السبت 27/يوليو/2024

بيوت دمرتها إسرائيل تنتظر رحمة الإعمار

بيوت دمرتها إسرائيل تنتظر رحمة الإعمار

لم ينقطع حبل الأمل لدى المواطن محمد أبو دقة، منذ أربع سنوات، بقرب بناء بيته المدمر المكون من 3 طوابق، والذي دمر تمامًا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.

الأمل الذي طال انتظار تحقيقه، يرافقه الألم بازدياد المعاناة شهراً بعد شهر، إذ تنقل الشاب وعائلته بين عدة بيوت للإيجار، يدفع أجرها من جيبه الخاص، لتأخر الدفعات المالية الخاصة بذلك من المانحين الدوليين.

أبو دقة الذي يقطن في حي الفخاري شرق خانيونس جنوب القطاع،  تحدث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، حول معاناة أسرته وأهله، بعد طول انتظار للحظة بناء البيت.

يقول أبو دقة (27 عاماً): “دمر بيتنا، وتزوجت بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، دون مأوى كامل للأسرة، حيث بني جزء من طوابق البيت”.

وبكل ألم، تحدث الشاب عن المماطلة الكبيرة التي يعيش لحظات قسوتها مع وزارة الأشغال العامة والإسكان، باعتماد أحد طوابق بيته ضمن مشاريع الإعمار، من عدمه.

أبو دقة، الذي أنهى دراسة التمريض قبل 4 سنوات، يقطن في غرفة بناها في بيت أهله الذي بني جزء منه.

وكحال سابقه يعاني المواطن أحمد العيماوي من تأخر في بناء بيته، إذ دمر بيته وإخوانه المكون من 5 طوابق، في العدوان الإسرائيلي عام 2014م.

وقال العيماوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أحضر بشكل دوري لوزارة الأشغال باحثاً عن حل لبدء إعمار وحدتي السكنية”، مطالباً الجهات المعنية بالنظر للحال الصعب للأهالي المدمرة بيوتهم.

وأوضح أنه بعد تنقله من بيت لآخر في الإيجار، ارتأى مشاركة السكن مع أخيه، لحين بدء إعمار بيته، والذي بنيت 3 طوابق منه لإخوانه القاطنين معه في العمارة السكنية نفسها.

“المركز الفلسطيني للإعلام” حاور وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، ناجي سرحان، موضحاً أن الوزارة أنجزت 9000 وحدة سكنية دُمرت خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014م، بالتعاون مع الجهات المانحة.

وأوضح سرحان أن قطاع غزة بحاجة إلى إعمار 3000 وحدة سكنية مدمرة كليًّا، منها 2000 من عدوان 2014م، و1000 وحدة سكنية من العدوانيات السابقة، مشيراً إلى أن إعمار الوحدات السكنية المدمرة جزئيًّا أُنجز بنسبة 60-65%.

ويعاني أصحاب البيوت المدمرة، من تأخر إعمار بيوتهم، الأمر الذي يفاقم أوضاعهم المعيشية، بسبب بطء الإعمار، لعدم  توفير الدول المانحة للمبالغ المالية التي تعهدت بها في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي عقد في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2014.

وتعهّدت الدول المشاركة في المؤتمر بتقديم 5.4 مليارات دولار، خصص منها 2.6 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع، والمبلغ المتبقي لدعم الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية خلال السنوات القليلة القادمة.

ودمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، أكثر من 18000 وحدة سكنية، كليًّا أو جزئيًّا.

عجز مالي كبير
وبين سرحان أن ملف إعمار المنازل المدمرة وإعمار قطاع غزة يمر بعجز مالي كبير، بسبب عدم التزام المانحين بما تعهدوا به من مبالغ مالية في مؤتمر القاهرة لإعمار غزة.

وتعهد المانحون بـ 5.4 مليار دولار، ولم يأتِ منها إلا القليل، قائلاً: “نحتاج إلى 100 مليون دولار للأضرار الكلية والجزئية. نحتاج إلى أكثر من ذلك”.

وقال: “معظم الدول لم تلتزم بالمبالغ التي تعهدت بها، إلا دولة الكويت هي الوحيدة التي التزمت بحرفية المبلغ الذي ذكرته؛ 200 مليون دولار للإعمار، وباقي الدول التزمت جزئيًّا”، لافتاً إلى الإسهامات الكبيرة للمملكة العربية السعودية ودولة قطر والجمهورية الألمانية.

معيقات الإعمار
وذكر المسؤول الحكومي أن تلكؤ الاحتلال في إدخال مواد البناء الخاصة بالإعمار، له دور كبير في إعاقته، ما يساهم في زيادة معاناة المواطنين أصحاب البيوت المدمرة.

ولفت إلى أن الانقسام السياسي أثر سلباً على إعمار غزة، رغم أن الحكومة الفلسطينية قامت بدور في هذا الملف، قائلاً: “الانقسام الفلسطيني أثر على عمل الحكومة، ولم يكن دورها بالشكل المطلوب مقابل حجم المشكلة”.

وقال: “نعمل باستمرار من خلال التواصل مع المؤسسات الدولية، و”أونروا”، وUNDP، والمؤسسات الأهلية والعربية العاملة في إعمار قطاع غزة، لبذل الجهد لتوفير التمويل والمشاريع المطلوبة للإعمار”.

وأضاف: “للأسف أحياناً الأمور تحتاج إلى جهد أكبر على مستوى الرئيس، والحكومة وتحتاج إلى جهد أكبر حتى ينجَز ذلك”.

سخط المواطن
وحول سخط المواطن وأصحاب البيوت المدمرة من تأخر الإعمار ومراحل إنجاز الوحدات السكنية، أوضح أن الوزارة تلتزم بالنظام المتبع للدول المانحة، التي تأخذ وقتاً في عملية اعتماد الكشوفات والمبالغ والدفعات المالية المخصصة للوحدة السكنية الواحدة وإرسالها عبر البنوك.

وقال: “عندما يكون تنفيذ المنحة المالية لدى الوزارة تكون الأمور سهلة، وينتهي تسليم الدفعات المالية بسرعة”، مستدركاً حديثه بالقول: “إلا أننا ملتزمون بالمشاريع والآليات التي تتبعها الجهات الدولية والعربية، وملتزمون بنظامهم البيروقراطي، ولا مناص من ذلك”، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الوزارة على جهوزية عالية لإنجاز أي مشروع يتعلق بإعمار الوحدات السكنية المتبقية من الحروب السابقة.

وشدد سرحان على أهمية الحديث عن إنجاز بناء 9000 وحدة سكنية، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، آملاً في الوقت ذاته الانتهاء من إعمار غزة في القريب العاجل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات