عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

المزارع مرايطة.. البكاء على أطلال الأرض المسلوبة

المزارع مرايطة.. البكاء على أطلال الأرض المسلوبة

تكاد دمعته تغلبه، وهو يشير إلى أرضه في رأس المحمود فوق قرية مرده، والتي حولها الاستيطان إلى مبان ومختبرات لجامعة مستوطنة “اريئيل”، وشقق استيطانية وشوارع التفافية وحدائق وأرصفه، دون أن يتمكن من منعهم، رغم امتلاكه حجج وأرواق ثبوتيه لملكيته أرضه التي كان يزرعها في السابق.. إنه المزارع منصور مرايطة.

ووقف مرايطة (أبو العبد) البالغ من العمر (78 عاما) من سلفيت، ينظر إلى أرضه ولسان حاله يرثي ما آلت إليه أوضاع الأرض التي عاش ذكريات طفولته بها، حيث صارت مستوطنة “اريئيل” وجامعتها فوق أرضه بعد أن منعه الاحتلال منها وسلبه إياها.
 
ساعات الفجر

يقول مرايطة: “سلبت المستوطنة أكثر من 20 دونما لعائلتي، في منطقة “راس المحمود” واليوم ممنوع أن أدخل أرضي، وإن دخلتها لم يبق منها إلا القليل جدا دون الاكتراث لحالنا كمزارعين”.

وعن الأيام الجميلة في فلاحة أرضه قبل بناء المستوطنة وجامعتها يقول: “كنا مع ساعات الفجر والصباح الأولى، ومع أصوات العصافير نمضي نحو أرضنا لنزرعها، ونستمتع بصوت العصافير العذب، وكنا سعداء ندخل ونخرج من أرضنا متى نشاء، والآن أصبحت في خبر كان نتيجة الاستيطان”.

وعن أيامه في فلاحة الأرض يضيف: “كانت أيامنا أفضل وأجمل وكلها سعادة قبل الاستيطان؛ إلى أن جاء الاحتلال وقلب الوضع رأسا على عقب، وحول فرحتنا وسعادتنا إلى شقاء وإذلال، ومصادرة لأفضل وأخصب أراضينا”.

ضد القانون

وعن أرضه يتابع أبو العبد القول: “الأرض كلها فرحة وبهجة، حتى أننا كنا ننام في الأرض ونعيش الأمن والأمان ورغد العيش، نتيجة فلاحتها، وكنا نستمتع بزراعتها وحراثتها، والآن كل الذكريات راحت ولم يبق منها شيء نتيجة الاستيطان”.

ورغم التحديات يتابع منصور: “سنواصل تحدي الاحتلال والاستيطان، فالأرض تعني لنا كل شيء: طيب الحياة، والرزق الطيب، والمستقبل والوطن، والعزة والكرامة لنا وللأجيال اللاحقة، وكل إجراءات الاحتلال العقابية لن تثنينا عن أرضنا،  وسنواصل الدفاع عنها وما تبقى منها، والاحتلال لن يخلد، وسيرحل مهما طال الزمن”.

بدروه، قال الباحث في شؤون الاستيطان، د. خالد معالي، إن مصادرة أرض المزارع منصور مرايطة، وبناء جامعة استيطانية فوقها، تخالف القانون الدولي الإنساني، لأن القانون يعرف الأراضي عام 67 بأنها أراض محتلة ينطبق عليها القانون الدولي الذي يمنع بناء منشآت فوق الأراضي المحتلة، أو مؤسسات تتبع للدولة المحتلة.

وأشار معالي إلى أن جامعة مستوطنة “اريئيل” أقيمت فوق أراضٍ فلسطينية خاصة يملكها مزارعون بسطاء وفقراء من قرى وبلدات سلفيت وهي: (سلفيت ،ومردة، واسكاكا، وياسوف، وجماعين، وقيري، وكفل حارس)، لافتا إلى أن الاحتلال استغل نظرة الاحترام والتقدير للعلم وطلب العلم؛ وبنى جامعة استيطانية وهي الوحيدة في الضفة الغربية. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات