الأحد 05/مايو/2024

ماهر صلاح: المقاومة الفلسطينية ستسقط نتنياهو كما أسقطت أسلافه

ماهر صلاح: المقاومة الفلسطينية ستسقط نتنياهو كما أسقطت أسلافه

أكد رئيس حركة حماس في الخارج ماهر صلاح، أن المقاومة الفلسطينية ستسقط رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، كما أسقطت سلفه باراك وليفني وليبرمان.

وفي كلمته خلال احتفال حركة حماس بذكرى انطلاقتها (31) في مدينة صيدا اللبنانية، اليوم الأحد، وحضره ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ولفيف من العلماء والفعاليات، وحشد كبير من الفلسطينيين الذين قدموا من كل المخيمات والمناطق، قُدّر عددهم بحوالي 8500 شخص، قال صلاح: “لقد أسقطنا مقولة الفانية جولدا مائير (الكبار يموتون والصغار ينسون)؛ فنحن جيل باق ولن يفنى، وأقسم بالله العظيم سترحل يا نتنياهو، وستبقى المقاومة وحماس وكتائب القسام”.

وعدّ صلاح أن انطلاقة حركة حماس (31) “هي ميلاد جديد لجهاد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، بنيت على جهود المجاهدين والمناضلين الأبطال ممن سبقوها، وجددت وأضافت إلى تاريخنا الجهادي والسياسي الحافل إضافات نوعية”.

وأضاف: “لقد قدمت حماس نموذجاً فريداً بين التمسك بالثوابت والمبادئ وبين المرونة السياسية العالية، وفي الجمع بين فعل المقاومة وممارسة الحكم، وبين المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية، وبين التنظيم الصلب والشراكة الوطنية”.

أربع محطات
وتوقف “صلاح”، خلال كلمته، أمام أربع محطات؛ استعرض بالأولى المشهد الفلسطيني برمته، وما تتعرض له غزة من حصار، وانتهاكات الاحتلال بالضفة والقدس وأراضي 48.
 
وقال: “أمام تمادي العدو الصهيوني في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، فإن الصورة لا تكتمل إلا باستعراض المشهد الآخر، مشهد الصمود والمقاومة وانتصارات شعبنا التي حققها في تموز 2107م، عندما انتصر بمعركة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى وأجبر الاحتلال على إزالتها، وانتصار الخان الأحمر، وهبة القدس التي انطلقت في العام 2015، التي ما زالت مستمرة.

فلسطينيو الخارج

وتوجّه بالحديث لفلسطينيي الخارج قائلاً: “أنتم في صُلب المعركة مع الاحتلال، ولقد سخّرنا انتشارنا الجغرافي الواسع خارج فلسطين، وتراكم الخبرات المميزة، وثراء التجارب المتنوعة، وعلاقاتنا العميقة، ومقدراتنا المالية والمادية، وخلاصة فكرنا وقدراتنا، لدعم ومساندة أهلنا في فلسطين لبناء مؤسساتهم المدنية والاجتماعية والعلمية، وتثبيت وجودهم، ولدعم المقاومة في فلسطين بالمال والخبراء والسلاح، والقدرات اللوجستية والفنية والتقنية، ما مكّنها من مواجهة أعتى جيش في المنطقة”.

أضاف “نحن –في خارج فلسطين- في مواجهة ساخنة مع المشروع الصهيوني، أمنياً وإعلامياً وسياسياً وشعبياً وقانونياً، ونعمل على مطاردة مجرميه في كل مكان، وملاحقتهم، وكشف جرائمهم، ونراكم أسباب قوتنا وأدوات مقاومتنا، لنكون في طليعة أمتنا، ورأس حربتها في معركة تحرير وطننا ومقدساتنا”.

وتحدث صلاح عن معاناة الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق وتايلند وفي المنافي والمهاجر القريبة والبعيدة “والتحديات الجسيمة التي تعصف بهم، منها: اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وأمنية، وصحية، وتربوية”، ودعا إلى المحافظة على أمن الدول “التي نعيش فيها، واحترام آداب الضيافة، وسدّ الطريق أمام كل صوت للفتنة والمشاريع المشبوهة التي تستهدف اللاجئين لتحرفهم عن طريق العودة”.

وطالب الدول المضيفة للشعب الفلسطيني في اللجوء “خاصة في لبنان، بتحسين ظروف معيشته إلى حين عودته إلى فلسطين، وإعطائه حقوقه المدنية والإنسانية في العيش الكريم، والعمل، والتعليم، والصحة، والحركة”، قائلا: ” نحن ضد التوطين، كما إننا ضد التهجير”، مطالباً الأونروا بتحمل مسؤولياتها الكاملة “حتى لا يتكرر مشهد الطفل الشهيد المظلوم محمد مجدي وهبة، ابن الثلاث سنوات”.

وأكد “صلاح”: “وقوف حماس إلى جانب أهلنا وشعبنا الفلسطيني في سوريا (…)، ودعا إلى إعادة إعمار المخيمات خاصة اليرموك، وتسهيل العودة الآمنة إليه، مع توفير الخدمات اللائقة وسبل العيش الكريم للنازحين، حتى تحقيق العودة إلى أرض الوطن.

وقال: “إننا في حركة حماس ندعو الله أن يكتب لسوريا وشعبها الكريم الاستقرار والازدهار، وأن تستعيد عافيتها ودورها الرائد في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال، الذي ما زال يجثم على فلسطين وأراضينا العربية في سوريا ولبنان”.

كما وجّه التحية إلى الفلسطينيين في مخيمات الأردن، وإلى “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” الذي انطلق بجهود قامات وطنية شريفة، محيياً جهود فلسطينيي أوروبا وبريطانيا وتركيا وأمريكا الجنوبية على تنظيم صفوفهم.

المواقف العربية
وفي المحطة الثالثة، توقف مع المحيط العربي، ووجه الشكر لتونس بعد كشفها الجناة في جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري، مطالبا الحكومة الماليزية أن تحذو حذوها في مواصلة التحقيق باغتيال الدكتور فادي البطش.

كما ثمن مواقف الحكومات العربية بإفشال التصويت على القرار الأمريكي بإدانة حركة حماس، وخص بالشكر الكويت وإيران وتركيا، كما شكر مصر التي تسعى لإنجاز المصالحة، وكذلك قطر “التي آوت ونصرت وأيّدت، وأعطت لشعبنا وقضيتنا الكثير بكرمها المعهود”، وفق ما قال.

التطبيع مع الاحتلال

وفي سياق حديثه عن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وجّه “صلاح” رسالة شديد اللهجة إلى المطبعين، قائلا: “التطبيع خيانة وعار، وجريمة أخلاقية، وخطيئة سياسية”.

وأكد أن الأمة عصية على التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وما يحصل هنا وهناك من مصافحات وعلاقات ومؤتمرات وزيارات تطبيعية ما هو إلا تطبيع استعراضي، وممارسات شاذّة لا تعبّر عن أصالة أمّتنا.

وتابع “إنه لمن المعيب بحق المطبعين أن نرى تعاظم حركة التضامن الدولي مع شعبنا في الغرب حين تنجح حركة BDS  في المقاطعة الشعبية والاقتصادية والأكاديمية، في الوقت الذي يهرول فيه بعض أبناء جلدتنا إلى أحضان المحتل الصهيوني”.

وأضاف: “كل صوت يخرج بخلاف ذلك نشاز ومشبوه ومشكوك بانتمائه للأمة، فهذه الأمة عصية على التطبيع مع الاحتلال، وما يحصل هنا أو هناك من لقاءات، ممارسة شاذة لا تعبر عن أمتنا، فالتطبيع خيانة وغدر لتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني”.

وطالب صلاح الأمة وقواها الحية أن تحارب التطبيع وتحوّل المطبعين إلى فئة معزولة، مؤكدا: “لن نتهاون مع هذه الفئة المارقة، وسنلقي بهم إلى مزابل التاريخ”، كما دعا الأمة العربية إلى نبذ خلافتها وتحقيق السلم الداخلي، وتوحيد جهودها نحو القدس والأقصى. 

لن تمر الصفقة
وفي المحطة الأخيرة، شدد صلاح على أن صفقة القرن لن تمر مهما كلف الثمن، وقال في هذا الصدد: “نحن لا نستهين بخطورة هذا المخطط، ولكننا نؤمن أنه ليس قدرا محتوما، ولن تمر هذه الصفقة، فهذه القدس وفلسطين دونها رقابنا وأرواحنا”.

وتابع: “المشروع الأمريكي في المنطقة ينحسر وينكمش بعد أن عاث في الأرض فساداً وجوراً، فأمريكا تعلن اليوم انسحابها من سوريا، كما تخفض وجودها العسكري في أفغانستان، نقول لهم اخرُجوا إلى غير رجعة، غير مأسوف عليكم، وهذا التراجع سيكون بإذن الله لمصلحة المقاومة، ونصراً لشعوبنا وأمّتنا”.

كما وجه رسالة إلى الأسرى: “سنعمل بكل طاقتنا لتحريركم، وتبييض السجون، وكلما تأخر الاحتلال بإبرام صفقة تبادل، زاد الثمن الذي نطلبه، فاصبروا وأبشروا بفرج قريب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات