عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الطفل الحوم.. أنشد للوطن ورحل شهيدًا

الطفل الحوم.. أنشد للوطن ورحل شهيدًا

لم ينتبه أشقاؤه الصغار أن تلك الدعابة التي أثارها محمد على وجبة الغذاء يوم الجمعة ستكون الأخيرة، فقد فاجأهم وهو ينشد للوطن على غير العادة، وعندما ضحكوا جميعاً ودّعهم ذاهباً إلى قبلته المعتادة نحو مسيرات العودة.

والجمعة، استشهد 3 فلسطينيين، أحدهم الطفل محمد نايف الحوم (14 عاما)، وجُرح المئات، برصاص جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية. 

الأم المصدومة
تقول الوالدة المكلومة، والصدمة ما تزال تسيطر عليها: لقد كان “محمد” يقف مع شقيقه على مسافة بعيدة من السلك الفاصل يشاهدان فعاليات مسيرة العودة السلمية، لم يفعل شيئا (محمد)، ولم يؤذِ أحدا. إنهم يقتلون (جنود الاحتلال) الأطفال عمداً”.

تسترجع الأم شريط ذكريات محمد، تستذكر سؤاله الدائم عن أخواله الشهداء الثلاثة.. ضحكاته التي كان يطلقها بين الفينة والأخرى، إذ كان روح المرح التي تسري في البيت، تنكب باكية هي ومن جاء يواسيها محاولا تخفيف مصابها.
  
آخر شهيد
“لو استشهدت في مسيرة العودة لن أكون آخر شهيد يرفع صوته مطالباً بالوطن”.. بهذه الكلمات فاجأ محمد شقيقته “رضا” التي تجمعها به صداقة وحديث يومي.

تقول رضا في حديثها لمراسلنا: “ترتيب محمد الثالث بين 5 بنات و4 أولاد، وهو دائم المشاركة في مسيرة العودة، وشخصيته قوية يتولى إصلاح وإدارة كل ما يلزم إصلاحه في بيتنا”.

لم تتخيّل رضا أن يكون حديثها مع محمد يوم الجمعة الماضية هو الأخير، وتتابع: “أخي محمد هو عيني التي أرى بها. لقد فقدت روحي، اعتدت كل يوم أن أصحو، وأراه، وأكلمه”.

وبرحيل “محمد الحوم” تفقد ساحة مسيرة العودة أحدَ الأطفال المطالبين برفع الحصار عن القطاع، في جريمة لا تزال تفاصيلها المحزنة تتردد في مخيم البريج.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات