الإسرائيليون يشترون الوقت في تهدئة لم تتحقق بعد

لم يعد سرًّا القول إن جهود الأطراف المحلية والإقليمية والدولية تتراجع في سبيل إبرام التهدئة بين المقاومة و”إسرائيل”، مما يجعل الأخيرة في حل من أي التزامات وتعهدات تقدمها للمقاومة عبر الوسطاء والمبعوثين.
هذا التراجع يأتي بعكس ما كان عليه الحال قبل أسابيع قليلة، حين بلغت المباحثات ذروتها، وبدا وكأن الدخان الأبيض يظهر في القاهرة، وتم تداول تسريبات عن قرب التوقيع على التهدئة، ورؤية أهل غزة لنتائجها الإيجابية على صعيد تحسين الوضع الإنساني الكارثي، وفجأة حصل جمود في المباحثات، ولم تعد غزة تشهد مبعوثين، ولم يعد قادتها يخرجون للقاهرة، ولم تعد التهدئة تتصدر عناوين الأخبار والصحف.. فما الذي حدث؟
يمكن عبر مسح سريع لمواقف الأطراف المنخرطة في التهدئة توزيع المسئوليات على كل منها، بدءا بمصر التي ترى نفسها أقرب إلى فتح من حماس سياسيا، وما حالة الود التي تبديها تجاه غزة إلا استدارة اضطرارية لمصالحها الأمنية، ولذلك ترى مصر أنه ليس هناك من أمر عاجل يجعلها تواجه السلطة الفلسطينية من أجل تهدئة في غزة تحقق لحماس إنجازات ميدانية.
الأمم المتحدة الشريك الأساسي في المباحثات حريصة على إبقاء نفسها وسيطا محايدا بين حماس و”إسرائيل”، وإن كانت في النهاية طرفا في اللجنة الرباعية التي تضع على حماس الكثير من الاشتراطات، لكنها قفزت عنها مؤخرًا في ظل الحالة المتردية في غزة، ومع ذلك بدا مبعوثها حامل رسائل بين غزة وتل أبيب أكثر من كونه وسيطا يؤثر على الطرفين، وينتزع المواقف.
القطريّون يرون أنفسهم الجهة الممولة لأي مشاريع قد تسفر عنها التهدئة، وخرجت أقاويل قريبة من الدقة أنهم استعدوا لحل مشاكل الكهرباء في غزة، وصرف رواتب لموظفيها، حتى جاءهم الفيتو من رام الله بمنع تدخلهم في هذه القضايا، فالتزموا الصمت حتى اللحظة.
بقيت “إسرائيل”، ولعل مربط الفرس موجود فيها، فهي لم تكن في عجلة من أمرها منذ بداية المباحثات غير المباشرة مع حماس، ولعلها أرادت شراء المزيد من الوقت، وقد حذرت هذه السطور من ذلك، وربما نجحت في منح طلابها وجمهورها قضاء إجازة الصيف بأريحية بعيدا عن صافرات الإنذار وإطلاق الصواريخ.
اليوم بعد أن “انفضّ” سامر التهدئة، للأسباب السابقة، بات الحديث في “إسرائيل” وغزة عن تجديد تفاهمات 2014، وحتى هذه قد لا تتم بأريحية، ولن تكون طريقها معبّدة، في ظل مواقف الأطراف الواردة أعلاه، مما سيجعل الوقت يضغط أكثر فأكثر على أهل غزة، دون وجود بصيص أمل حقيقي، وليس دعائيًّا، يمنحهم القدرة على مواجهة قسوة الحال ورداءة الظروف.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...