مسيرة العودة خيار ومسار

غيرنا يتحسر وهو يراقب شبابنا، يقولون لو أننا ملكنا شبابا بهذه الإرادة وهذه الروح والعطاء لجعلنا الدنيا تتحرك طوع إرادتنا والعالم ليناً في أيدينا.. نشكله كيفما نشاء بعزم هؤلاء الشباب الأبطال…
ما شاهدناه بالأمس في الجمعة الـ(40) “لن نساوم على حقنا بالعيش بكرامة” عظيم فبينما شبابنا ينهمكون بتأدية الاختبارات والأجواء ماطرة والأرض واحلة، اندفعت الأفواج كالأمواج، قهرت نتنياهو وجعلته يتأفف بعد أن تندر بأن الأمطار والبرد والوحل والطين تحول دون الوصول والاحتشاد، لكن هيهات هيهات يا نتنياهو ..
فعلاً مشاهد البطولة التي يرسمها الشباب الثائر والذي لا يطفئ البرد القارس ناره على الأبواب الشرقية للقطاع ما زال مشتعلا زاحفا مصرا على العودة مسيرة وخيارا ستخلد في التاريخ وتُكتب بمداد من ذهب، وتُحفر في الوعي أخاديد، وعندما يستوعب الفاقدون للحس والوعي قيمتها تكون هبت ريحهم ولَم يغتنموها مع عمرها الذي تجاوز ثمانية أشهر، ولا زالت تشق طريقها إلى الإمام ..
سيبكون ندماً وكمداً على أن جيلاً تطوعوا فداءً للوطن، وأبدى استعداداً منقطع النظير في التضحية والفداء، وقدم في الواقع كل ما يملك، دمه وروحه وماله ووقته رخيصة للوطن ولَم يسمحوا بالبساط السحري أن يظلها وأن تُقدَّم للعالم بلسانهم ومن على منصاتهم …
أيها اللاهثون خلف السراب؛ أما آن لكم أن تدركوا قيمة التضحية والفداء والإصرار في هذا الزمن ؟!
أما آن لكم أن تعلموا أن الأوطان غالية عزيزة لا تعود وتُسترد إلا بالتضحيات والدماء النازفة عندما تُغتَصب في زمن عزّ فيه النصير والمعين؟!
إن مسيرة العودة بهذه الروح والفداء وهذا العمق تشق شعاعاً مضيئاً في عتمة ليل اشتد سوادها ستنير لنا السبيل، تلملم شتات الوطن وتجمع جهوداً متناثرة، وترسم أفقاً لمشروع حضاري متكامل متصل مع براعم الثورة في بدايتها وربيعها مروراً في محطاتها وثوراتها ومعاركها وشهدائها وجرحاها وأسراها، مُكثِّفةً رسائلها ومعانيها بمشهد لا يفصل القلم والمقال والخبر والفن عن الرشاش والمدفع، عن الفأس والمعمل والمنجل، وعن إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف … تقرب النصر وتعزز الثقة والأمل بتحقيق الهدف.
إن مسيرات العودة تحولت لبوتقة تصهر طاقات الشعب وتجمع مقدراته بوعائها القيادي الوطني الجامع وجهد شعبي شامل قدم الوطن والهوية والعلم على الراية والحزب والحركة ليصبح نواة مشروع وطني واعد…
فيا أيها الفلسطينيون تحزموا بهذه الروح من مواقعكم، هبوا وانطلقوا فأنتم في نفير مفتوح، اضربوا بقوة ولا تترددوا، استنزفوا العدو وأزعجوه ولا تتركوه يستريح، واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله، وعد من الله معقود “لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا “، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...

صدمات نفسية تحول دون التحاق الاحتياط بجيش الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة إسرائيلية، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، الذين شاركوا بحرب الإبادة في...

الحوثي: أولويتنا إسناد غزة والعدو فشل باستهداف قدراتنا
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قائد جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، أن أمريكا و"إسرائيل" فشلتا في مواجهة القدرات...