التسامح الديني.. سمة فلسطينية تبرز في الأعياد والمناسبات الوطنية

يكثر الحديث مؤخراً عن التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية؛ حيث تجد المسيحي والسامري يشارك أخاه المسلم في المناسبات، والعكس أيضا.
وتعد مدينة نابلس نموذجًا حيًّا للتسامح والتعايش بين الأديان، حيث يسكن المسلمون والمسيحيون أحياء عدة بجانب بعضهم، ويشاركون بعضهم الأفراح والأتراح.
وحدة المجتمع
ففي المدينة تجد الجامع قريباً من الكنيسة، وأصوات قرع أجراس الكنائس تلتحم وصوت القرآن والأذان، كما أن زينة أعياد الميلاد تعلق في بيوت المسلمين والمسيحيين، وزينة الأعياد الإسلامية ورمضان تعلق في بيوت المسيحيين والمسلمين.
وأكد الأب يوسف سعادة، مدير كنيسة الروم الكاثوليك بنابلس، وحدة المجتمع الفلسطيني بجميع مكوّناته الإسلامية والمسيحية على مر التاريخ والعيش المشترك، مطالبا بضرورة توحيد الجهود والتكاتف للدفاع عن قضية فلسطين بأرضها وقدسها ومقدساتها، رافضا سياسات تهويدها.
وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بالرغم من قلة عدد المسيحيين في فلسطين إلا أن دورهم لا يقل أهمية عن دور المسلمين في الدفاع عن القضية الفلسطينية”، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يعد نموذجاً ليس فقط في العلاقة بين الأديان والحضارة؛ إنما في الوطنية والإنسانية، بالإضافة لتقديم نموذج تعايش مشترك وحضارة بنيت بيد أبناء الشعب من مسلمين مسيحيين معاً.
ويفتخر المسيحيون في فلسطين بعروبتهم وجنسيتهم الفلسطينية، وما ميز الاحتفالات بإضاءة شجرة الميلاد في مدينتي نابلس وبيت لحم هذا العام ارتداء أبناء الطائفة المسيحية الكوفية الفلسطينية؛ تأكيداً على اعتزازهم بوطنهم وتمسكهم به وبتراثه.
وشهد المستشفى الإنجيلي العربي بنابلس، الذي يدار من مطرانية القدس الأسقفية عدة احتفالات في العام الأخير بمناسبة الأعياد الإسلامية والمسيحية، وشارك فيها كل العاملين من إدارة وأطباء وممرضين وعمال، في مشهد يعطي انطباعًا جميلا عن مدى تماسك النسيج المجتمعي.
زيارات ذات دلالة
وفي لفتة سنوية اعتاد عليها ناصر الشاعر نائب رئيس الحكومة في الحكومة العاشرة برفقة النائب في المجلس التشريعي أحمد الحاج علي والشيخ حاتم البيتاوي؛ فقد زاروا الطوائف المسيحية للتسليم عليهم وتبادل التهاني بالعيد، وسط تقدير مشترك.
وكانت كلمة المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس في الاحتفال المركزي للطوائف المسيحية بنابلس، نموذجا على العلاقة بين الجميع والتأكيد أن فلسطين أرض مباركة.
وعبّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارة كنيسة دير اللاتين شرق مدينة غزة عن اعتزازه بطبيعة التعايش بين أبناء الشعب الواحد.
وأضاف: “إخواننا المسيحيون عاشوا وتنقلوا بين طرقات الوطن؛ لهم ما لنا وعليهم ما علينا في القدس والأرض والمقدسات وثوابت القضية”.
كما وجّه التهنئة لكل المسيحيين في المنطقة العربية الذين يعيشون في قلبها وضمن هذه الحضارة العريقة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...