عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

حركة حماس… الآفاق المفتوحة

رأفت مرة

تحتفل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذه الأيام، ومعها الشعب الفلسطيني وأنصارها على الرغم مما تعرضت له الحركة، طوال سنوات عمرها، من عمليات اغتيال وإبعاد، ومحاولات استئصال وحصار سياسي ومالي، وحروب، وأعمال تشويه، إلا أنها لا تزال حركة ثابتة على رؤيتها، فاعلة في حراكها، تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، عصية على محاولات الاستئصال، أقوى من محاولات التحجيم.

أهم ما يميز حركة حماس اليوم، بعد هذه السنوات، أنها حركة تنمو سياسياً وعسكرياً، وتتقدم جماهيرياً، وتضاعف قوتها، وهي قادرة على حشد شرائح سياسية واجتماعية كثيرة معها في مشروع المقاومة والصمود والتحرير والعودة.

وأكثر ما يميز حركة حماس في السنوات الأخيرة، أنها حققت نمواً في المجالات السياسية والشعبية، وأخرجت نفسها بمهارة من كل محاولات التحجيم والإضعاف، وتجاوزت عقبات أساسية من الحصار، وفتحت خطوطاً جديدة في العلاقات السياسية.

وإن حركة حماس حققت في السنوات القليلة الماضية شعبية وجماهيرية أكثر من أي وقت مضى، وجددت خطابها نحو أطر وطنية أوسع، وفتحت الباب أمام مشاركة سياسية أشمل.

كل ذلك، وبقيت حماس ثابتة في مربع المقاومة، تقاوم ببسالة، وتهادن بمسؤولية، وتفشل الاعتداءات كما يجب، وتضرب الاحتلال كما يجب، وأبقت معركتها في اتجاه الاحتلال الإسرائيلي فقط، وتحملت بصبر وألم قرارات وإجراءات صادرة عن جهة فلسطينية تشهر فيها، ولم تنجر لمربع الاصطدام، ولم تبتعد عن الأولويات.

وامتلكت حماس أدوات عمل جديدة في الداخل والخارج، ما دفع الاحتلال إلى توسيع دائرة المواجهة معها، وفي رفع مستوى التجسس والملاحقة، وتنفيذ عمليات اغتيال داخل وخارج فلسطين.

وفي حين كانت حماس تنفتح جماهيرياً وتوسع دائرة خطابها الوطني، وتحاور قوى إقليمية، كانت السلطة الفلسطينية للأسف تفتح معركة تلو أخرى مع حماس، بهدف تحجيمها وتركيعها وإزاحتها في غزة، وملاحقتها في الضفة، وتحجيم توسعها في الخارج، والسيطرة على سلاحها لتنفيذ هدف إسرائيلي.

وردت حماس على ذلك بمزيد من الحوار ومحاولات الالتقاء على أساس خطاب وطني جامع منبثق من التفاهمات الوطنية السابقة، ومبني على مصلحة فلسطينية خالصة.

*اليوم في ذكرى انطلاقتها، تتطلع حركة حماس إلى المحاور التالية:

1- الاستمرار في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والإنسان والتمسك بمشروع التحرير.

2- إنجاز وحدة وطنية حقيقية، وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية، وإجراء مصالحة والاحتكام للخيار الشعبي.

3- المحافظة على علاقات عربية وإقليمية جيدة، وعدم الدخول في خلافات داخلية أو معسكرات خارجية.

4- الدفاع عن القدس وتحقيق حلم الأسرى في الحرية، والدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وحماية حق العودة وحماية منجزات المقاومة.

إن حركة حماس لا تزال في مرحلة نمو، وهي قادرة على خوض معركة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والمحافظة على الوحدة الوطنية، والانتشار في المجتمع الفلسطيني في الداخل والخارج، وهذا مؤشر أساسي على وضوح الرؤية، والاستراتيجية المفتوحة نحو التحرير والعودة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات