السبت 29/يونيو/2024

الشهيد هاني عفانة.. تحققت الوصية ودفن جوار ابن عمه جمال

الشهيد هاني عفانة.. تحققت الوصية ودفن جوار ابن عمه جمال

الجرح الثاني في عائلة عفانة خلال أسابيع؛ فبعد ارتقاء الطفل جمال لحق به قبل عدة أيام ابن عمه هاني (30 عاما)، وكلاهما استشهد في مسيرة العودة على حدود غزة.

وكان قناصة الاحتلال الإسرائيليون قد قتلوا الشهيد هاني عفانة خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى، بإطلاقهم رصاصة متفجرة أصابت قلبه مباشرة.

ولا تزال صور الشهيد الطفل جمال عفانة معلّقة فوق جدران منزله بمخيم الشابورة، وثبّتوا حديثاً إلى جوارها صورة ابن عمه هاني الذي يبدو في إحداها مرتدياً قميصاً يحمل صورة الطفل جمال.


والد الشهيد هاني عفانة

آخر جمعة

حديث هاني لوالدته كان مستغرَبًا في البيت صباح جمعة الرحيل؛ فقد أخبر أمه أنها آخر جمعة له في الحياة، وتأكد الحدس بعد ساعات.

يقول والد الشهيد هاني: “قبل ساعات من استشهاده ردّ عليّ السلام، وذهب للحدود، وبعيْد العصر حدث إطلاق نار مباشر عليه وعلى من معه، وقفوا سلميًّا وفقده أصدقاؤه، ثمّ وجدوه مضرّجاً في دمه”.

بعد إصابته برصاصة اخترقت قلبه وأصابت شظاياها ذراعه، حاول هاني الزحف على الأرض طلباً للأمان، لكن غزارة النزيف أفقدته الوعي، وأكد هذه التفاصيل طاقم المسعفين والصحفيين الذين كانوا في الجوار.

ويتابع: “بعد استشهاد ابن عمه الطفل جمال بدأ يشارك في المسيرة دون انقطاع، وآخر يوم ودّعنا وقال لأمه: هذه آخر جمعة لي، ولحظة إصابته شعرت بانقباضة في قلبي دون معرفة ما جرى هناك”.

تضطرب كلمات الأب، فيتدخل عمه والد الشهيد الطفل جمال لاستكمال تفاصيل حول سلوكه في الساعات الأخيرة كيف طلب منهم مسامحته، مشدداً أنها الجمعة الأخيرة من حياته.

شهيد جوار شهيد

“ادفنّي بجوار ابن عمي جمال، واصنعوا جنازة محترمة، واتركوا أهلي يودعوني بشكل مريح”، بهذه العبارات أوصى هاني شقيقه أحمد (23 عامًا) في آخر يوم من حياته.


شقيق الشهيد هاني عفانة

شهد أحمد الجدال المحتدم بين هاني ووالدته التي أوصته بعدم الذهاب للحدود، لكنه كرر على سمعها “هذه آخر جمعة”، حتى وقع ما توقع.

وبعيداً عن أجواء منزل الشهيد عفانة في مخيم الشابورة توجه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى المستشفى الأوروبي شمال رفح حيث يرقد السيد رياض أبو عيادة (53 عامًا) المصاب في الحادث نفسه.

يبدو أبو عيادة في حالة نوم اضطراري أوصاه به الأطباء ويحاول التنفس بصعوبة من أثر خرطوم طبّي ثبّته الأطباء في أنفه.

يقول جهاد ابنه البكر: “تلقى أبي عيارًا ناريًّا في صدره اخترق بطنه، وأصاب الكبد والقولون والبنكرياس والكلى، واستأصلوا لذلك جزءًا من البنكرياس، ولا يزال تحت الرقابة الطبيّة”.

يشير أبو عيادة بسبابته دون أن يفتح عينيه مؤكدًا وعيه الكامل بحديث ابنه جهاد، مشيراً إلى أن شظايا الرصاص لا تزال تؤلمه في بطنه.


رياض أبو عيادة – أصيب في حادثة استشهاد هاني عفانة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات