الأحد 05/مايو/2024

الكمائن.. أحدث أساليب المستوطنين للاعتداء على أهالي الضفة

الكمائن.. أحدث أساليب المستوطنين للاعتداء على أهالي الضفة

تحوّل شارع حوارة- جيت جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى ما يشبه المصيدة، التي ينصبها المستوطنون ليلحقوا بها الأذى والضرر بضحاياهم من الفلسطينيين وممتلكاتهم.

ويمتد هذا الشارع شرقا من شارع حوارة الرئيس جنوب نابلس، وغربا حتى مفترق بلدة جيت شرق قلقيلية، ويطلق عليه المستوطنون طريق “يتسهار”، لوجود مدخل للطريق الالتفافي المؤدي لتلك المستوطنة عليه.

حلقة وصل
ويعد هذا الطريق حلقة الوصل ما بين شمال وشمال غرب الضفة، بوسطها وجنوبها، ويستخدمه سكان قلقيلية وطولكرم وجنين، فضلا عن قرى شمال وغرب نابلس، للوصول إلى رام الله، اختصارا للوقت والمسافات، دون الحاجة إلى المرور بوسط مدينة نابلس.


null

ومع كل عملية أو نشاط للمقاومة في محيط نابلس، يشهد الطريق انتشارًا للمستوطنين الذين يمارسون كل أشكال العربدة والاستفزاز والاعتداءات ضد المواطنين، على مرأى جنود الاحتلال.

وتكررت في الآونة الأخيرة اعتداءات المستوطنين على مركبات المواطنين على هذا الشارع؛ عبر نصب كمائن لها ومهاجمتها بشكل مباشر.

ويتفاجأ ركاب المركبات أثناء سيرهم ليلا بهذا الشارع، بوقوف مركبة للمستوطنين بشكل عرضي بوسط الشارع، ما يمنع مرور أي مركبة عابرة، وعندما تتوقف المركبة الفلسطينية بهدف الاستدارة والعودة، تخرج مجموعة أخرى من المستوطنين من بين الأشجار، وتبدأ برشقهم بالحجارة.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، لمراسلنا: إن أسلوب نصب الكمائن أصبح سمة تميّز مستوطني “يتسهار”، والذين وجدوا فيها وسيلة فعالة لإيذاء الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر.

ويشير إلى أن هذا النوع من الاعتداءات يبين استمرار المستوطنين بتطوير أساليبهم وطرق ارتكابهم للاعتداءات، بهدف إيقاع أكبر الضرر بالمواطنين وممتلكاتهم.

حوادث متكررة
ويستغل المستوطنون طول الشارع وبُعده عن مراكز التجمعات السكانية، لتنفيذ اعتداءاتهم، لإيقاع أكبر الضرر بالمواطنين.


null

المواطن منذر عبد الحفيظ موسى (43 عاما) من طولكرم كان عائدا إلى بيته من مكان عمله مساءً مع أطفاله وشخص رابع، قبل يومين من عيد الأضحى، فوقع بكمين محكم نصبه المستوطنون.

وقال موسى، الذي أصيب نتيجة الاعتداء لمراسلنا: “خلال عودتي من رام الله إلى طولكرم، هاجمتنا مجموعة مكونة من قرابة 20 مستوطنا مقنّعا، تجمعوا عند مدخل مستوطنة “يتسهار”، بعد أن سدّوا الطريق أمامنا بسيارة ومنعونا من الحركة”.

وأضاف: “أصبت أنا واثنان من أبنائي بجروح، قبل أن نتمكن من مغادرة المكان بصعوبة كبيرة”.

ويوضح موسى أن الهجوم كان مباغتا، وأنهم تعرضوا للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما أدى إلى إصابة ابنه طارق (13 عاما) بحجر كبير، كما أصيب ابنه الآخر محمد (4 أعوام) بشظايا الزجاج الذي تحطم بفعل الحجارة، ونقلا إلى مستشفى رفيديا بنابلس للعلاج.


null

ولم يكن هذا الاعتداء الأول من نوعه على هذا الشارع، ولا الأخير؛ فقبل عدة أيام تعرضت مركبة أخرى لاعتداء مشابه، أسفر عن إصابة أربعة مواطنين بجراح متفاوتة، نقل أحدهم إثره إلى المستشفى للعلاج.

وتكشف اعتداءات مستوطني “يتسهار” على عابري هذا الطريق، سواء بهذا الأسلوب أو غيره، مساعيَ حثيثة لم تتوقف منذ سنوات، لجعل هذا الطريق حكرًا عليهم، ومنع استخدام الفلسطينيين له، رغم مروره بأراضي قرى جنوب نابلس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات