مغارة شقبا.. تصارع من أجل البقاء

إلى الغرب من مدينة رام الله، شمال الضفة الغربية المحتلة، تقع مغارة شقبا التي تعد واحدة من المعالم التاريخية التي لا زالت تصارع من أجل الصمود والبقاء، رغم سلسلة الانفجارات التي تخلفها كسارة “نتوف” الإسرائيلية.

وعلى طول الطريق الواصل بين مدينة رام الله وقرية شقبا تتراص المستعمرات الإسرائيلية على رؤوس الجبال تشوه هوية المكان وتعتدي على الأراضي الفلسطينية، كما أنّ وجود الجدار على آلاف الدونمات الزراعية للقرية يحرم الأهالي من أراضيهم ويفصلها عن امتدادها الفلسطيني داخل الوطن المحتل عام 48، والذي يتراءى أمامنا من أعلى سفوحها.

وبحسب الدراسات التاريخية، فإن المغارة تعود للمرحلة الثانية من العصور الحجرية، التي ساد فيها حضارة النطوفيين أولى الحضارات، والتي شهدت تحولا في حياة الإنسان من الصيد والاستهلاك إلى الزراعة والإنتاج الغذائي.

يقول بلال شلش من سكان القرية إنه يقدر عمر المغارة أكثر من عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث إنه ومن خلال الكشف والتحري تبين وجود مواد أولية زراعية قديمة بالمغارة.

وبحسب شلش، فإنّ المغارة تعاني من وجود كسارة الناطوف التي يتم فيها عمل انفجارات لتفتيت الصخر، مما يؤدي إلى عمل تشققات وانهيارات بالمغارة، عدا عن منع الاحتلال لأي عمليات ترميم وتعبيد للطرق المؤدية لها وذلك لأنها تقع في المنطقة “ج”.

وعن سبب التسمية، يقول مصطفى شلش من سكان القرية، إن سبب التسمية يعود لكثرة الشقوق بالمغارة، كما أن وجود ملكة كانت تسكن المغارة اسمها شقبا، ونسبة لها سميت المغارة بهذا الاسم، ولكن مع مرور الزمن تحول الاسم من شَقبا إلى شُقبا. 

ويشير إلى أنها تتعرض بسبب موقعها داخل أراضي “ج” للإهمال، وقيام الاحتلال بعمليات تفجير أدت إلى تشققات فيها تهدد في سقوط أجزاء منها.

وينبّه إلى أنَّ محاولات الأهالي لتسليط الضوء على المغارة جارية، وكانت هناك مطالب مستمرة من أجل تحسين الظروف السياحية للقرية، فهي تفتقد لكلّ المقومات السياحيّة رغم أنّ لديها مقومات ذلك، وفيما بعد تم إدراج شقبا كأحد أهم المواقع الأثرية الفلسطينية.