الجمعة 17/مايو/2024

إسرائيل دموية.. المقاومة تردعها والفلسطينيون لن يرفعوا الراية البيضاء!

إسرائيل دموية.. المقاومة تردعها والفلسطينيون لن يرفعوا الراية البيضاء!

لم يعد يخفى على أحد من العالمين أن دولة الاحتلال قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني وأشلائه، وأنها تحافظ على بقائها عبر قهره وقتله وسرقة حياته وأحلامه وآماله.

صحيح أن العالم لا زال يقف بشكل غير أخلاقي إلى جانب “إسرائيل” سواء عبر دعمها رغم علمه بإجرامها ودمويتها أو عبر الصمت والوقوف على الحياد في وقت أصبح فيه ذلك خيانة لكل القوانين الإنسانية والمبادئ التي يتغنى فيها العالم ليل نهار.

دموية وغطرسة
ولعل مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس، وعسكر فيها الفلسطينيون بشكل سلمي أمام السياج الفاصل شرق قطاع غزة، كانت خير شاهد على دموية الاحتلال وفاشيته وتعطشه للدماء والقتل دون سبب أو مبرر إلا أنها ترى أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.

فلقد استخدمت “إسرائيل” أحدث الذخائر القاتلة لمواجهة متظاهرين عزل خرجوا بعد اثني عشر عاماً من الحصار الخانق، وسبعين عاماً من اللجوء والتشريد للمطالبة بأدنى حقوقهم البشرية بكسر الحصار والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً، وهو ما أدى لارتقاء ما يزيد عن 200 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب المدنيين السلميين العزل، وإصابة أكثر من 20 ألفا عدد منهم أصيبوا بحالات بتر وإعاقات مستديمة.

ورغم هذا الإجرام الذي لا يتوقف، تعبر “إسرائيل” عن غضبها لأي موقف يعريها أكثر أمام العالم، فشاهدنا كيف أن مندوبيها قد انزعجوا وانسحبوا خلال كلمة رئيس مجلس النواب الكويتي مرزوق الغانم في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، والتي قال فيها: ” منذ أكثر من 70عامًا يرفع الفلسطيني غصن زيتون، فتجاوبه الصواريخ ومدافع الهاون، وعندما يرفع حجرًا تتلقاه البندقيات الآلية بأزيزها المقزز”.

وتابع قائلاً: “إن من ينتظرون أن يرفع الشعب الفلسطيني خرقة بيضاء، ويغادر أرضه إلى المجهول، أقول لهم لن يحصل أبدا”، مضيفا: “نقول بالعربية؛ هذا عشم إبليس بالجنة”.

تنزعج “إسرائيل” من هذا الكلام الذي يعد جزءاً بسيطاً من حقيقتها الدموية، بينما تكشف مؤسسات حقوقية وإعلامية أنها لم تكتف بقتل المشاركين في المسيرات فحسب؛ بل استهدفت بشكل ممنهج من يعملون على نقل الحقيقة من الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام ما أدى لاستشهاد عدد منهم كان أبرزهم الشهيد الصحفي ياسر مرتجى.

فقد كشف تقرير صدر اليوم السبت عن إصابة 247 إعلاميا وصحافيا من بينهم 32 صحافية، بلغت الإصابات بالرصاص الحي وشظايا الرصاص المتفجر 78 إصابة، منذ انطلاق مسيرات العودة نهاية مارس المنصرم.

أغلب الإصابات، كما أوردت لجنة دعم الصحفيين، كانت في الأطراف السفلية بالرصاص الحي والمطاطي، “مما يدلل على نية الاحتلال إطلاقها بشكل متعمد في الأماكن التي تواجدت بها الطواقم الإعلامية العاملة في المحطات المحلية والعربية والدولية واستهداف أطرافهم”.
 
مجاهرة بالإجرام
كل ذلك مارسته “إسرائيل” ولا زالت بعيداً عن أي عقاب أو محاسبة، بل على العكس قد تجد من يدعمها ويساندها ويدافع عنها ويقدم لها المعونة السياسية والعسكرية، ويمدها بالسلاح والعتاد لمواصلة إجرامها الدموي، وهو ما يجعل قادتها يفتخرون بما ارتكبوه من مجازر بحق الفلسطينيين دون رادع أو خوف.

ولم يكن أولهم المجرم أيهود باراك الذي تفاخر، في تصريحات حديثة، بقتله لـ 300 فلسطيني ينتمون لحركة حماس خلال ثلاث دقائق ونصف في إشارة إلى الحرب الأولى على غزة عام 2008-2009.

وقال إنه في حال توليه مقاليد الأمور في “إسرائيل”، أو في حال تولي منصب “وزير الدفاع” سيكون بإمكانه قتل المئات من الفلسطينيين.

هذه التصريحات الدموية دفعت القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” سامي أبو زهري للقول، إن اعترافات إيهود باراك أنه قتل 300 فلسطيني خلال 3 دقائق تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي كيان إرهابي يقوده مجموعة من القتلة.

وأضاف أبو زهري في تغريدة عبر تويتر، أمس الجمعة، أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء هذه الاعترافات الخطيرة.

مقاومة تردع وشعب لا يركع
ورغم هذه الدموية الإسرائيلية الطاغية، فلا زال الفلسطيني يمتلك روحاً وقادة وقدرة عجيبة على مواجهة المحتل وحماية مقدساته وترابه، والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف نسف قضيته من أساسها، عبر استهداف ثوابتها الأساسية؛ القدس واللاجئون وحق العودة.

وما تواصل مسيرات العودة وصولاً إلى جمعتها الثلاثين بهذا الزخم الجماهيري القوي، والمشاهد البطولية التي أعجزت الألسن عن الوصف، وجعلت منها كابوساً يطارد صناع القرار في دولة الاحتلال ليجعلوا مسألة إيقافها أولوية قصوى.

عدا ذلك، ورغم الاستهداف المركز لغزة بالحصار والتجويع والإجراءات والعقوبات على أمل أن ترفع الراية البيضاء، إلا أن محاصريها اليوم باتوا على قناعة أنها لا يمكن أن تركع أو تستسلم أو ترفع راية الهزيمة.

علاوة على أن تتوقف عن مسيرتها في الدفاع عن نفسها والإعداد لتحرير بقية التراب الفلسطيني المحتل.

ولعل الأحاديث الإسرائيلية المتواترة عن غزة وقدرتها على الصمود في وجه دموية الاحتلال رغم قلة عتادها مقارنة بترسانة الاحتلال، دليل دامغ على ذلك.

فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، ينقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع لن تنتهي بضربة جوية، لأن حماس والجهاد الإسلامي تمتلكان قدرة صاروخية كبيرة، وبعضها أكثر خطورة من السابق، وخاصة على منطقة “غلاف غزة”، حيث سيسقط قتلى في الطرف الإسرائيلي.

ويرجح كسبيت ألا يقْدم نتنياهو على دفع مثل هذا الثمن الباهظ، خاصة وأنه لا يوجد لديه استراتيجية لإسقاط حماس، بل العكس، ولذلك فإنه سيعود “بعد دفن نصف كتيبة من الجنود الشباب” إلى المربع الأول، وهو ما يجعل غالبية الوزراء يدركون أيضا أن الوضع الراهن هو “جنة عدن” بالنسبة للخيارات الأخرى، وفق تعبيره.

وعليه فإن غزة التي ترسم اليوم لوحة مقاومة شعبية سلمية زاهية تقف خلفها مقاومة عسكرية حكيمة متوازنة، شهد بحكمتها وقدرتها العدو قبل الصديق، ترسل رسائل لا غبش فيها أنها ماضية في طريقها مهما عظمت التضحيات، وتزايد الإجرام والدموية الإسرائيليةـ، فمن يملك الحق لا يخشى العواقب في طريق تحقيق أهدافه للوصول إليه، فكيف لو كان هذا الحق هو فلسطين.

باختصار فإن الموت على أعتاب فلسطين الطاهرة لن يكون ثمنا غاليا من وجهة نظر الفلسطيني إذا كانت النتيجة فلسطين عربية إسلامية حرة يعلو في أرجاء مسجدها الأقصى الأذان، وتصلى فيه صلاة النصر والتحرير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية...

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام في غمرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني رفضاً للاحتلال، وطلباً للحرية، ودفاعاً عن المقدسات، تتواجد ثلّة...

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان الختامي الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت...