الأحد 16/يونيو/2024

الفنّان عيّاش.. عندما تنطق الكتل الصماء جمالا

الفنّان عيّاش.. عندما تنطق الكتل الصماء جمالا

كل شيء في منزل الفنّان التشكيلي “فارس عيّاش” يفصح عن حكاية من عالم مختلف، كتل صمّاء منحها التعبير، ولوحات فنيّة تروي مشاعر متباينة ومجسّمات من عوالم أخرى.

يمضي الفنّان التشكيلي “عيّاش” معظم وقته في ورشة العمل فوق سطح منزله، فهناك يحتفظ بمواد لا يلقي لها عامّة الناس بالاً، لكنه يترجمها فوق لوحاته الفنيّة.

بدأ عيّاش (41 عاما) كرسام موهوب انتقل من العمل فوق الورق إلى القماّش والجداريات، لكن الكتلة والفراغ استهوته فأراد أن يتدخل في شؤونها، كما يقول.

يعزو عيّاش جزءًا من موهبته لأسرته التي تأثرت بالفن الذي تسلل إلى أصابع والدته وجده، حتى تمكن من تطوير مهاراته وأفصح عنها فنّه التشكيلي.


موهبة متصاعدة

“ممارسة الموهبة تأخذ بيدك كي تكون أو لا تكون، الرسّام يرسم فقط، أما الفنان التشكيلي يعيد تشكيل ما حوله من خامات”، بهذه الكلمات يعرّف “فارس” عمله المحبب إلى قلبه.

ويضيف: “أشكل ما حولي من خامات كتل -ألوان- مجسمات، لتخدم أفكار معينة اجتماعية أو سياسية تترجم فوق الورق أو الطين أو الحجارة أو ما أراه مناسباً”.


تتوزع في حديقة منزله مشغولات فنيّة لمجسمات لوحّت الشمس ألوانها، بعضها يجسّد أواني للزهور وأخرى للتراث الفلسطيني القديم.

لعبت دراسة التربية الفنيّة في الجامعة دوراً مهماً في فنّه، فتخصص بعدها للنحت، لإبراز مجسمات ثلاثية الأبعاد محاولاً الإجابة على سؤال: “كيف يكون للكتلة الصمّاء شكل”، فبدأ بمجسمات صغيرة وانتقل للضخمة.

ويتابع: “قمت بعمل فنّي لمجسم قبل اندلاع حرب الفرقان بعنوان ذراع الدّمار، ثم ذراع النصر، عندما اشتهر فنّي بدأت بتلقي طلبات لأداء أعمال فنيّة، فآخر مجسماتي هو النصب التذكاري على دوار ميناء غزة لأبطال عملية مستوطنة زيكيم في حرب عام 2014”.


اضطلع عيّاش على الفن في المدرسة الواقعية والكلاسيكية والتجريدية، لكنه بدأ يميل لتقديم فنون تحمل فكرة ومفهوم يقرؤها كل إنسان حتى لو كانت مجرّد إيماءة فنيّة بسيطة لكن هدفها إيصال رسالة للمشاهد.

أعمال فنيّة

في حجرات المنزل أوقف عيّاش “خيوط الزمن” عن لحظات مترجماً إحساسه ورؤيته للأشياء من حوله فنقش فوق الحجارة الصمّاء مجسّمات، وطوّع الباستيل في ريشته فوق القماش لوجه بتقاسيم متباينة.

أقام عيّاش عام (2014) معرضه الفنّي الأول بعنوان (وجوه لا تنطفئ) وهو مجموعة وجوه لأطفال تفاعلت من يوميات الحرب بالخوف والرهبة وحتى لحظة الفرح عند انتهاء الحرب، وقد استمدها من وجوه حوله ووجوه بناته الثلاث.


ويتابع: “اعتمدت الرسم بألوان الباستيل واكريليك وأنتجت 20 لوحة، وواصلت العمل خمسين يوما طوال الحرب، كنت أهرب للرسم في قبو المنزل، وعند القصف أترك اللوحات ثم أعود مرةً أخرى، وقد فاجأت الجمهور بما رسمت”.

فوق سطح المنزل يغرق عيّاش في عالمه الخاصّ لساعات في ورشة هي عبارة عن سقيفة متواضعة تتشابك فيها مئات الأواني البلاستيكية والمعدنية، وقطع خشبية بأحجام مختلفة، وآنية ألوان وطلاء”.


يقول عيّاش: “لدي طقوس قبل العمل، فأنا أعيش صراعا مع نفسي، ويكون عقلي مشغولا، أفضل أن يترك لي من يطلب لوحة أو مجسّم تصميم الفكرة، فأحوال الفنان بغزة صعبة، فهو يعاني مشاكل الحصار التي تستنزفه”.

ينبه إلى دور الفنان التشكيلي في التعبير عن قضايا وطنه وإرسال مفاهيم، بل وأحياناً التدخل لحل مشكلة بطريقة خاصّة مع أصحاب القرار من حوله.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...