الإثنين 06/مايو/2024

المتحف الفلسطيني.. عمارة عثمانية تسرقها إسرائيل

المتحف الفلسطيني.. عمارة عثمانية تسرقها إسرائيل

في نهاية شارع السلطان سليمان القانوني رقم “27”، وإلى الشرق من المدرسة الرشيدية يقع مبنى المتحف الفلسطيني “روكفلر” الذي افتتح عام 1938، وهو يقابل الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس حيث برج اللقلق.

ويعد مبنى المتحف من معالم مدينة القدس البارزة؛ فبرج المتحف الحجري السداسي يلفت النظر من مسافات بعيدة ومن علٍ؛ فقد أُنشئ على تلة، وعلى بقعة أرض كانت ولا تزال تعرف بكرم الشيخ محمد الخليلي، حيث لا تزال معالم قصره المكون من طابقين ماثلة وقائمة.


null

المؤسس والأهداف

يوسف النتشة، مدير الآثار والسياحة في الأوقاف الإسلامية، بيّن أن طراز هذا القصر يمثل أصدق تمثيل طرز العمارة العثمانية المحلية التقليدية التي سادت في القدس وفلسطين منذ أوائل القرن السابع عشر، واستمرت حتى دخول التأثيرات والتيارات البنائية الحديثة.

ويضيف النتشة  لمراسلنا أن المتحف يعرف باسم متحف آثار فلسطين أيضا، ومشهور في الكتابات الغربية بمتحف “روكفلر”؛ على اسم الثري الأميركي جون روكفلر، الذي تبرع بمليونيْ دولار لإنشاء المتحف، وذلك في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين، وأسس المتحف ليضم ما اكتشف وما سيُكشف عنه من آثار في فلسطين.


null

مجموعة المتحف
ويشجع النتشة كثيرًا على زيارة مجموعات المتحف، وعلى تأمل المبنى من الداخل؛ لأن التعرف على المبنى لن يكتمل إلا بمشاهدة الداخل والخارج، وفق قوله.

 علاوة على أن مجموعات المتحف مهمّة جدا وغنية، كان فيها بعض من لفائف خربة قمران، لكن نقلت لاحقا بعد عام 1967 إلى المتحف الإسرائيلي، وهي تعد من أهم مكتشفات القرن العشرين.

ولا يزال في المتحف مجموعة كبيرة من حشوات خشبية من المسجد الأقصى المبارك على سبيل الإعارة المؤقتة، وكانت هذه الحشوات تغطي سقف الجامع الأقصى.

وفي المتحف أعتاب حجرية منقوشة من مدخل كنيسة القيامة، إضافة إلى مكتشفات مهمّة من مجدو، وعسقلان والقدس ولخيش وغيرها من المواقع.


null

null

  البريطاني المصمّم
يقول النتشة: إن مبنى المتحف صمّمه المهندس البريطاني أوستين سانت بارب هاريسون “1891-1976″، الذي درس العمارة الإسلامية والبيزنطية، وأعجب بالعمارة الإسلامية كثيرا، وعين في منصب المهندس المعماري الرئيس لدائرة الأعمال العامة لحكومة الانتداب البريطاني.

وسكن هاريسون في القدس في بيت عربي بحي الثوري، وامتاز أسلوبه في تصميمه لمبنى المتحف وفي معظم بناياته، والتي كان منها مبنى قصر المندوب السامي البريطاني “حاليا مقر هيئة الأمم المتحدة “، بالمزج بين الأساليب المعمارية الغربية وروح الشرق والعمارة المحلية التقليدية.

وهذا ما نجده في مبنى المتحف، حيث تبنّى من الغرب المخطط العام السائد في أوروبا في المباني العامة المؤلفة من عدة وحدات معمارية؛ فقاعات المتحف صممت مثل قاعات الكنائس ذات الشبابيك المرتفعة التي تستغل الضوء الطبيعي.

وتأثر بمباني بلدة القدس القديمة؛ فجعل هناك اختلافاً في ارتفاعات مباني المتحف المتعددة، ومن العمارة الاسلامية الأندلسية اقتبس بركة المتحف الداخلية.

وقد كان للتأثيرات المحلية المقدسية أثر واضح على تصميم هاريسون، خاصة في استخدام خامة الحجر، وطريقة دقاقة الحجارة، ومجموعة العقود والقباب، وكان للبلاط الأرمني مكان مرموق في الزخرفة والتصميم بتوقيع الفنان دافيد اوهانسيان (1884-1952).

ومبنى المتحف في الواقع هو متحف معماري يظهر التيارات الواردة إلى القدس، وفي الوقت نفسه يظهر أثر العمارة المحلية.


null

غصّة يقول مدير السياحة والآثار في الأوقاف: إنه في نفس الفلسطيني غصة كبيرة؛ فالمتحف يثير ذكريات مزدوجة متناقضة، فهو مكان لمعروضات تراثه وحضارته العظيمة، وفي الوقت نفسه يثير ذكريات أليمة، فقد جرت في جنبات المتحف مواجهات في عام 1967.

ويتابع أن “إسرائيل” ضمت المتحف لسلطة الآثار الإسرائيلية مباشرة بعد عام 1967، على أساس أنها استولت عليه باعتباره من ممتلكات الحكومة الأردنية.

ووفق النتشة؛ فقد أثار عرض بعض مقتنيات المتحف، ضمن معروضات متحف “إسرائيل” في أمريكا معارضة أكبر وأشهر المتاحف الأمريكية.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات