الخميس 09/مايو/2024

رسائل النار التي أطلقها السنوار.. دلالات ومآلات

رسائل النار التي أطلقها السنوار.. دلالات ومآلات

جملة من الرسائل النارية التي حملها رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار، في مهرجان تأبين شهداء خان يونس، أكّد خلالها بما لا يدع مجالاً للشك أنّ المقاومة على أتم الجهوزية لكل المخططات الاحتلال السرية منها كما جرى في خان يونس، والعلنية من التصعيد والاستهدافات المباشرة.

رسائل السنوار التي حملها على لسان قائد كتائب القسام محمد الضيف، مثّلت جداراً ناريًّا لكبح جماح الاحتلال ضد أي عدوان مباغت على قطاع  غزة ردًّا على سقوطه الأمني والعسكري والسياسي المدوي خلال العدوان الأخير.

خطاب نصر
المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، وصف خطاب السنوار ليلة أمس بـ”خطاب النصر”، مبينًا أنّه وضع النقاط على الحروف للمرحلة المقبلة، كان أبرزها أنّ زمن العربدة “الإسرائيلية” قد ولى، وأنّ كل تطاول له ثمن غالي جدًّا وأنّ القصف بالقصف والدم بالدم.

وأشار سويرجو، إلى أن الخطاب حمل رسالة بأنّ “زمن الحروب الحاسمة لم يعد قائمًا، وتوازن الرعب غير المعادلة السياسية، التي تستند أنه لا حسم للمعركة مع غزة، لأنّ هناك غياب للحلول البديلة، بل أصبحت لا تحاول الحسم لأنه لا بديل أمام الفلسطيني سوى القتال الموجع والمؤلم والمدمر ولا طاقة لكم بذلك”.

وأشاد المحلل وهو قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ “خطاب السنوار أكّد أنّ غرفة العمليات المشتركة هي فلسطينية جامعة، ومشروعها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأنّ الحديث عن دولة غزة سيكون مثيلا لتجربة السولار والدولار حق، وسنأخذه بالقوة وسنضرب بيد من حديد إذا ماطلتم”.

كما أكّد أنّ الخطاب يدلل، أنّ أي نوع من المفاوضات لن يكون إلا تحت النار وضربات المقاومة، “وأي حديث عن استراتيجية المفاوضات هو عبث ومضيعة للوقت”، مبيناً أنّ الطريق الأقصر نحو الهدوء هو الاعتراف بحقوقنا، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير.

وفي ذات السياق؛ أشار سويرجو أنّ الحضور المصري اللافت لمهرجان التأبين، يعني “اعترافا أمام العالم أن هؤلاء الشهداء ليسوا إرهابيين بل مقاتلي حرية”، مبيناً أنّ هذا سيكون له دلالات مستقبلية أولها أن تفرض غزة نفسها على الطاولة الدولية”.

استعداد المقاومة
“دلالات خطاب السنوار تؤكد أن المقاومة باتت أكثر استعداداً وقوة أكثر من أي وقت مضى، وأنّها استغلت السنوات الأخيرة من أجل تعزيز وتطوير قدراتها” هذا ما أكّد عليه المحلل السياسي عماد أبو عواد.

وأشار أبو عواد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ خطاب السنوار يشير إلى أنّ ما تملكه المقاومة أكثر بكثير من توقعات الاحتلال، معللاً: أنّ “المقاومة استخدمت كمية هائلة وإمكانيات غير مسبوقة في الرد على العدوان الصهيوني، هذا ما يدلل أنّ حربا أطول ستكون أشرس، وتحمل ما هو أضخم من ذلك”.

وكان السنوار قد تحدث للجماهير قائلاً: “جلست إلى القائد محمد الضيف، وسألته هل أخبر الناس عن الرشقة الصاروخية المجهزة لتل أبيب، فقال: دعها تتحدث عن نفسها”.

وأكّد أبو عواد، أنّه من الواضح أنّ المقاومة تفهم استراتيجيًّا أين تتجه، وتدرك نقاط ضعف العدو، “وهي مستعدة لأبعد الحدود للتضحية على المستوى التكتيكي القريب أو الاستراتيجي” كما قال.

ونوه المحلل السياسي، أنّ الخطاب كان واضحاً أنّ رفع الحصار وإدخال الأموال والسولار إلى غزة غير مرتبط بأي ابتزاز للمقاومة، وهو حق مشروع للشعب الفلسطيني، مضيفاً: “الخطاب قطع الشك باليقين أنّه لا مقايضة للمقاومة مقابل الدولار والسولار”.

ويشيد أبو عواد، بالحاضنة الشعبية للمقاومة، لافتًا أنّ المقاومة ماضية في مشروعها ومستمرة فيه، ولديها قيادة جاهزة لتحمل النتائج، “كما لديها جيل يحتضن هذه المقاومة، فالمقاومة في كفة والحاضنة الشعبية لا تقل أهمية وهي أهم من المقاومة بذاتها وخروج مقاومة بهذه القوة ورائها جيل عظيم يحتضنها ويتبناها ويدعمها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات