الإثنين 12/مايو/2025

عملية عوفرا.. مقاومة تنمو في ظروف مستحيلة

عملية عوفرا.. مقاومة تنمو في ظروف مستحيلة

سقط وزير الجيش الصهيوني افيغدور ليبرمان مؤخراً في غزة في مواجهة لم تدم أكثر من 48 ساعة، فسارع رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو للاستحواذ على منصب وزير الحرب، وبدأ يعقد اجتماعات مكوكية منها السرية ومنها العلنية، في محاولة منه لحفظ ماء وجهه، ذهب بعيداً عن غزة محاولاً استعادة شيء من “الردع” فأطلق ما أسماه جيشه “درع الشمال” للكشف عن الأنفاق في الجبهة الشمالية.

ووسط حالة الهدوء الحذر على جبهة الجنوب “غزة” والتوتر التكتيكي على جبهة الشمال “لبنان”، جاء الرد من الوسط في الضفة الغربية المحتلة، وقريباً من مدينة رام الله قريباً من مغتصبة “عوفرا” حيث نفذ مقاومون عملية إطلاق نار أدت إلى إصابة تسعة مستوطنين، ثم تمكن المقاومون من الانسحاب من مكان العملية بهدوء.

إشارات مرعبة
“عملية عوفرا” تبدو أنّها ليست فردية، وتؤشر أنّ هناك مقاومة تنمو في ظروف مستحيلة” هذا ما أكّد عليه الخبير في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، مبيناً أنّ ذلك يمثل إشارات مهمة وقوية للجميع، ومرعبة للاحتلال وجماعة التنسيق الأمني.

ويضيف العواودة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ بقاء المقاوم أشرف نعالوة حرًّا طليقاً حتى اليوم يعني أنّنا أمام مقاومة، تخرج من تعقيدات الواقع، ومن بين فكي الاحتلال والمتعاونين، لافتاً إلى أنّ هذا النوع من المقاومة هو الذي يمكن البناء عليه والتفاؤل بشأنه.

وقبل يومين دخل المقاوم نعالوة شهره الثاني على التوالي في التخفي عن أعين الاحتلال الصهيوني، عقب تنفيذه عملية بطولية في 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وبحسب العواودة، فإنّ أحد المحللين الإسرائيليين يقول: “يجب تجنيد الاحتياط بعد عملية عوفرا، لأن الجيش مشغول في عملية درع الشمالي”، متسائلاً: “شو الجيش، اللي كم حفار وجرافة في الشمال يجعلونه محتاجا لتجنيد الاحتياط لمواجهة مطارد في الضفة الغربية!”.

وكان الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني محمد دراغمة كتب على صفحته على فيسبوك معلقاً على عملية عوفراً: قائلاً: “هذه هي العملية الأولى في عهد نتنياهو كوزير للحرب”.

كبرياء الجيش!
الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، وصف عملية “عوفرا” بأنّها هجوم على كبرياء جيش الاحتلال “الإسرائيلي”.

ويضيف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “عملية إطلاق النار قرب رام الله، تؤكد أنه ما إن تخبو جذوة المقاومة بالضفة الغربية بفعل فاعلين كثر، حتى تعود أقوى مجددا، تستهدف المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي”.

ويؤكّد أنّ الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حول إطلاق النار، قد يشير لتكتيك جديد يعتبر “البندقية أفضل من القنبلة”، يسهل العمليات ضد الجيش، ويحصل على قدر أكبر من التبرير السياسي.

وأشار إلى أنّ الفيديو يظهر، أنّ المسلحين اختاروا مكانا مزدحما بالجنود، ولعل ما يقلق “إسرائيل” من مثل هذه الخلية نوعية الأهداف التي تختارها، مضيفاً: “أداؤها يشير لقدرة عسكرية تستحق الثناء، فنحن أمام عملية بحاجة لرصد، إعداد، ولعل أفضل ما بهذه العمليات بجانب استنزاف الآلة الحربية، هو الهجوم على كبرياء جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

نموذج للكابوس
المحلل السياسي إياد القرا، أشار إلى أنّ عملية رام الله الليلة تمثل نموذجا للكابوس الذي يعيشه الاحتلال، والموت يأتي له من حيث لا يحتسب، حيث الجرأة في تنفيذ العملية من الأبطال، وتظهر أننا أمام نموذج أشرف نعالوة من جديد.

وأضاف: “الضفة لا تنام حيث الأبطال، الذين يضربون على غير موعد، والمقاومة حاضرة رغم أنف التنسيق الأمني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات