بائعة الخبز .. حكاية وجع في خانيونس

ما إن يدخل فصل الشتاء حتى تبدأ أم جهاد تعليق الحبال وسط منزلها؛ ليس لنشر غسيل أبنائها خشية البلل، لكن لنشر وتجفيف الخبز.
فمنذ 5 سنوات وأم جهاد الأعرج (45 عاما) تمارس هذه المهنة في جمع بقايا الخبز وتجفيفه استعدادا لبيعه بدراهم معدودة، تستطيع من خلالها توفير بعض احتياجات منزلها، في مواجهة ظروف اقتصادية مأساوية تضرب أرجاء قطاع غزة.
وكعادتها تستيقظ أم جهاد مع ساعات الصباح لتمارس عملها في الحصول على الخبز المجفف من جيرانها وأقاربها، لتبدأ تجفيفه حتى تتمكن من بيعه.

null
وخلال اليوم الذي حضرنا فيه لمنزلها الكائن في مخيم مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كان الدقيق قد نفد من بيتها ما دفعها لاستصلاح بعض الأرغفة المنشورة على أرضية المنزل وتقديمه لأبنائها بعد أن طهت العدس لهم.

null
حالة مزرية وصلت إليها العائلة التي تعيل 8 أبناء بسبب الحصار وقلة الحال والامتناع عن السؤال، خاصة مع عدم قدرة زوجها الخمسيني على العمل بسبب معاناته من مرض التهاب وتضخم في الكبد، الذي يحتاح بدوره لعلاج يومي مكلف مع عدم وجود مصدر دخل.
وتعاني أم جهاد نفسها من أمراض الضغط والسكري، لكنها لم تستسلم لهذه الأمراض، وأصرت أن تخوض معركة البقاء في بيت ليس فيه أي مصدر للدخل سوى بعض من مخصصات الشؤون الاجتماعية التي باتت تصرَف كل 5 أشهر بدلا من 3 أشهر.

null
وحسب حديثها مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإنها تعبئ الخبز في أكياس لبيعه لرعاة الأغنام أو الأبقار أو جيرانها الذين يربون الطيور والمواشي.
وتقول: إن واقع الحياة والظروف المعيشية الصعبة في قطاع غزة جعلها تعتمد على نفسها، ما زادها تحديًا لجميع الصعاب التي تواجهها وعائلتها.
وتعبئ أم جهاد الكيس بوزن 40 كيلو بعد تجفيف الخبز، لتبيعه بمعدل 10 إلى 15 شيكلا للكيس الواحد، وهو ما يعادل حوالي 3 دولارات.

null
وتستغل السيدة الأربعينية منزلها المتواضع والمتهالك والمكون من غرفتين وصالة صغيرة في تجفيف الخبز خشية ابتلاله من المطر في فصل الشتاء، في حين تجففه خارج منزلها في فصل الصيف.
وتأمل الأعرج بعد أن بللت الدموع خديها أن تنتهي هذه الأزمة التي تمر بها وغيرها من سكان القطاع، لتنتهي معها حالة التعب والألم اللذين باتا يرافقانها طوال الوقت.
وتسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ 12 عاما والعقوبات المفروضة من السلطة منذ إبريل 2017، في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاناة في غزة، وحول مئات الآلاف إلى فقراء ومتلقي مساعدات.
ولمواجهة هذا الواقع يلجأ الآلاف من سكان قطاع غزة لممارسة أي عمل يدخل عليهم بعض المال لمساعدتهم في شراء بعض الضروريات.

null

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...

شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية...