برج اللقلق.. حصن القدس المنيع

يعد “برج اللقلق” من أشهر معالم القدس ويقع في الزاوية الشمالية – الشرقية لسور المدينة المقدسة، مقابل المتحف الفلسطيني “روكفلر”.

بني هذا البرج في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، كما يقول مدير السياحة والآثار في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس يوسف النتشة، ويستدل على ذلك من النقش الكتابي على الوجه الشرقي من البرج.

ويصف النتشة، لمراسلنا، معالم البرج، قائلا: “له أربع واجهات أشهرها الواجهتان الشمالية والشرقية اللتان تضمان مجموعة من الزخارف الهندسية والنباتية المكونة من مجموعة من الدوائر الحجرية، وهناك زخرفة حجرية كبيرة، تتألف من محارة، يشع منها ٢٠ ضلعا مجوفا تنبثق من فص حجري بارز ذو أضلاع مجدولة”.

ويوضح أن البرج يتكون من طابقين يتم الوصول إليهما عبر مدخل صغير بسيط التكوين من جهة الغرب، ويتشكل الطابق الأول من غرفة شبه مربعة جدرانها الشمالية والشرقية والجنوبية جزء من سور المدينة، وفيها طاقات طولية الشكل لغايات الرماية.

المشروع الصلاحي 

بدوره، يقول  الباحث في تاريخ القدس والأقصى ناجح بكيرات، إن بناء البرج يأتي ضمن المشروع الصلاحي (صلاح الدين الأيوبي) لتحصين مدينة القدس في 587 هجري- 1187م، مضيفا أنه يطل على أماكن حساسة، كانت تشكل نقطة ضعف في سور المدينة، وبالتالي الوظيفة المعمارية للبرج كانت للحماية والتحصين.

ويشير أيضا إلى أن البرج يطل على عدة أماكن هامة، وهي المتحف الفلسطيني الذي يعرف اليوم بـ”روكفلر”، وعلى منطقة كانت تسمى قديما بسوق الجمعة، الذي كان يختص ببيع الأغنام والمواشي، وكذلك على المقبرة اليوسفية.

وعلى أرض البرج والمساحة الممتدة داخل البلدة القديمة يقع مركز برج اللقلق، إذ تصل مساحته إلى 9 دونمات، مما يجعله المركز الأكبر، كما يحتل موقعاً استراتيجيا في الركن الشمالي الشرقي للمدينة، حيث يطل على ساحات المسجد الأقصى وعلى جبل الزيتون.