العواودة يلتحق بأبيه شهيدًا ووصيته طفلته عبير
مرة أخرى تطبق الصدمة فكيها على أسرة الشهيد محمد العووادة من مخيم البريج بعد أن انضم لقافلة شهداء العائلة الراحلين خلال السنوات الأخيرة.
وكان جنود الاحتلال قتلوا الشهيد محمد العووادة (26 عامًا) من مخيم البريج خلال مشاركته السلمية في جمعة “انتفاضة الأقصى” في 28 أيلول المنصرم، على حدود مخيم البريج وسط القطاع.
طوال أسبوع مضى كرر محمد على مسمع أسرته وصيته الدائمة، الاعتناء بطفلته الوحيدة عبير (عامان)، وعدم البكاء عليه حين استشهاده.
شهيد ابن شهيد
“زوجي أسير محرر استشهد عام 2002، وترك لي 4 أبناء وبنتًا ربيتهم وكبرتهم. اليوم رحل عني محمد، وكل ما أتمناه أن أصبر على الفراق”، بالكاد تستجمع والدة الشهيد العواودة قواها لتفصح عن هذه الجملة.
تستعين الأم بتكرار عبارات الحمد والشكر على قدر الله قبل أن تضيف: “ربيت أبنائي بصعوبة، وتحملت كل صعاب الحياة. محمد حنون جداً”.
منذ أسبوع يوصي محمد أمه بطفلته الوحيدة عبير التي تتوسط في جلستها حجر جدتها وتدور بنظراتها التائهة في حشد نساء متشحات بالسواد دون أن تدرك ما الذي يجرى.
وتتابع: “قال لو استشهدت لا تبكي لكن ديروا بالكم على ابنتي عبير، حرق قلبي استشهاده، قلبي وربي راضيين عليك يا محمد. أرجو تكون في جنات النعيم، وسلم على أبوك يا محمد”.
تداخل إحدى السيدات من صديقات والدة العواودة: “محمد كان أكثر واحد قريبًا لأمه، شقيقه إسماعيل جريح في ساقيه الاثنتين من رصاص الاحتلال خلال مسيرة العودة، ووالدهما وأعمامهم طارق وأكرم شهداء استشهاده. اليوم صدمة للجميع”.
الجدّة والعمّة
على فوهة البيت تتكئ جدّة الشهيد العواودة على عكازها مفضلةً الجلوس مع الجزء الخارجي من المعزين وقد زاد رحيل محمد من آلامها المتجددة.
تقول: “قدمت 3 من أبنائي شهداء وقدمت من أقاربي الكثيرين، اليوم جاء دور محمد فقد رأيته آخر مرة ظهر الجمعة وأخبرني أنه سيذهب لإقامة فرح وأوصاني على طفلته الوحيدة عبير”.
أما السيّدة (أم محمد) عمّة الشهيد فتشير لأن محمد لم يعمل يوماً في أي فصيل فلسطيني، وقد عاش حياة بسيطة للغاية تجرّع فيها مرارة اليتم واليوم. يترك ابنته الوحيدة يتيمة أيضاً.
وتتابع: “في كل تصعيد نقدم عائلة العواودة جيران الحدود شهداء فقد استشهدت شقيقتي وأولادها الخمسة مطلع انتفاضة الأقصى واليوم يذكرنا رحيل محمد بالفراق”.
وترك الشهيد محمد العواودة في بيته جرحاً غائراً؛ فقد انضم باستشهاده إلى أبيه وأعمامه الذين سبقوه تاركاً طفلة وحيدة لا تدرك معنى الفراق وتكرر السؤال عنه بين حين وآخر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
دروع بشرية واحتجاز رهائن.. هكذا يداري الاحتلال جُبنه وخسّته بجرائمه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة، تظهر بين الحين والآخر ما يؤكد حالة الهلع والجبن لديها من المواجهة...
جامعة روتجرز الأمريكية توافق على معظم شروط الطلبة مقابل فض اعتصامهم
نيويورك - وكالات وافقت جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأمريكية على عدد من مطالب المتظاهرين الذين أقاموا اعتصامًا في قلب الجامعة. واختارت الجامعة...
خطيب الأقصى يحذر من عواقب اعتداءات المستوطنين ويدعو لحمايته والدفاع عنه
القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامدعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، اليوم الجمعة، إلى حماية المسجد المبارك والدفاع عنه أمام مخططات...
3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 26 شهيدا و51 إصابة خلال...
انتفاضة الطلاب تصل إلى المكسيك.. خيام أمام أكبر جامعات البلاد دعماً لفلسطين
مكسيكو - المركز الفلسطيني للإعلام في إطار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات تضامناً مع غزة، أقام عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في...
أنصار الله: نحضر لجولة تصعيد رابعة إذا تواصل العدوان على غزة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الخميس، أنّهم يحضرون لجولة رابعة من التصعيد، إذا استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي...
انتفاضة الجامعات الأمريكية.. انكشاف زيف الديمقراطية وتهاوي سردية الاحتلال
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام يبدو أن الحراك في الجامعات الأمريكية الداعي لوقف الإبادة الجماعية بغزة أصاب السياسة الأمريكية بمقتل، وكشف زيف...