السبت 28/سبتمبر/2024

المرأة الأوركيدية .. مبادرة تنطلق من غزة هذه هي تفاصيلها

المرأة الأوركيدية .. مبادرة تنطلق من غزة هذه هي تفاصيلها

فوز مبادرة المرأة “الأوركيدية” من غزة كان فوزاً من نوع خاصّ؛ الفكرة حديثة والمعاناة طارئة وقديمة سببها تشوهات خِلقية وآثار عدوان الاحتلال فوق وجوه وأجساد سيدات حرمن من حقهن الاجتماعي في الحياة بغزة.

واشترك أربعة أشخاص (ثلاث مشاركات وشاب) في إعداد فيلم قصير صامت لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق عن معاناة السيدات والفتيات “المشوّهات” اللاتي يتعامل معهن المجتمع مثل معاملته مع ذوي الاحتياجات الخاصّة رغم أنهن لا يعانين من أي قصور عقلي أو جسدي.

وفازت المبادرة بالمركز الثاني خلال مسابقة نظمها مركز مسارات ومبادرة إدارة الأزمات الفنلندية، وستشارك في مؤتمر دولي لتحدي الإبداع يعقد عام 2019.


ولا توجد إحصائية للنساء اللاتي يعانين من تشوّهات خِلقية أو حروق في الوجه والجسد بسبب حروب الاحتلال؛ الأمر الذي عزز من فكرة المبادرة بضرورة دمجهن في المجتمع ومنحهن حقهن الاجتماعي.

معاناة خاصّة
خلال عمل طاقم المبادرة في المجال الاجتماعي والنسوي لاحظت المشاركات في المبادرة معاناة من نوع خاصّ لنساء يعانين من تشوّهات في الشكل دون القدرات العقلية والجسدية، وقد تعامل معهن المجتمع بطريقة غير سليمة حين صنّفهن من ذوي الاحتياجات الخاصّة.

وتقول هبة كريزم، المشاركة في المبادرة: إن المسابقة تسمى إبداع فلسطين للعام (2018) بالتعاون مع مركز مسارات ومركز الخدمات الفنلندية، وقد تقدّم لها 60 مبادرة من فلسطيني الداخل والخارج.

وتضيف: “الجائزة أن يخرج الفريق للمشاركة في مؤتمر دولي لتحدّي الإبداع، حاولنا إخراج السيدات المشوهات خلقيّاً من بعد الحرب أو (عندهنّ) تشوه خلقي وحاولنا إدماجهم في المجتمع. مركز مسارات وجّهنا ووفر لنا خبراء لتأسيس المبادرة حتى رأت النور”.

تجربة غنيّة
ميلاد الفكرة دفع فريق المبادرة للبدء في مزيد من البحث عن حالات معاناة تحدثت فيها سيدات وفتيات لهن مع المعاناة والظلم الاجتماعي لتكون نواة مبادرة رأت النور وفازت بالمرتبة الثانية.

“تجربة غنية، لكنها تسببت لي بقلق ومعاناة، أنا وزميلتي أجرينا تشويهًا مصطنعًا لوجوهنا ونزلنا للشارع وعشنا ردود فعل الناس. كانت نظراتهم صعبة”، بهذه الكلمات تلخّص سحر فسفوس مخرجة أفلام المرحلة الأولى من تجربتها في مبادرة المرأة (الأوركيدية) والتي عاشت معها جميع مراحل معاناة النساء المشوّهات.

وتضيف: “بعد أن عشنا المرحلة الأولى قدمنا مبادرتنا ورافقتنا الجهة المشرفة على المبادرة في كل خطوة لأنهم اقتنعوا بما نقدّم حتى فزنا بالمرتبة الثانية”.

ما ينقص السيّدات والفتيات المشوّهات هو الشكل الجمالي؛ حسب تجربة المخرجة فسفوس فتصنيفهن مع ذوي الإعاقة أمر غير صحيح يحرمهن من حقهن في الحياة.

أما زميلتها ريما محمود مخرجة أفلام وروائية فتقول: إن اسم المبادرة “المرأة الأوركودية” مرده لزهرة “الأوركيدا” التي تمتلك صفة الصمود في جميع أنواع البيئة والطقس في إشارة لضرورة تعايش ودمج المرأة التي تعاني من التشوّه في المجتمع عامةً.

وتتابع: “تجربتنا كانت من بين مبادرات كثيرة على مستوى فلسطين من غزة والضفة وبيروت والأردن، كانت الفكرة قويّة ومختلفة؛ لأن معظم المشاركات تكون عن حق المرأة السياسي والاجتماعي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات