السبت 27/يوليو/2024

في مخيمات نابلس.. حياةٌ صعبة بفعل الأمطار الغزيرة

في مخيمات نابلس.. حياةٌ صعبة بفعل الأمطار الغزيرة

وجد المسن عبد الرحمن أبو جابر (60 عامًا) صعوبة في الوصول لمنزله في حارة الجماسين بمخيم بلاطة شرق نابلس، بسبب تدفق مياه المطر إلى الزقاق الملاصق للمنزل، وارتفاع المياه إلى 30 سم، ما اضطره للانتظار في محل لبيع الخضار قريب من حارته.

ولم تكن حكاية أبو جابر القصة الوحيدة في المخيم الذي يتجاوز عدد سكانه 27 ألف نسمة، ويعد أكثر مخيمات الضفة اكتظاظا، فأزقة وشوارع المخيم تغمرها مياه الأمطار في كل شتاء، دون أن تقدم وكالة الغوث على القيام بأي إصلاحات مباشرة أو عبر لجان الخدمات الشعبية، منذ شروعها بتقليصات في الخدمات.

ويقول رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم بلاطة عماد زكي، إن اللجنة شرعت خلال الأسابيع الفائتة بتفقد المنازل التي تعرضت لتسرب مياه الأمطار، وتمت صيانتها، كما تم توزيع أغطية وفرشات لعدد من الأسر.

كما طولب مسئولو الوكالة بإعادة البرامج التي أوقفت والبرامج التي طالتها التقليصات بناءً على ميزانية 2018م، لتعود على اللاجئين بالمصلحة العامة، وفق زكي.

ولا يختلف الأمر في مخيم العين على مداخل نابلس الغربية، حيث ينشط عضو اللجنة الاجتماعية محمود المصري، في متابعة حالات المنازل المتضررة جراء الأمطار المنهمرة، وتسرب المياه إلى داخل البيوت، خاصة التي تقع أسفل الشارع الرئيس المتاخم للمخيم.

ويقر المصري بتعرض عدة منازل لتسرب مياه الأمطار إليها خلال الموجات المطرية الأخيرة، بسبب إغلاق عدة مناهل لتصريف مياه الأمطار، وانعدام أعمال الصيانة للكثير من المنازل القديمة، جراء توقف برامج وكالة الغوث المخصصة لذلك.

ويشكو الناشط الشبابي أنور خالد من سوء حال عشرات الأسر في مخيمات نابلس، والتي كشفت عنها أوضاع الطقس الأخيرة، حيث لا يستطيع البعض توفير أجهزة تدفئة لازمة، أو دفع مستحقات الكهرباء وشراء أسطوانات الغاز للتدفئة، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

أما في مخيم عسكر القديم؛ فإن حارة اللد تكتظ بمنازل تعرضت لغمر الأمطار مرات عدة خلال الشهر الجاري، وبعضها أدى تسرب المياه من الأسطح إلى تلف مقتنياتها من ملابس وأغطية ومواد تموينية.

وأشارت فاطمة الحافي إلى أن السهل الواقع بين مخيمي عسكر القديم والجديد تحول إلى بحيرة من المياه، أدت يوم الخميس الفائت إلى صعوبة تنقل بعض الأهالي بين منازلهم ومناطق مجاورة، لارتفاع منسوب المياه، منبهة إلى أن الأطفال يجدون صعوبة في الوصول للمدرسة، بسبب تجمع المياه بالشارع الرئيس.

وتسرد المواطنة جميلة عياش جانبا من الصوت المزعج المنبعث من “مزراب” الجيران الذي يضرب سطح الزينكو (تنك) لغرفتها، ليتحول لموسيقى أضحت عادة في أيام المطر، لكن ضررها يكون في حالة تسربه إلى داخل الغرفة.

وتستذكر عياش فترة السبعينيات والثمانينيات عندما كان للبيوت في المخيم أحواش تشعل فيها نار الحطب للتدفئة، لكن هذه اختفت مع بناء بيوت على شكل طبقات، واضطرار الأهالي البحث عن وسائل تدفئة بديلة مكلفة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات