السبت 29/يونيو/2024

الطفلة حنان العموري.. حين يسرق الاعتقال السياسي دفء العائلة

الطفلة حنان العموري.. حين يسرق الاعتقال السياسي دفء العائلة

على الرغم من تفوقها الدراسي إلا أن حنان ابنة المعتقل السياسي المفرج عنه مساء اليوم الاثنين فادي العموري، قد أخفقت بنتائج عدة لامتحاناتها في الصف الثاني الابتدائي، أثناء فترة غياب والدها التي استمرت لأسبوعين في أقبية سجن المخابرات العامة في طولكرم.

 والدتها أم أحمد تقول إن ابنتها متعلقة جدًّا بوالدها، وغيابه سبب لها انتكاسة كبيرة في تحصيلها الدراسي، لكونها أصغر أبنائه وأقربهم إليه.

اعتقال سياسي
 الساعة الواحدة والنصف من ليلة الأربعاء 27/9/2018 كان موعد تغييب الأسير المحرر فادي أحمد مصطفى العموري عن أسرته، بعد أن اقتحمت منزله في مدينة طولكرم قوة كبيرة من جهاز المخابرات العامة، وطالبته بالخروج إليها لاعتقاله.

 وجاء اعتقال فادي ضمن حملة شنتها أجهزة السلطة طالت أسرى محررين جاوز عددهم 120 مواطناً من مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس، ممن يحسبون على حركة حماس.

 وتشير زوجته أم أحمد في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“:” أنها حاولت على مدار سنوات اعتقال زوجها المختلفة بين أقبية الاحتلال وأجهزة السلطة، أن توطِّن أبناءها أحمد (18 عاماً) وعبد العزيز (16 عاماً) وحنان (8 سنوات) على تحمل غياب والدهم المتكرر، إلا أن حنان طفلته الأصغر والوحيدة بين الذكور، قد بقيت يومين كاملين دون أن تتناول شيئاً من الطعام حزناً على غياب والدها”.

الحرية أو الإضراب

تعرض فادي العموري (41 عاماً) لعشرات الاعتقالات تناوب عليها الاحتلال وأجهزة السلطة، فقد اعتقل سبع مرات في سجون الاحتلال جاوزت بمجموعها 11 عاماً، فيما اعتقل لدى أجهزة السلطة 12 مرة لما يزيد على عام ونصف العام.

 وخاض باعتقاله لدى سلطات الاحتلال إضراب الكرامة للمعتقلين الإداريين في العام 2014 والذي أتموا فيه 65 يوماً من الإضراب عن الطعام.

 وقد أعلن فادي يوم الخميس الماضي دخوله الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن المخابرات العامة طلباً لحريته المسلوبة دون أي مبرر قانوني، ولم تخف أم أحمد خشيتها على صحة زوجها، الذي يعاني من ديسك في ظهره نتيجة تكرار اعتقالاته، ويعاني من القولون العصبي.

بلا سند قانوني
استطاعت عائلة فادي العموري زيارته قبل الإفراج عنه، وقد بين لعائلته أنه معتقل في ظروف غاية في السوء، واشتكى من وجوده في غرفة تحت الأرض بطابقين، حارة قليلة التهوية، معتقل فيها مع أربعة معتقلين جنائيين، ويقدم لهم طعام سيئ كمّاً ونوعاً.

 وبين لهم في حينه أنه قدم لهم في أحد الأيام على الفطور وجبة من العدس البارد، وقد رفضوا تناولها، وعلى الغداء قدموا لهم وجبة مقلوبة فاسدة، وأشارت زوجته أن العائلة حاولت إدخال العصائر له خلال الزيارة إلا أن السجانين منعوها من ذلك، بحجة وجود قرار من مدير الجهاز.

وعن الغطاء القانوني لاعتقاله؛ تشير زوجته أم أحمد  إلى أن فادي لم يقدم طيلة فترة اعتقاله لأي محكمة، ولم توجه له أي تهمة، وكان معتقلا على ذمة جهاز المخابرات، في مخالفة قانونية واضحة للدستور الفلسطيني”.

 وتؤكد زوجته أن فادي سألهم عن دواعي اعتقاله خلال قدوم عناصر المخابرات للمنزل، فقالوا له: “مجرد قضية عامة، ولم يبرزوا أية ورقة قانونية لاعتقاله بحسب القانون”.

وطالبت زوجته المؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل لوقف هذا التعدي السافر على حريات المواطنين لدواعي سياسية، ووقف كل أشكال الانتهاكات التي تمارسها أجهزة السلطة بحق الأسر الفلسطينية، دون مراعاة لمشاعر الأطفال وحقهم في الحياة في كنف أسرة آمنة مستقرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات