عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

مدير بتسيلم لمجلس الأمن: حان وقت الفعل لوقف اعتداءات إسرائيل

مدير بتسيلم لمجلس الأمن: حان وقت الفعل لوقف اعتداءات إسرائيل

طالب مدير مركز المعلومات “الإسرائيلي” لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، (بتسيلم) حجاي إلعاد بوقف الاعتداءات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال إلعاد في كلمته -أمس الخميس- خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي: “الوقت قد حان لوقف الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وأضاف إلعاد -في الجلسة الاعتيادية التي ترأسها مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف- “من الصّعب جدًّا إن لم يكن مستحيلًا أن أنقل لكم الصّورة الكاملة للإهانة والغضب والألم التي يحسّها شعب تُسلب منه حقوق الإنسان طيلة أكثر من خمسين سنة” (اعتداءات الاحتلال مستمرة منذ 70 عاما بدءًا من النكبة 1948).

وتابع “يصعب هنا في هذه القاعات التعبير بصيغ تنقل بدقّة معنى الحياة المكشوفة والمُستباحة التي يعيشها الفلسطينيّون. ولكن مهما كان صعبًا وصف ذلك فإنّ المشقّة الحقيقيّة هي في المعيشة التي لا تُطاق؛ مجابهة مستمرّة على نحو يوميّ، الكفاح من أجل العيش ورعاية أسرة وتنمية مجتمع في مثل هذه الظروف”.

وقال: “لقد مضت سنتان تقريبًا منذ آخر مرّة تشرّفت فيها بالتحدّث أمام مجلس الأمن. مرّت سنتان أخريان من الاحتلال، سنتان تواصل فيهما روتين سنوات الاحتلال الـ49 التي سبقتها. منذ خطابي الأخير ذاك قُتل 317 فلسطينيًّا على يد قوّات الأمن الإسرائيليّة وقُتل 13 إسرائيليًّا على يد فلسطينيّين، وهدمت إسرائيل 294 منزلًا فلسطينيًّا، وواصلت حملات الاعتقالات اليوميّة بما في ذلك اعتقال القاصرين”.

وأشار إلى أن المستوطنين الإسرائيليّين خرّبوا الحقول الفلسطينيّة، وأبادوا آلاف أشجار الزيتون وشجيرات الكرمة، وأن قوّات الأمن الإسرائيليّة واصلت اقتحاماتها العشوائيّة لمنازل الفلسطينيّين في دُجى اللّيل أحيانًا، حيث تُفزع الأطفال من نومهم لكي تسجّل أسماءهم وتلتقط صورًا لهم. وأيضًا خلال السّنتين الأخيرتين خسر الفلسطينيّون آلاف الساعات في طوابير الانتظار على حواجز التفتيش دون توضيح أيّ سبب. وهكذا يواصل الاحتلال مسيرته الروتينيّة دون عائق”.

وأكد إلعاد أن الحكومة الإسرائيلية تنتهج عملية محسوبة ومقصودة لتجزئة الشعب الفلسطيني وتفتيت أرضه وشرذمة حياته، عبر فصل غزّة عن الضفة الغربية، وفصل الضفة الغربية عن شرقي القدس، وتشظية بقيّة أراضي الضفة الغربية إلى جيوب منفصلة وإنشاء جدار يعزل القدس عن بقيّة أراضي الضفة الغربيّة، منبها إلى أن ما يتبقّى في نهاية المطاف قطع منفصلة من الأسهل التحكّم بها.

وقال: “لا شيء من هذا يجرى عشوائيًّا. إنّها سياسة ممنهجة. اثنان من أكثر الأمثلة وضوحًا مؤخرًا: ممارسات إسرائيل في مواجهة احتجاجات غزّة الأخيرة، والمخطّطات التي وضعتها للخان الأحمر التجمّع الرّعويّ الفلسطينيّ. أكثر من 200 شخص لا يفصلهم عن القدس سوى بضعة كيلومترات يعيشون في منطقة عزمت إسرائيل على تقليص الوجود الفلسطينيّ فيها لأجل توسيع المستوطنات”.

وتابع القول: إن قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة أصبح سجنا مفتوحا، خرج نزلاؤه في الأشهر الستّة الماضية محتجّين على أوضاعهم، بعد أن عانوا طيلة أكثر من عشر سنوات تحت وطأة حصار تفرضه “إسرائيل”، حصار أدّى إلى انهيار اقتصاد القطاع وارتفاع حادّ في معدّلات البطالة وتلوّث مياه الشرب وتناقص إمدادات الطاقة الكهربائية، ما أدى في نهاية المطاف إلى حالة يأس عميق. منذ الـ30 من آذار جُرح أكثر من خمسة آلاف فلسطينيّ بنيران إسرائيليّة وقُتل أكثر من 170 منهم 31 قاصرًا ومنهم أطفال صغار: مجدي السطري وياسر أبو النجا وناصر مصبح قُتلوا ولمّا يتجاوز أيٌّ منهم الـ11 من عمره.

وخاطب إلعاد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بالقول: “لن تستطيع إسكاتَنا أبدًا لا نحن ولا آلاف الإسرائيليّين الذين يرفضون الحاضر القائم على الفوقيّة والاضطهاد، ويصرّون على مستقبل قوامه المساواة والحرية وحقوق الإنسان”.

وقال: “أنا لست خائنًا ولستُ بطلًا أيضًا. الأبطال هم الفلسطينيّون الذين يتحمّلون هذا الاحتلال بشجاعة ومثابرة وهم يستيقظون في دُجى اللّيل ليجدوا الجنود قد دهموا منازلهم، ويعرفون أنّه عندما يُقتَل أحبّتهم يكون الإفلات من العقاب مضمونًا لجميع الضالعين في الجريمة. والأبطال هم الفلسطينيّون الصّامدون على أرضهم رغم علمهم أنّ وصول الجرّافات مسألة وقت فقط”.

وأنهى إلعاد كلمته مخاطبا أعضاء مجلس الأمن بالقول: “لقد تكلّمتم وقد جاءكم ردّ إسرائيل. أمّا الآن فقد حان وقت الفعل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات