الأحد 19/مايو/2024

نخيل غزة.. حكاية الساطور مع عنقود البلح

نخيل غزة.. حكاية الساطور مع عنقود البلح

مع إطلالة فصل الخريف من كل عام، وفي أواخر شهر أيلول (سبتمبر)، يجهز المزارع محمد الأغا نفسه رفقة أبناء عمومته لاستقبال موسم قطف ثمار البلح.

وعلى مقربة من شاطئ بحر خانيونس جنوبي قطاع غزة، يلتقى محمد بأقربائه مع ساعات الصباح؛ حيث الشمس الذهبية التى تلقى بأشعتها على قطوف البلح المتدلية كعروس خجولة تتجهز ليوم زفافها.

ويصعد محمد بعد ارتدائه “المطلاع”، وهو ما يساعده على صعود النخلة، ليقابله ابن عمه أحمد في الشجرة المقابلة التى يبلغ طولها حوالى ثلاثة أمتار.


null

ويضع الأغا قدمه بحذر على جذع النخلة، مستعينا بمطلاعه الذي كون معه علاقة كالأم بولدها، فهو يحتضنه ويخشى عليه من السقوط كما الأم على وليدها.

وفي أرضهم المحاطة بأشجار النخيل العالية بمنطقة المواصي غربي خانيونس، يبدأ محمد عمله بعد أن أمسك بساطوره المخصص لقصّ عناقيد البلح، معلقا حول خصره وعاء لوضع الرطب الذي ينزله بعناية عبر حبل متدلى للأسفل بعد أن هز العناقيد من الرطب.

ووسط أجواء من الفرحة والسعادة وتبادل المزاح والضحكات بين الشبان الذين أخذوا هذه المهنة عن أجدادهم وآبائهم، يواصل محمد وأحمد جزّ عناقيد البلح وإرسالها للأسفل حيث ابن عمهم الآخر الذي يمسك بطرف الحبل ويوقف عنقود البلح بحرفية عالية.


null

ويشكل موسم البلح رغم انخفاض سعره في الأسواق رافعة للمزارعين في قطاع غزة، حيث تدر عليهم دخلا ثابتًا يساعدهم على مواصلة مشوارهم الزراعي باقي العام.

ويبدأ موسم جني البلح وقطفه، الذي تشتهر العديد من المناطق الزراعية في محافظات القطاع بزراعته حسب الأغا، في أواخر شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام، ويعتمد الكثير من المزارعين عليه؛ لتنوع مجالاته التي يستفاد منها، لا سيما في البيع أو التصنيع.

وينبه الأغا إلى أن أفراد الأسرة يتجمعون، ويقوم كلٌّ منهم بعمل معين، وقت إنزال الكميات المقطوفة من الرطب والبلح أو الأقنّة، وتختص النسوة وبعض الفتية بفصل الثمار المتعفنة عن الصالحة منها في صناديق مخصصة لذلك.


null

وذكر أن الموسم يعد فرصة سانحة لدرّ بعضٍ من الدخل المادي اليسير عليه؛ لمساندته وأفراد أسرته، غير أنه قال: “إن الدخل المادي من عوائد البلح قليل؛ بسبب انخفاض أسعاره، مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى الموجودة”.

ويصف الأغا الأجواء الخاصة بجني محصول البلح بالمفرحة والرائعة؛ لكونها تضفي أجواء من السعادة بين أفراد الأسرة، حيث يكون لكل شخص مهمته الموكلة إليه.

وأشار إلى أن المزارع بصورة عامة لا يعتمد على النخيل مصدرًا للدخل؛ بسبب أسعاره المنخفضة مقابل تكلفة الاهتمام به.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب قطاع غزة، يبدي الأغا تشاؤمه من عدم القدرة على تسويق الإنتاج وملوحة المياه.


null

وأكد وكيل وزارة الزراعة بغزة إبراهيم القدرة، أن موسم النخيل لهذا العام جيّد، منبها إلى أن ارتفاع درجة الحرارة جعلته يبدأ مبكراً بمدة تزيد عن أسبوعين.

وتابع: “الموسم مبكر، ورغم صعوبة حالة الاقتصاد إلا أن هذا يعطي فكرة أكبر للتسويق محلياً. هناك 12 ألف طن إنتاج من البلح الأحمر من مساحة تقدر بـ 11 ألفا و500 دونم، منها 8 آلاف دونم مثمر”.


null

وأشار إلى أن وزارته تتولى متابعة المزارعين وإرشادهم للحصول على إنتاج أفضل، وأنها منعت استيراد البلح الأصفر حالياً حتى يسوَّق البلح الأحمر المحلي.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات