الإثنين 20/مايو/2024

بئر الزاوية.. حرب العطش على الفلسطينين لري حدائق المستوطنين

بئر الزاوية.. حرب العطش على الفلسطينين لري حدائق المستوطنين

ما أن يطل المرء على وادي بلدة الزاوية الشمالي غرب سلفيت حتى ترى عيناه بئر ماء ارتوازي، ليس للفلسطينيين فيه حظ نصيب، ولا حتى شربة ماء، بل يذهب كله للمستوطنين لتعبئة برك السباحة لهم، وري حدائقهم التي ترتوي بالماء المسلوب من المياه الجوفية للفلسطينيين تاركة إياهم يستجدون شربة الماء.

وعام تلو عام يمنع الاحتلال الفلسطينيين من الاستفادة من بئر ارتوازي بلدة الزاوية، ومن حفر أي بئر ارتوازي في محافظة سلفيت، فيوم الخميس الماضي داهمت قوات الاحتلال منطقة واد سلامة غرب سلفيت، وأوقفت بلدية سلفيت عن مواصلة حفر بئر ارتوازي يروي عطش المدينة المتزايد خاصة، في ظل نموها العمراني.

معاناة البلدة

وعن إغلاق البئر الارتوازي في بلدة الزاوية يقول رئيس بلديتها نعيم شقير لـمراسلنا، إن الاحتلال منع تزويد المياه من البئر منذ عام 2002، بحجة أنه غير صالح، وأنه قبل ذلك كان يضخ للبلدة ما يكفيها من مياه، والآن هو مغلق بأمر الاحتلال.

وأضاف شقير بان البلدة تعاني كل عام كغيرها من البلدات والمدن الفلسطينية من قلة المياه، وهو ما يتسبب بمعاناة متزايدة للأهالي، قائلا: “لو أتيح أن يعاد فتحه لغذى المنطقة بأكملها، ولكن الاحتلال يمنع ذلك، ونحن في عام 2018 الآن”.

ويشير المزارع أحمد موقدة إلى أن تضييقات الاحتلال على بلدة الزاوية ليس فقط في المياه، بل إن الجدار اقتطع جزءا كبيرا من الأراضي، وكذلك مستوطنة القناة، والمزارعون يعانون في كل موسم زيتون والذي هو على الأبواب من عدم السماح بدخول حقولهم، إلا في أوقات ضيقة وقليلة، وهو ما يعرضهم لخسائر متواصلة.

حجج باطلة

بدوره كشف الباحث د. خالد معالي أن كمية المياه التي كان يزود بها البئر بلدة الزاوية تقدر يوميا ب 1500 كوب، وهذه الكمية كافية للتغلب على النقص الحاد في كميات المياه، في منطقة الزاوية ورفات ودير بلوط.

وأكد معالي أن حجج الاحتلال بعدم صلاحية البئر هي غير منطقية، وهو ما يعني خسارة فادحة للبلدة لا تعوض، وأن مشكلة المياه تتجدد كل عام في فصل الصيف لغالبية قرى ومدن الضفة جراء سياسات الاحتلال والتمدد الاستيطاني المتواصل.

ولفت معالي إلى أن الاحتلال سبق وأعلن عن مصادرة 2400 دونم من أراضي البلدة، وكذلك نيته إقامة مقبرة للمستوطنين على حساب أراضي المزارعين؛ حيث أصدروا قرارهم بإقامة أضخم مقبرة للمستعمرين تتسع لدفن 35 ألف جثة، وذلك بعد امتلاء مقبرة مستعمرة “بركان” المقامة على أراضي محافظة سلفيت، حيث يوجد أكثر من 33 مقبرة إسرائيلية في الضفة الغربية، 40% منها قائم على أراض فلسطينية خاصة.

وأوضح معالي أن سياسة التعطيش التي ينتهجها الاحتلال ما بين فترة وأخرى في مناطق الضفة الغربية كافة، تخالف القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة التي لا تجيز التأثير سلبا على موارد الشعب الواقع تحت الاحتلال. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات