الإثنين 06/مايو/2024

المسنان الغلبان وأبو غرارة.. حلم بالعودة وصحبة على خط النار

المسنان الغلبان وأبو غرارة.. حلم بالعودة وصحبة على خط النار

بكوفيتيهما البيضاوان وعقاليهما الأسودان اللذين يُزيّنان رأسيهما، وتجاعيد وجههما التي تحكي ألف قصة وقصة لوطن سلبه احتلال غاصب، يُطل المسنان أحمد أبو غرارة وإبراهيم الغلبان من وسط حشود المتظاهرين لتحفيزهم وبث روح الأمل بداخلهم.

ومع دخول مسيرات العودة وكسر الحصار التي أعلنت عنها الهيئة الوطنية العليا شهرها السادس، يُصر الرفيقان على مواصلة حضورهما لمخيم العودة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، والمشاركة وتقدم الصفوف.


null

وأحيت مسيرة العودة الأمل المنشود لدى الرفيقين بالعودة وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة الذي أنهكه التعب والألم؛ مشاركين بكل قوة في المسيرة، ومتحركين رغم كبر سنهما، وقد حزما أمتعتهما متلهفين للعودة إلى بلداتهم التي هُجِّروا منها قسراً وغصباً.

ما أن يقترب موعد آذان العصر من كل جمعة؛ حتى يُجهز المسنان نفسيهما، ويصليان العصر في مسجدهما الواقع بمنطقة معن جنوبي شرق خانيونس، ومن ثم ينطلقان إلى مخيم العودة بمنطقة خزاعة.

وباتت شخصية الرفيقين مألوفة لجميع المتواجدين في المخيم؛ كيف لا وهم من يتقدمون صفوف المتظاهرين متوجهين نحو حلمهم بالعودة وفك الحصار عن أبناء شعبهم.


null

ووسط قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي الذي يطلقه جنود وآليات الاحتلال، يقف المسنان غير آبهين بالخطر المحدق الذي قد يتعرضان له.

وممسكاً بيد رفيقه داخل الميدان، يشد أبو إسماعيل أبو غرارة على يد أبو حسام الغلبان، متوكلين على الله عز وجل، وهما يرفعان شارة النصر أمام جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد.


null

ويحلم المسنان اللذان لا يبعدان سوى مئات الأمتار عن بلادهم المحتلة، بالعودة إلى بلدتهم الأصلية “كفرعانة” القريبة من مدينة بئر السبع، والتي لا يزال الحاج أبو إسماعيل يتذكرها بعدما هُجر منها وقد كان عمره 5 أعوام.

وكعادتهما يهبان في عزيمة وإصرار لرفع العلم الفلسطيني أمام جنود الاحتلال، مشجعين الشبان ومحفزيهم على سحب السلك الزائل، من أجل العودة إلى أرض الآباء والأجداد.

ووسط عمليات الكر والفر من قنابل الغاز التي يلقيها جنود الاحتلال بكثافة؛ يلتقط بعض الشبان الثائرين صورا تذكارية مع المسنين أبو غرارة والغلبان، في أجواء تظهر القوة والعنفوان والعزيمة والإصرار.


null

وعن سبب مشاركته في ميدان العودة يقول المسن أبو غرارة: “هذه أرضي أنا.. ووالدي ضحَّى هنا.. وهو قال لنا، مزقوا أعداءنا”.

ويضيف: “على الرغم من كبر سني وانحناء ظهري، إلا أنه لن يثنيني عن مواصلة الطريق نحو تحرير وطننا المسلوب والمغصوب من محتل حقود، لا يعرف إلا لغة القوة”.

وأوضح أنه ومع بداية مسيرات العودة كان يشارك بشكل يومي في مخيم العودة، مشيرا إلى أنه كان يحضر إلى المخيم على قدميه مسافة تزيد عن 5 كيلو مترات من منطقته.


null

أما المسن الستيني أبو حسام فيقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أُصبت أكثر من مرة بقنابل الغاز، ولكن رغم الإصابة أعود وأواصل طريق الكفاح وطريق التحرير والعودة إلى الديار”.

ويشير الغلبان إلى أنّ مسيرة العودة الكبرى تمثل حلم كل فلسطيني طرد وهُجر من أرضه غصباً، نافياً مقولة رئيسة وزراء الاحتلال السابقة “غولدمائير”، “إن الكبار يموتون والصغار ينسون”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...