الأحد 12/مايو/2024

الطريق للجنائية الدولية

أحمد أبو زهري

الجيش الصهيونى يستخدم كل الأسلحة الفتاكة والمميتة، ولا يتردد قادته فى إعطاء التعليمات باستهداف الأطفال والنساء، ويمعن في اقتراف جرائم القتل فى صفوف المدنيين الفلسطينيين، ومع ذلك يبقى من المهم التأكيد أن مرور الزمن على هذه الجرائم لا يعفي الاحتلال من المسؤولية.

هناك عشرات بل مئات القادة على مستوى العالم ممن تورطوا بجرائم سواء كانت ضد الإنسانية أو جرائم إبادة أو ما شابه، كثير منهم لوحقوا وبعضهم أودع فى السجن والبعض الآخر لا يزال تحت الملاحقة القضائية لدى المحافل الدولية، مما شكل عليهم وعلى دولهم وحكوماتهم عاملاً ضاغطاً لمحاولة تصحيح سلوكهم وضبط وتنظيم أعمالهم الحربية فى المنازعات والحروب، بل واللجوء إلى الطرق البديلة التى تبعدهم عن الملاحقات الجنائية الدولية، ليطفوا على السطح تفضيل العمل الدبلوماسي والتفاوضي وعدم تجاوز قواعد القانون الدولي في حال اندلاع أى مواجهات مع إقليم أو دولة.

إن تعطيل بعض المذكرات والدعاوى التى ترفع لدى جهات جنائية دولية من الإدارة الأمريكية ودول أخرى تربطها مصالح وتحالفات مع كيان الاحتلال لن يستمر إلى الأبد، وإن أحرار العالم يمكنهم أن يقدموا شيئاً، لينصفوا شعبنا الذي يقع ضحية احتلال عنصري بربري مجرم، لا يزال يسرق الأرض ويستولى على مقدرات شعبنا، ويسابق الزمن لطمس التاريخ والهوية الوطنية للأماكن التاريخية والمقدسة فى فلسطين، فضلاً عن استمراره فى قتل الفلسطينيين الأبرياء.

ومن هنا يقع علينا واجب تكريس جهد مضاعف لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وملاحقته في كل ميدان، ليعلم أنه لا يمكن أبداً أن يفلت بجرائمه البشعة التي يرتكبها ليل نهار والتي ستبقى وصمة عار تلاحقه، وأن سعيه لتجميل صورته أمام العالم ليطرح نفسه كدولة ديمقراطية تسعى إلى السلام وتحترم القوانين الدولية ستبوء بالفشل، في ظل حالة الوعي الفلسطيني وإعمال هذا الجانب، ومواصلة السير في الطريق الحقوقي، والإستعانة بكل المؤسسات والمراكز الحقوقية التي تنتشر في العالم، فهل نحن جاهزون لهذا؟؟!!

وهل لا يزال يشكل هذا الطريق وهذه الأداة أولوية على الأقل؟!!

لذلك يصبح من الواجب على المؤسسات والمراكز الحقوقية وكل المعنيين فضح هذه الجرائم وتوثيق هذه الانتهاكات، لأن ملاحقتهم في الميدان الحقوقي لا يقل أهمية عن أي عمل آخر، فإن هناك جهات دولية يمكنها ملاحقة قادة الاحتلال ولكن الأمر يحتاج لكثير من الجهد في هذا المجال، حتى نصل إلى اليوم الذى نرى فيه قادة الاحتلال يحاكمون كمجرمي حرب.

فعلاً نحن قادرون على مواصلة الكفاح والنضال بكل ما أوتينا من قوة، إذا ما توفرت إرادة حقيقية لترجمة أقوالنا إلى أفعال، آن الأوان ليطرق الفلسطيني البوابات الحقوقية في العالم بطريقة متزنة وواعية ومتواصلة متسلحاً بإرادته الحرة وفى جعبته كل الوثائق والمستندات التي تدين الاحتلال وقادته وضباطه المجرمين. نعم الشعب الفلسطيني يستحق منا هذا الجهد، وتضحياته تفرض علينا الخوض في كل طريق للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه، وملاحقة المتسببين عن هذه الجرائم، ولجم هذه الألة الحربية الصهيونية، وإعمال العدالة الجنائية الدولية، لأن ذلك حق كفلته الأعراف والقوانين الدولية لكل الشعوب المقهورة ولكل الضعفاء في العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات