الأقصى يجمعنا مبادرة طلابية لتأهيل حديقة مستشفى الأقصى

بعيداً عن الأقلام والكتب المقررة في قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام في جامعة الأقصى خاض طلبة مساق “حملات إعلامية” غمار تجربة عملية ليطبقوا ما تعلموه.

وتقدّم طلبة المساق بمبادرة خيرية لإعادة تأهيل حديقة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح المؤسسة الصحيّة الوحيدة التي تخدم أكثر من (300) ألف مواطن وسط قطاع غزة.

وكان قسم العلاقات العامة بالجامعة عرض على طلبة المساق فكرة تأهيل حديقة المستشفى التي تعدّ المتنفس الوحيد لمرضى المشفى ومرافقيهم قبل البدء بالبحث عن تمويل وتوفير المواد اللازمة.

نظري وعملي
منذ أربعة أيام يمضي الطالب مروان قشلان من كلية الإعلام بجامعة الأقصى معظم وقته في تطبيق مبادرة خيرية لإعادة تأهيل حديقة المستشفى والتي أسموها (الأقصى يجمعنا)، وقد شكل حلقة الوصل بين إدارة المستشفى وبقية المهمات اليومية.

يقول قشلان:”هذبنا الأشجار، وأحضرنا بساطا أخضر من النجيل، ثم قمنا طلاء الأخشاب، ولا زلنا مستمرين،  البلديات في الزوايدة ودير البلح وفروا لنا كل ما يلزم من نباتات وزهور، كلية الإعلام، وكذلك قسم العلاقات العامة شاركونا في عمل نعدّه كلنا نوعيا، لأنه يسهم بشكل إيجابي في مؤسسة مهمة كمستشفى الأقصى”.

أما زميله عديّ العطّي فيؤكد أن المبادرة هي الأولى لقسم العلاقات العامة في دير البلح، وقد تجشّم عناء ترتيب خطة العمل من يوم ولادتها على الورق حتى وصولها مرحلة قبل النهائية.

ويضيف: “فكرتنا إعادة تأهيل حديقة المشفى، طلاء جدران وإعادة تشجير وزراعة النباتات، حصلنا على تمويل من جمعية الخريجات بمدينة غزة، كما شاركنا فريق عمل من الطلبة والمتطوعين من فريق مسارات، نحن 8 طلبة من مساق حملة علاقات عامة، ويشاركنا عمال شرطة نظافة يتبعون المشفى، واثنان من الإعلاميين”.

منفعة مشتركة
في ساحة المستشفى انتشر فريق من الطلبة يرافقهم عمال شركة النظافة المناوبين، لتهذيب الأشجار ورفع الرمال، مستفيدين من آليات ومواد وفرتها لهم بلدية الزوايدة ودير البلح اللتان استحسنتا الفكرة.

يقول د. ماجد تربان عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى، إن طلبة قسم العلاقات العامة حاولوا تطبيق المساق الدراسي خارج أسوار جامعة الأقصى عندما وصلوا لمبادرة إعادة تأهيل حديقة مستشفى الأقصى في المادة العلمية (حملة علاقات عامة) ليقترن العلم النظري بالعملي.

ويتابع: “هذه مسئولية اجتماعية للجامعة تجاه المجتمع، نتجه نحو مجتمعنا المحلي، وإحدى مسئولياتنا أن يكون لنا دور، يتعلم الطلبة كيف يكون لهم في قضايا تهم المجتمع، نترك الخيار للطلبة كي يحددوا ما يريدون في الجانب العملي، ونفذنا قبل ذلك حملات مع مؤسسات رعاية وشرطة المرور”.

وكانت إدارة مستشفى الأقصى ساعدت فريق المبادرة بكمية من المواد اللازمة لإعادة تأهيل الحديقة، أهمها أدوات النظافة، وعدد من العمال لبدء العمل.

ويبدي وائل أبو سلوت المدير الإداري لمستشفى الأقصى إعجابه بما أقدم عليه طلبة جامعة الأقصى؛ لأن الحديقة مهملة من فترة طويلة بسبب أزمات الحصار ونقص المرافق اللازمة لإعادة التأهيل.

ويضيف: “هذا مكان انتظار واستراحة للمرضى ومرافقيهم، كما ترى يحتاج لإعادة ترتيب وتأهيل، نحن في إدارة المستشفى تأثرنا بنقص خدمات المستشفى في ظل اشتداد الحصار”.

وتعاني مستشفيات قطاع غزة منذ عدّة أعوام من نقص حادّ في الوقود والمستلزمات الطبيّة الأمر الذي أثّر على صحة وسلامة مرضى قطاع غزة.