عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

العواودة يلتحق بأبيه شهيدًا ووصيته طفلته عبير

العواودة يلتحق بأبيه شهيدًا ووصيته طفلته عبير

مرة أخرى تطبق الصدمة فكيها على أسرة الشهيد محمد العووادة من مخيم البريج بعد أن انضم لقافلة شهداء العائلة الراحلين خلال السنوات الأخيرة.

وكان جنود الاحتلال قتلوا الشهيد محمد العووادة (26 عامًا) من مخيم البريج خلال مشاركته السلمية في جمعة “انتفاضة الأقصى” في 28 أيلول المنصرم، على حدود مخيم البريج وسط القطاع.

طوال أسبوع مضى كرر محمد على مسمع أسرته وصيته الدائمة، الاعتناء بطفلته الوحيدة عبير (عامان)، وعدم البكاء عليه حين استشهاده.

شهيد ابن شهيد

“زوجي أسير محرر استشهد عام 2002، وترك لي 4 أبناء وبنتًا ربيتهم وكبرتهم. اليوم رحل عني محمد، وكل ما أتمناه أن أصبر على الفراق”، بالكاد تستجمع والدة الشهيد العواودة قواها لتفصح عن هذه الجملة.


والدة الشهيد محمد

تستعين الأم بتكرار عبارات الحمد والشكر على قدر الله قبل أن تضيف: “ربيت أبنائي بصعوبة، وتحملت كل صعاب الحياة. محمد حنون جداً”.

منذ أسبوع يوصي محمد أمه بطفلته الوحيدة عبير التي تتوسط في جلستها حجر جدتها وتدور بنظراتها التائهة في حشد نساء متشحات بالسواد دون أن تدرك ما الذي يجرى.

وتتابع: “قال لو استشهدت لا تبكي لكن ديروا بالكم على ابنتي عبير، حرق قلبي استشهاده، قلبي وربي راضيين عليك يا محمد. أرجو تكون في جنات النعيم، وسلم على أبوك يا محمد”.

تداخل إحدى السيدات من صديقات والدة العواودة: “محمد كان أكثر واحد قريبًا لأمه، شقيقه إسماعيل جريح في ساقيه الاثنتين من رصاص الاحتلال خلال مسيرة العودة، ووالدهما وأعمامهم طارق وأكرم شهداء استشهاده. اليوم صدمة للجميع”.

الجدّة والعمّة

على فوهة البيت تتكئ جدّة الشهيد العواودة على عكازها مفضلةً الجلوس مع الجزء الخارجي من المعزين وقد زاد رحيل محمد من آلامها المتجددة.

تقول: “قدمت 3 من أبنائي شهداء وقدمت من أقاربي الكثيرين، اليوم جاء دور محمد فقد رأيته آخر مرة ظهر الجمعة وأخبرني أنه سيذهب لإقامة فرح وأوصاني على طفلته الوحيدة عبير”.


جدة الشهيد

أما السيّدة (أم محمد) عمّة الشهيد فتشير لأن محمد لم يعمل يوماً في أي فصيل فلسطيني، وقد عاش حياة بسيطة للغاية تجرّع فيها مرارة اليتم واليوم. يترك ابنته الوحيدة يتيمة أيضاً.

وتتابع: “في كل تصعيد نقدم عائلة العواودة جيران الحدود شهداء فقد استشهدت شقيقتي وأولادها الخمسة مطلع انتفاضة الأقصى واليوم يذكرنا رحيل محمد بالفراق”.

وترك الشهيد محمد العواودة في بيته جرحاً غائراً؛ فقد انضم باستشهاده إلى أبيه وأعمامه الذين سبقوه تاركاً طفلة وحيدة لا تدرك معنى الفراق وتكرر السؤال عنه بين حين وآخر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات