورغبة الأحمد بقطع الهواء عن أهالي غزة، يبقى القطاع صامدًا عنيدًا في وجه الاحتلال والحصار والعقوبات والحروب، وهو الذي يرسم لوحة مسيرة العودة الكبرى بملامح الصمود والتحدي.

وقال عزام الأحمد، القيادي في “فتح”، مساء أمس: إنه يجب أن يقطع الهواء عن قطاع غزة، وأنه استوحى فكرة أن يُعلن إقليمًا متمردًا، وأكمل سلسلةً من الأكاذيب والتهجمات بحق غزة وأهلها ومقاومتها، في حين نددت فصائل فلسطينية بهذه المطالب، وعدتها تخدم الاحتلال.

الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور كتب متهكمًا في صفحته بـ”فيسبوك”: “تعبر المنطقة جبهة هوائية شديدة، شاء عزام أم أبى، هذا شأن رب العالمين ولن نشرك بربنا أحدا”.

أما عبد الحميد المصري، أحد قادة التيار الإصلاحي بحركة فتح، فقد شن هجوما على الأحمد وقال فيه: “مين أنت يا عزام الأحمد حتى تمنع الهواء عن غزة؟.. غزة باقية رغم أنفك وأنف الحاقدين والكارهين”.

يريد الأحمد أن يقطع الهواء عن غزة التي صمدت بـ3 حروب خلال عقد من الزمن، وسجلت خلالها أروع صفحات المجد والفخار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهي التي ترسف تحت نير حصار مطبق منذ 12 عامًا، وعقوبات “سلطوية” منذ عامين.

لا يدري الأحمد أن قطاع غزة الذي يريد أن يعلنه إقليمًا متمردًا، يُشكل “شوكة” في حلق كيان الاحتلال الإسرائيلي وما يزال، وهو الذي رسّخ في وجدان الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، ثقافة أن الكف حتمًا يواجه المخرز، وأن “إسرائيل” بما تمتلكه من ترسانة عسكرية واستخبارية، رضخت أمام المقاومة الفلسطينية مرات كثيرة، وليس آخرها قبل أسابيع في جولة مشرفة كان عنوانها “كمين الباص”.

القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف قال: نرفض تصريحات عزام الأحمد المطالبة بقطع الهواء عن غزة وإعلانه إقليما متمردا، ويجب التوقف عنها، والعودة لطاولة الحوار الوطني.

في حين قال زاهر الششتري: إن تصريحات قادة فتح تضرب كل المبادرات الوطنية، وتعرقل كل حوارات المصالحة.

يريد الأحمد أن يقطع الهواء عن غزة التي أجبرت “إسرائيل في 2005 على الاندحار صاغرة من القطاع، الذي كان في وسطه مستوطنة “نتساريم” التي قال عنها شارون إنها كـ”تل أبيب”.

يحلم بقطع الهواء عنها، وهي التي أسرت الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” 5 أعوام كاملة، وأطلقت سراحه بموجب صفقة مشرفة أفرج خلالها عن ألف من الأسرى ذوي المحكوميات العالية.

يرغب بمنع الهواء عن غزة، وهي التي تأسر حاليًّا 4 من جنود ومستوطني الاحتلال، وترفض فكهم إلا بصفقة مشرفة.

خضر حبيب، القيادي في الجهاد الإسلامي، يقول: إن عزام الأحمد لا يستطيع منع الماء والهواء عن غزة، وإذا استطاع فليمنع، وليتقوا الله في شعبنا وقضيتنا.

وكأن عزام الأحمد ينسى بسرعة، أو يتناسى أن غزة التي قارعت “إسرائيل” في حروب قاسية، وحصار هو “الأقسى” في التاريخ المعاصر، لا يمكن أن ترفع الراية البيضاء أمام عقوبات وإجراءات عدائية تستهدف المواطن الفلسطيني في تفاصيل حياته.

تلك العقوبات التي بدأت قبل عامين، ويلوح الأحمد ومن خلفه عباس بتشديدها وتصعيدها، أحالت حياة المواطنين بغزة عذابا وقسوة، استهدفتهم في قوتهم وصحتهم، وتعليمهم.

وقال الأحمد في اللقاء ذاته: إن العقوبات المرتقبة يمكن أن تشمل جوازات السفر، وشهادات التعليم، وملفات الصحة، وهو الذي بكل “بجاحة” و”غطرسة” طالب بقطع الهواء عنها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات