عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

جبل الريسان.. استهداف استيطاني متواصل لقرية راس كركر

جبل الريسان.. استهداف استيطاني متواصل لقرية راس كركر

إلى الغرب من رام الله، وعلى بعد اثني عشر كيلومترًا، وتحديدًا في قرية راس كركر (راس ابن سمحان)، وهناك على جبل الريسان، يعتصم متضامنون ومزارعون من القرية والقرى المجاورة يوميًّا تقريبًا؛ تحديًا لأسنّة جرافات الاحتلال وهي تجرف أراضي الجبل دون حسيب أو رقيب.

ولا تبعد قرية راس كركر سوى عدة كيلومترات عن بلدة نعلين التي يستهدفها الاحتلال بالاستيطان وبناء الجدار، فيما تشق الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون أراضي قرى وبلدات رام الله من مختلف الجهات.

الاستيطان يلتهم القرية

رئيس المجلس القروي في راس كركر، رابي أبو فخيدة، يقول: إن الاستيطان لم يدع القرية في حالها، وراح يجرف أراضيها من الجهة الغربية في جبل الريسان، ويوم الجمعة الماضي أصيب خمسة مواطنين بعد أن أطلق جنود الاحتلال المتمركزون على تلة جبل الريسان التابع لقرى رأس كركر، وكفر نعمة، وخربثا بني حارث، الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين المعتصمين، الذين خرجوا احتجاجًا على محاولات الاحتلال مصادرة أراضيهم لمصلحة التوسع الاستيطاني المتزايد.

وعن اسم القرية، يقول أبو فخيذه: “راس كركر أسسها الشيخ إسماعيل السمحان، وكانت تعرف إلى الأمس القريب، باسم قرية رأس ابن سمحان، إلى أن جاء الانتداب البريطاني وغير اسمها إلى راس كركر؛ والقرية القديمة تقع على رأس تلة مرتفعة، وعدد سكان القرية قرابة 2000 نسمة”.

شريط استيطاني متواصل

وعن هدف الاحتلال من تجريف أراضي جبل الريسان، يقول الباحث في شؤون الاستيطان، د. خالد معالي: إن الاستيطان يهدف بشكل عام إلى طرد وتهجير الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم، وفي راس كركر تهدف حكومة الاحتلال لشق طرق استيطانية تصل بين عدد من المستوطنات في المنطقة مع “الخط الأخضر” وبناء بؤرة استيطانية جديدة.

وعن منطقة غرب رام الله، يضيف معالي أنها تتعرض لاعتداءات متواصلة من المستوطنين، ويقيم الاحتلال ثماني مستوطنات في المنطقة، على حساب قرابة مائة ألف فلسطيني في تلك المنطقة، والتي تلتقي كذلك مع محافظة سلفيت التي يوجد فيها 25 مستوطنة.

ويشير معالي إلى أن عدد مستوطنات الضفة الغربية أكثر من 196 مستوطنة (مرخصة من حكومة الاحتلال) وما يزيد على 200 بؤرة استيطانية (غير مرخصة)، ويمثّل الاستيطان، الذي يلتهم مساحات كبيرة من الضفة الغربية وبشكل متزايد مع الأيام، قتلاً لحلم الدولة الفلسطينية وفشلاً ذريعًا وقاتلاً لاتفاقية أوسلو التي كان من المفترض أن تقيم دولة فلسطينية خلال خمس سنوات من توقيعها، بينما أقيم مكانها دولة للمستوطنين بعد 25 عامًا من التوقيع.

قلعة راس كركر

وتكتسب راس كركر أهمية تاريخية لوجود قلعة فيها، بقيت في حالة جيدة نسبيًّا تشهد على جزء مهم من التاريخ الفلسطيني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وتلك المدّة التاريخية لم تحظ باهتمام كافٍ من المؤرخين.

وبحسب الموسوعة الفلسطينية، فإنه عند الوصول لقرية راس كركر، غرب رام الله، تلوح من بعيد قلعة آل سمحان، على قمة جبل، وهي التي يطلق عليها السكان (العلالي) أو (علالي سمحان)، جمع (علية)، وهي بالمفهوم الفلسطيني وحدة معمارية تدل على مكانة صاحبها الاجتماعية، وتكتسب صفة (العلالي) مصداقية أيضًا لموقع القلعة العالي المرتفع المطل على القرى المجاورة، وعلى أفق الساحل الفلسطيني.

وتضم القلعة أحواشًا، وسراديب، وساحات سماوية (مفتوحة)، وغرفًا للحرس، ومسجدًا، وبنايات تحيط بالأحواش، سكنها أهل القرية، الذين هجروا القلعة الآن، وتمددوا في البناء خارجها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات