السبت 09/نوفمبر/2024

أم حذيفة جرار.. وحيدة بعد أن سلبها الاحتلال زوجها وابنها

أم حذيفة جرار.. وحيدة بعد أن سلبها الاحتلال زوجها وابنها

تجلس أم حذيفة  جرار، وحيدة في منزلها بمدينة جنين، بعد أن كان منزلها يعج بالحياة، لكن طاولة سفرتها اليوم خالية، بعد أن تقاسم أفراد أسرتها السجن والغربة.

فزوج أم حذيفة ونجلها الأصغر أمجد معتقلان في سجون الاحتلال، فيما ولدها وابنتها البكر في تركيا يكملان دراستهما، أما ابنتها زيتونة ما زالت على مقاعد الدراسة في جامعة النجاح في مدينة نابلس.

“من أصعب ليالي عمري”، هكذا وصفت أم حذيفة ليلة إعادة اعتقال زوجها الشيخ عبد الجبار جرار، بعد مرور سبعين يوماً فقط، على تحرره من أسره، بعد اعتقال إداري استمر أربعة أشهر.

وتروي أم حذيفة تفاصيل اعتقال زوجها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” بالقول: “خلال عودة الشيخ جرار من زيارة لتهنئة النائب الشيخ حسن يوسف بتحرره من سجون الاحتلال، من مدينة رام الله الى جنين، انقطع اتصالها بزوجها عند الساعة التاسعة والنصف ليلاً، وبدأ التوتر يتسلل إلى عقلها وقلبها، و الهواجس ترسم لها أن المستوطنين قد اعتدوا عليه، خاصة مع استشهاد السيدة عائشة الرابي قبل عدة أيام بذات الطريق”.

ومع كل ثانية تمر، كان يزداد اشتعال القلق في قلبها على مصير زوجها، وتشير أم حذيفة: “بأنها ليلة قاسية جدًّا وتعجز الكلمات عن وصف شعورها فيها، ولما جاء الخبر باعتقاله وثلاثة من رفاقه، هان عليها الخبر رغم قسوته، فهو أهون من تعرضه لاعتداء المستوطنين”.

سرقوا فرحة الإفراج

وتعرض الشيخ عبدالجبار للاعتقال (26 مرة) في سجون الاحتلال، كما تقول زوجته أم حذيفة، وقد بلغ مجموعها (11عاماً)، أكثر من 8 أعوام منها في الاعتقال الإداري، وقد تحرر من اعتقاله الأخير في (8/8/2018).

وقبل أن يمضي أسبوعٌ واحد على تحرره، وفي غمرة الفرحة بحريته، اقتحم الاحتلال منزل العائلة في (15/8/2018) واعتقل أصغر أبنائها أمجد (22 عاماً)، وما زال موقوفاً في سجن مجدو، وينتظر جلسة استئناف في محكمة عوفر في (23/10/2018).

وتشير أم حذيفة: “أنها الآن تعيش أصعب أيامها بغياب زوجها ونجلها أمجد” منبهة: “عشت ذات التجربة في العام 2011 باعتقال نجلي حذيفة، فقلت لزوجي: هذا أقسى ألم أتعرض له، وبعده بقليل اعتقل أبو حذيفة، فقلت لا اعتقد أن يأتي ألم أشد عليَّ مما أنا فيه”.

وأكدت: “لكنني الآن أعيش الفترة الأصعب لكوني وحيدة، وجميع أبنائي وزوجي تقاسمتهم السجون والغربة”، لكنني راضية بقضاء الله، ويبدو أن قدر الشعب الفلسطيني أنه كلما كبر.. تكبر معه الابتلاءات، وكل ابتلاء يكون أقسى مما قبله”.

اعتقالات وأمرض

وخلفت الاعتقالات المتتالية في جسد “أبو حذيفة” الكثير من الأمراض، كالضغط والسكري والقلب، وديسك في ظهره، وخشونة بركبة رجله اليمنى، بحسب زوجته.

وتقول الزوجة المكلومة، إن سجون السلطة أيضا نالت هي الأخرى من زوجها وأبنائها، إذ تعرض أبو حذيفة للاعتقال 12 مرة بما مجموعه عامٌ ونصف العام، تخللها تعذيب قاس في سجون جنين وجنيد بمدينة نابلس، ورام الله وأريحا وأفرج عنه بعد تحويله أربع مرات إلى العناية المكثفة في المستشفى بأعراض جلطة.

أم حذيفة هي الأخرى لم تكتف بـ “مرض الفراق” حتى أصابها الضغط وغيره من الأمراض المزمنة، إذ تقول: “في أول زيارة لنجلي أمجد خلال المحكمة في 5/9/2018، هالني منظره، فلقد كان شاحباً أصفر الوجه ويعاني من رعشة في جسده، ورغم أنني تمالكت نفسي أمامه، إلا أنني ما لبثت عند فراقه أن فقدت الوعي، وتبين إصابتي بارتفاع حاد في الضغط”.

وترى “المرأة الصابرة” أن الاحتلال يسعى باستمرار لتغييب القيادات، لا لتهمة حقيقية اقترفوها، بل من أجل تغييبهم عن الساحة، وتؤكد أنها ستبقى مساندة لزوجها في رسالته، مهما أصابها من محن، “وهو جزء يسير تقوم به في خدمة قضيتها العادلة”.

Message body