هل ستتراجع حدة مسيرات العودة؟
بذلت دولة الاحتلال الإسرائيلي جهودا جبارة وتحديدا في الأيام الأخيرة من أجل تحقيق هدف إضعاف فعاليات مسيرة العودة، مستغلة ما عُدّ على نطاق واسع كخلل داخل الجبهة الفلسطينية، وهو إطلاق صاروخ السبع، وقد تضمنت الجهود الإسرائيلية القيام بحرب ناعمة استخدمت فيها ماكنتها الدبلوماسية والتصريحات والمواقف والتهديدات العلنية المترافقة بنشاط عسكري على الحدود مع غزة. فهل سيؤدي ذلك إلى تراجع تكتيكي أو استراتيجي في مسيرات العودة؟
يظهر السلوك الإسرائيلي الفعلي على الأرض، أن دولة الاحتلال مستعدة لاستيعاب احتجاجات من نوع معين على السياج الفاصل، شريطة أن لا تشمل كثافة في إطلاق البالونات الحارقة واختراقات السياج وإلقاء العبوات، أي ألّا تشمل احتكاكا بوتيرة عالية المستوى، إنما بوتيرة محدودة. الأمر الذي يسمح للفلسطينيين المضطهدين في غزة بالاحتجاج والتعبير عن غضبهم من استمرار تفاقم الأزمة الانسانية بسبب الحصار العسكري الاسرائيلي الظالم، ولا يسمح بالوصول إلى درجة التأثير المطلوبة كي تغير “إسرائيل” سياستها في المماطلة والتلكؤ لكسر الحصار.
وهنا يجد الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة أنفسهم أما خيارين؛ الأول: إما التراجع التكتيكي والاستجابة للضغوط الكبيرة وتخفيف حدة فعاليات مسيرة العودة –وليس وقفها بأي حال– لإعطاء فرصة جديدة وللمرة (العاشرة) لجهود التهدئة ورفع الحصار دون أن يمنع ذلك الجماهير الفلسطينية من العودة مرة أخرى لرفع وتيرة الفعاليات متى تشاء وذلك ضمن ما قد سمي باستراتيجية استنزاف العدو، والتي تقضي بـ”تقدم إذا تراجعوا، وتراجع إذا تقدموا”، قد يتم تفسير ذلك من قبل البعض أنه ضعف، وقد تستغل “إسرائيل” ذلك وتسوقه كنجاح لسياسة التهديد والحرب الناعمة – الخشنة – التي شنتها وتحديدا بعد صاروخ السبع، ولا ينفي ذلك حقيقة أن هذا خيار مضمون ويعطي إمكانيات عالية للمقاومة باستمرار تحكمها بمجرى المسيرات وبنتائجها.
أما الخيار الثاني فهو المضي قدما في فعاليات مسيرات العودة بنفس وتيرة الأسابيع الأخيرة وتحت مبررات عادلة، حيث وصل الحصار إلى ذروته والمماطلة والتلكؤ في كسره إلى قمتها وإخلاف وعود الاحتلال إلى درجة غير مسبوقة، لذا فلا خيار سوى الاستمرار بقوة ودفع الأمور إلى حافة الهاوية وليكن بعدها ما يكون، فليس للشعب الفلسطيني ما يخسره سوى ثلاث ساعات كهرباء يوميا!
إن احتمالات نجاح الخيار الثاني أي التوصل لتفاهمات يتم تنفيذها مباشرة واردة وممكنة بدرجة معينة، حيث التجربة مع “إسرائيل” أنها لا تتخذ القرارات إلا تحت الضغط العالي، أي لا تفهم إلا لغة القوة، و لكنه خيار يحمل مستوى عاليًا من المخاطرة.
من المتوقع أن تختار المقاومة الفلسطينية الخيار الأول (لآخر مرة) وهو التراجع التكتيكي المحدود والمسقوف بزمن معين، ولا يتضمن التزاما بتغيير جوهري في فعاليات مسيرة العودة كتراجع ثابت للمتظاهرين مسافة 200- 500 متر، كما ترغب وتريد “إسرائيل”، بمعنى آخر إبقاء خيار التحكم بالتصعيد والتخفيف بيد الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال والحصار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...